بيدرسن «قلق بشدة» لأثر الحرب الروسية على جهوده في سوريا

غير بيدرسن قدم إحاطة لمجلس الأمن أمس (رويترز)
غير بيدرسن قدم إحاطة لمجلس الأمن أمس (رويترز)
TT

بيدرسن «قلق بشدة» لأثر الحرب الروسية على جهوده في سوريا

غير بيدرسن قدم إحاطة لمجلس الأمن أمس (رويترز)
غير بيدرسن قدم إحاطة لمجلس الأمن أمس (رويترز)

عبر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن عن «قلقه الشديد» من الأثر المحتمل من تأثير حرب روسيا ضد أوكرانيا على جهوده الدبلوماسية لإيجاد تسوية للحرب السورية، كاشفاً في الوقت ذاته أن الهيئة المصغرة للجنة الدستورية ستجتمع مجدداً خلال الشهر المقبل في جنيف لمتابعة المساعي في سياق العمل لتنفيذ القرار 2254.
وقدم بيدرسن إحاطة إلى أعضاء مجلس الأمن قال فيها إن «السوريين في كل أنحاء البلاد، وأيضاً النازحين، يواجهون الفقر والجوع بمستويات أعلى من أي وقت خلال سنوات النزاع»، مشدداً على أهمية تنفيذ القرار 2585، وإذ عبر عن استمرار التزامه بتنفيذ التفويض الممنوح له بموجب القرار 2254، أعلن أنه سيواصل مساعيه الحميدة لجمع أطراف النزاع للتوصل إلى حل سياسي. ولفت إلى أن خطوط التماس «لم تشهد تغييراً» في الآونة الأخيرة، علماً بأن «هناك مؤشرات إلى استمرار الصراع المحتدم»، بما في ذلك «نقاط توتر يمكن أن تؤدي إلى اشتعال الصراع بشكل أكبر وعلى نطاق أوسع». وقال: «شهدنا المزيد من العنف عبر الحدود الدولية»، في إشارة إلى الضربات بواسطة الطائرات المسيرة في الشمال الشرقي، والضربات الإسرائيلية في الجنوب ودمشق، فضلاً عن المزيد من الحوادث الأمنية على الحدود مع الأردن.
ورأى المبعوث الأممي أن حالة الجمود والمعاناة الشديدة «تتطلب «عملية سياسية بقيادة وملكية سورية، مدعومة بدبلوماسية دولية بناءة مهما كان هذا الأمر صعباً، وخصوصاً في الوقت الحالي». وكشف أنه حدد موعداً للجولة السابعة للهيئة المصغرة للجنة الدستورية في 21 مارس (آذار) المقبل، معتبراً أنه «من المهم» عقد اجتماعات هذه الهيئة، علماً بأن هناك «خلافات جوهرية» بين الطرفين. ورأى أن «تضييق الخلافات بينهما سيتطلب حتماً عملية تدريجية» وفقاً للمعايير المرجعية والعناصر الأساسية للائحة الداخلية، وهو «السعي إلى تحقيق توافق والانخراط البناء من قبل جميع الوفود». وأشار إلى اتفاق الرئيسين المشاركين للهيئة توافقاً أيضاً على عقد جولتين إضافيتين خلال شهري مايو (أيار) ويونيو (حزيران) المقبلين.
وأعلن بيدرسن أنه سيواصل العمل على «عملية سياسية أوسع لتنفيذ العناصر الأخرى في قرار مجلس الأمن الرقم 2254 والتي تقع خارج سلة الدستور»، مذكراً بأن هذا القرار ينص على الحاجة إلى مفاوضات سياسية وتدابير لبناء الثقة لدعم التقدم في تنفيذ القرار. وأوضح أنه طلب من محاوريه «ليس فقط ماذا سيطلبون، ولكن أيضاً ما يمكنهم اقتراحه (…) لإحراز تقدم تدريجي، خطوة بخطوة، في القضايا عبر التزامات يتم تنفيذها بدقة، ويمكن التحقق منها، وتنفذ بالتوازي». وعبر عن «تقدير للأفكار البناءة التي لديها»، مضيفاً أنه يتطلع إلى مواصلة المشاورات مع هؤلاء. وكذلك تحدث عن مشاركة مع النساء وممثلي المجتمع المدني السوري.
وأكد أن «الغالبية العظمى من الشعب السوري ترغب بشدة في إنهاء هذا الصراع، وفي رؤية بعض التحسينات الأساسية على حياتهم المحطمة وأن يعيشوا بأمان وكرامة»، بالإضافة إلى تطلهم إلى رؤية تقدم في ملف المعتقلين والمخطوفين والمفقودين الذي يستمر في التأثير على حياة العديد من العائلات في كل ركن من أركان سوريا. وختم بالتعبير عن «القلق الشديد من أن تكون الدبلوماسية الدولية المطلوبة لدفع هذا أكثر صعوبة من السابق (…) على خلفية العمليات العسكرية في أوكرانيا». وفي أول إحاطة لها أمام مجلس الأمن، قدمت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية ووكيلة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ جويس مسويا لمحة عن الوضع الإنساني في سوريا، مشيرة إلى أن أكثر من أي وقت مضى منذ بداية الصراع سيعتمد 14.6 مليون شخص على المساعدات الإنسانية. وقالت إن «هذا أعلى بنسبة 9 في المائة عما كان عليه العام الماضي، و32 في المائة أكثر من العام الذي سبقه».



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.