القاهرة تؤكد حرصها على دعم جهود التنمية في أفريقيا

خلال احتفالية تخريج 50 متدرباً من دول حوض النيل

تخريج 50 متدرباً من دول حوض النيل بمصر في مجال الكهرباء (وزارة الكهرباء المصرية)
تخريج 50 متدرباً من دول حوض النيل بمصر في مجال الكهرباء (وزارة الكهرباء المصرية)
TT

القاهرة تؤكد حرصها على دعم جهود التنمية في أفريقيا

تخريج 50 متدرباً من دول حوض النيل بمصر في مجال الكهرباء (وزارة الكهرباء المصرية)
تخريج 50 متدرباً من دول حوض النيل بمصر في مجال الكهرباء (وزارة الكهرباء المصرية)

أكدت مصر حرصها على دعم جهود التنمية في دول القارة الأفريقية، وعبر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري محمد شاكر، عن استعداد قطاع الكهرباء لتقديم الدعم الفني ونقل خبراته للأشقاء الأفارقة، في ضوء «توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتدعيم أواصر التعاون مع الدول الأفريقية».
جاء ذلك خلال احتفالية أقامتها الوزارة أمس بمناسبة تخريج 50 متدربا من 5 دول لحوض النيل (السودان وجيبوتي وبوروندي والصومال وأوغندا) والذين شاركوا في 5 برامج تدريبية تحت عنوان (دراسات جدوى المشروعات وتقييم الأثر البيئي، وعوازل خطوط نقل الجهد العالي، وتشغيل وصيانة شبكات التوزيع، وأنظمة الوقاية، وإدارة المشروعات).
وقال شاكر إن الوزارة تعمل على تقديم الدورات التدريبية، والدعم الفني وإيفاد الخبراء للدول الأفريقية بما يعود بالنفع على جميع الأطراف، مشيرا إلى أن قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، نجح في إعداد وتنفيذ برامج تدريبية لعدد 8417 متدربا أفريقيا، حيث يمتلك أكثر من 20 مركزا تدريبيا، حصل مركزان منهم على اعتماد من اتحاد مرافق الطاقة الأفريقية APUA، هذا بالإضافة إلى أنه تم في أكتوبر 2018 توقيع مذكرة تفاهم مع الكوميسا في مجال التدريب وبناء القدرات.
وأكد شاكر حرص مصر على إقامة مشروعات التعاون مع الدول الأفريقية من أجل تدعيم أواصر العلاقات بين دول القارة بأكملها.
وأشار إلى أن برامج الدورات التدريبية الجاري تنفيذها، تأتي في إطار مشروع التعاون مع الدول الإفريقية الذى يتبناه قطاع الكهرباء، ويتم تنفيذه لبناء القدرات البشرية بدول حوض النيل في مجالات الكهرباء في مصر، سواء من خلال البرامج التدريبية أو بإيفاد الخبراء المصريين لهذه الدول في مختلف مجالات الطاقة.
وشدد على أن مصر تُقدر الجذور الأفريقية وتدرك جيدا التحديات المشتركة التي تواجه القارة، معربا عن حرص مصر الدائم على العمل المشترك مع دول القارة الأفريقية من أجل تحقيق الخطط الطموحة والحق الشرعي لجميع دول القارة للتمتع بالسلام والاستقرار والرخاء والتنمية المستدامة.
كما قامت وزارة الكهرباء بإيفاد 39 خبيرا مصريا من القطاع لعدد من الدول الأفريقية (السودان ورواندا وتنزانيا وبوروندي والصومال وإريتريا والكونغو الديمقراطية، لنقل الخبرات لهذه الدول وتقديم الدعم الفني ومساعدة هذه الدول في إعداد خططتها الوطنية وخاصة في مجال الطاقة المتجددة).
في السياق ذاته، أكد محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية المصري والري أن الوزارة تمتلك قدرات تدريبية متميزة تتمثل في المركز الإقليمي للتدريب التابع للوزارة، ومركز التدريب الإقليمي بمعهد بحوث الهيدروليكا التابع للمركز القومي لبحوث المياه، حيث يتم من خلال هذين المركزين تقديم العديد من الدورات التدريبية للمتدربين من مصر والدول العربية والأفريقية الشقيقة في مجال المياه.
وقال في بيان أمس إن الهدف الرئيسي من عقد هذه الدورات التدريبية هو دعم القدرات البشرية للعاملين بالوزارة وللمتخصصين من الدول العربية والأفريقية، بما يسمح بتحسين عملية إدارة الموارد المائية بهذه الدول.
وأضاف أنه وفي إطار دعم الدول الأفريقية الشقيقة فإنه يتم توفير منح دراسية للدكتوراه والماجستير للطلاب الأفارقة، وإيفاد الطلبة والدارسين الأفارقة للحصول على دبلوم الموارد المائية المشتركة من كلية الهندسة بجامعة القاهرة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».