استهدفت الميليشيات الحوثية بالقذائف لليوم الثاني على التوالي أحياءً سكنية في محافظة تعز، أمس (الجمعة)، مع تصاعد المواجهات التي يخوضها الجيش اليمني ضد الميليشيات بإسناد من تحالف دعم الشرعية في المحافظة نفسها وفي جبهات محافظتي حجة ومأرب.
وفيما يؤكد الإعلام العسكري للجيش اليمني أن الميليشيات الحوثية تتكبد خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد، أعلن تحالف دعم الشرعية تنفيذ 19 عملية استهداف ضد الميليشيات في مأرب وحجة خلال 24 ساعة، موضحاً في تغريدة نشرتها وكالة الأنباء السعودية «واس» أن الاستهدافات دمّرت 13 آلية عسكرية وكبّدت الميليشيات خسائر بشرية.
في السياق نفسه أفاد الإعلام العسكري بأن الميليشيات الحوثية شنت قصفاً مدفعياً على الأحياء السكنية شرقي مدينة تعز ووسطها، انطلاقاً من مناطق تمركزها في الحوبان وتلال السلال وسوفتيل.
وأكدت المصادر أن قوات الجيش خاضت معارك ضارية مع الميليشيات شرقي المدينة، بعد أيام من تحقيق مكاسب ميدانية في جبهات مديريتي مقبنة وجبل حبشي في الغرب.
أما في محافظة حجة، فقد أفاد الإعلام العسكري بأن الميليشيات تواصل شن هجماتها على مواقع الجيش وسط تكبدها خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد مع تمكن قوات الجيش من أسر الكثير من المهاجمين شمالي مديرية عبس.
وكان الإعلام العسكري قد أفاد بمقتل وجرح العشرات من عناصر الميليشيات (الخميس) جراء مواجهات وقصف مدفعي وجوي في عدد من جبهات القتال بمحافظة حجة الحدودية. حيث استهدفت قوات الجيش مجاميع من عناصر الميليشيا في مديريتي حرض وعبس، كما تمكنت دفاعات الجيش من إسقاط طائرتين مسيّرتين مفخختين أطلقتهما الميليشيات.
ومع استمرار الميليشيات الحوثية في تصعيدها العسكري الإرهابي في مختلف الجبهات، جدد مسؤول أممي التحذير من تفاقم الوضع الإنساني في عموم المناطق اليمنية في ظل شح المساعدات الإنسانية.
وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، في بيان صدر عقب زيارة له لعدن حيث العاصمة اليمنية المؤقتة، إن الوضع بات في اليمن «أسوأ ما يمكن لأي شخص أن يتخيله».
وحذر بيزلي من أن اليمن «يتجه نحو كارثة، إذ ينضب التمويل الإنساني، مما يضطر البرنامج إلى تقليص المساعدات الغذائية لملايين الأسر الجائعة». وأضاف: «ليس لدينا خيار سوى أخذ الطعام من الجياع لإطعام المتضورين جوعاً، ما لم نحصل على تمويل فوري، سنخاطر في غضون أسابيع قليلة حتى بعدم قدرتنا على إطعام المتضورين جوعاً. سيكون هذا الجحيم على الأرض».
ويرجّح برنامج الأغذية العالمي أن يؤدي تصعيد الصراع في أوكرانيا إلى زيادة أسعار الوقود والغذاء وبخاصة الحبوب في اليمن الذي يعتمد على الاستيراد، وذلك بالتزامن مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى أكثر من الضعف.
وزاد بيزلي بالقول: «فقط عندما تعتقد أنه لا يمكن أن يزداد الوضع سوءاً، يستيقظ العالم على وقع صراع في أوكرانيا من المحتمل أن يتسبب في تدهور اقتصادي في جميع أنحاء العالم، خصوصاً بالنسبة إلى بلدان، مثل اليمن، تعتمد على استيراد القمح من أوكرانيا وروسيا. سترتفع الأسعار لتفاقم الوضع السيئ بالفعل».
وحسب البيان، التقى بيزلي مع مسؤولين حكوميين كما أمضى وقتاً مع العائلات في المستشفيات ومراكز توزيع الطعام في محافظات عدن وصنعاء وعمران. واستمع بشكل مباشر إلى تأثير التخفيضات في المساعدة على حياة العائلات.
وقال بيزلي: «لقد وصل اليمن إلى دورة كاملة منذ عام 2018 عندما اضطررنا للنضال للرجوع عن حافة المجاعة، لكن مخاطر اليوم أصبحت أكثر واقعية من أي وقت مضى».
يشار إلى أن برنامج الأغذية العالمي يقدم مساعدات غذائية إلى 13 مليون شخص شهرياً في اليمن لكنه اضطر إلى خفض الحصص الغذائية إلى النصف (ثمانية ملايين شخص) في بداية العام الجاري بسبب نقص التمويل. في حين استمر خمسة ملايين شخص معرّضين لخطر الانزلاق في ظروف المجاعة في تلقي حصص غذائية كاملة.
لكن، من دون تدفق نقدي فوري، سيكون من الحتمي إجراء تخفيضات أكثر حدة، وقد لا يحصل ملايين الجوعى على الغذاء على الإطلاق. كما يقول البرنامج، الذي يؤكد أنه يحتاج إلى 800 مليون دولار في الأشهر الستة المقبلة لتقديم المساعدة الكاملة إلى 13 مليون شخص تُقدم لهم المساعدة حتى الآن.
الحوثيون يستهدفون مدنيين في تعز... والتحالف ينفّذ 19 استهدافاً بمأرب وحجة
الحوثيون يستهدفون مدنيين في تعز... والتحالف ينفّذ 19 استهدافاً بمأرب وحجة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة