> حتى سنوات ليست بالبعيدة كنا، نحن الذين نقاسم الحياة ما بين المنزل وصالة السينما، اعتدنا على صوت المقدّم الذي يصدح في الإعلانات التي تمهّد لأفلام الأسبوع المقبل وما بعده. صوت مختار بعناية ليعلن عن الفيلم الآتي بما يخدم مهمّة الترويج المنشودة. وكان هناك معلّقون متعددون، كل واحد منهم يناسب نوع الفيلم المنوي الإعلان عنه.
> كان صوت المعلّق في «التريلر» ينضح بفعل إيماني وهو يصف نوعية الفيلم الذي سنشاهده: «تشويق لم يسبق له مثيل»، «أكشن على طول الخط»، «هل ستقع إيزابيللا في حب قاطع الطريق؟» و«فيلم لن تستطع أن تنساه» و«فيلم لكل العصور».
> اليوم غاب صوت المعلّق. التريلرز التي نراها هي بلا صوت بشري إلا عبر مشاهد ممثلين يتلون عبارات قصيرة أشبه بعناوين الصحف. حوارات من بينها «أوه» و«آه» و«أكاد لا أصدّق». ما الذي حدث؟
> لم يغب المعلّق فقط، بل غاب فن التقديم. شاهد أي إعلان عن فيلم وستعرف الحكاية من أولها ولمسافة بعيدة. ها هي بطلة الفيلم تخرج من السجن. ها هي تدخل منزلها المهجور. لقطة لعيون تراقبها وها هي تحت الخطر... وهذا ما سيقع بعد ذلك. فهمنا الحكاية. لا داعي لمشاهدة الفيلم.
> الأسوأ أن السينما المصرية (كونها الأعلى إنتاجاً لأفلام تشبه ما توفره هوليوود) قررت أن تستنسخ هذا الأسلوب صوتاً وصورة وهي التي كانت لها الريادة في فن الإعلان. اليوم أفلامها الدعائية بلا صوت وبصور تكشف ما سيدور. ولا تنسى ما يُسمى بـ«الموسيقى التصويرية» التي تقوم على الطبول وأصوات عجلات السيارات.
م. ر
9:17 دقيقه
تريلرز
https://aawsat.com/home/article/3494961/%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D9%84%D8%B1%D8%B2
تريلرز
تريلرز
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة