بوتين يسعى للسيطرة على مناطق الشرق الأوكراني وتقويض قدرات كييف

استعداداً لمواجهة الضغوط الغربية والأصوات المعارضة للحرب في الداخل

بوتين خلال خطابه الذي أجاز فيه الهجوم العسكري على أوكرانيا (إ.ب.أ)
بوتين خلال خطابه الذي أجاز فيه الهجوم العسكري على أوكرانيا (إ.ب.أ)
TT

بوتين يسعى للسيطرة على مناطق الشرق الأوكراني وتقويض قدرات كييف

بوتين خلال خطابه الذي أجاز فيه الهجوم العسكري على أوكرانيا (إ.ب.أ)
بوتين خلال خطابه الذي أجاز فيه الهجوم العسكري على أوكرانيا (إ.ب.أ)

فور انتهاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من تلاوة خطابه المطول الذي بثّته قنوات التلفزة الروسية أمس، في الساعة السادسة صباحاً، وأعلن فيه الحرب على أوكرانيا، بدأت القطاعات العسكرية الروسية تحركاً شاملاً استهدف رزمة من الأهداف التي وُضعت مسبقاً ضمن الخطة العسكرية للهجوم. بدا ذلك واضحاً من خلال الإعلانات المتتالية منذ ساعات الصباح عن وقوع انفجارات ضخمة في عدد من المدن الأوكرانية، وكان لافتاً أن الهجمات لم تقتصر على مناطق الشرق الأوكراني الذي حملت العملية العسكرية الروسية عنوانه عبر تسميتها «الدفاع عن دونباس» بل امتدت لتشمل أهدافاً في كل الأراضي الأوكرانية بما في ذلك منشآت في كييف العاصمة وأخرى تقع قرب مدينة لفوف (لفيف) في أقصى الغرب، التي شهدت تدمير مطار بالقرب منها. وعلى الرغم من أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت أنها لا تستهدف المدن والتجمعات السكنية وأن المدنيين «لن يتم استهدافهم» لكن تقارير مراسلين أجانب من أوكرانيا أشارت إلى أن غالبية القواعد العسكرية أو المنشآت التي تعرضت للقصف تقع داخل المدن أو على مقربة منها، ما يعرّض حياة المدنيين لخطر.

- خريطة المعركة
بالتوازي مع توجيه الضربات الجوية التي استخدمت روسيا فيها قدرات الطيران وأنظمة صاروخية حديثة، بدأت منذ ساعات الصباح عملية توغل واسعة من عدة مناطق وبشكل متزامن. إذ تحركت آليات مدرعة ودبابات من الشمال وعبرت الحدود البيلاروسية متوغلة عدة كيلومترات قرب الشريط الحدودي باتجاه الجنوب الشرقي، في مسعى كما يبدو لتطويق مدينة خاركوف التي شهدت توغلاً أيضاً من الأراضي الروسية قرب مدينة فورونيج. وعلى الرغم من أن كييف تعد أقرب المدن الأوكرانية إلى الأراضي البيلاروسية (نحو 200 كيلومتر عن الحدود) لكن بدا أن توغل الآليات لا يستهدف كييف العاصمة، بل خاركوف التي تقطنها غالبية سكانية ناطقة بالروسية. وفي وقت لاحق خلال ساعات النهار وقعت مواجهات مباشرة في خاركوف وتداول ناشطون صوراً لمعدات روسية تم تدميرها، ما عكس وقوع مواجهات داخل المدينة. كما ترددت معطيات عن رفع العَلم الروسي فوق مبنى البرلمان المحلي في المدينة، لكنّ هذه المعطيات لم يتم تأكيد صحتها.

رجل ينعى قريبه بعد قصف مبنى في بلدة شوغويف شرق أوكرانيا (أ.ف.ب)

في الأثناء تم الإعلان عن سيطرة مظليين روس على مطار عسكري يبعد عشرات الكيلومترات فقط من العاصمة كييف. ورجحت أوساط عسكرية أن يتم استخدامه لنقل الإمدادات إلى أماكن التمركز داخل العمق الأوكراني. وأثار هذا التطور مخاوف في وقت متأخر أمس، من أن موسكو قد تسعى للسيطرة على كييف في وقت لاحق. في نفس الوقت، تم الإعلان صباحاً، عن تحرك من قوات المظليين الروس من شبه جزيرة القرم لتنفيذ إنزال واسع النطاق في مدينتي ماريوبول أقصى الجنوب على بحر أزوف، ومدينة أوديسا التي تقع على البحر الأسود. ولتحديد أهمية خريطة التحرك الروسي لا بد من الالتفات إلى أن هذه المدن كلها تدخل ضمن التقسيم الإداري لحدود إقليمي دونباس ولوغانسك وفقاً للخريطة السياسية قبل اندلاع الحرب في المنطقة في عام 2014 وسيطرة القوات الانفصالية على نحو ثلث أراضي دونباس. وعلى الرغم من عدم ورود معطيات حول مدى نجاح عمليات الإنزال في المدينتين حتى مساء أمس، فإن الأكيد أنهما شهدتا مواجهات شديدة في ساعات الصباح.
من جانب الانفصاليين في الإقليمين ترافق الهجوم الروسي مع تحرك واسع على طول خطوط التماس، ونجح المسلحون في التوغل داحل خطوط التماس وإحكام السيطرة على مناطق جديدة كان أبرزها بلدة «تشيستيا» قرب دونيتسك.

جانب من مظاهرة رافضة للحرب في سان بطرسبورغ أمس (رويترز)

- أهداف بوتين
كان لافتاً أن بوتين في خطاب إعلان الحرب حدّد هدفين واسعين للعملية العسكرية أولهما نزع سلاح أوكرانيا وتقويض قدراتها العسكرية، والآخر محاسبة «النازيين» الذين استهدفوا المدنيين ومنهم الروس خلال السنوات الثماني الماضية. يفتح الهدفان المعلنان على هوامش واسعة للعملية العسكرية، إذ يعني الأول تقويض البنى التحتية العسكرية الأوكرانية تماماً، وتقليص فرص أوكرانيا لبناء قدراتها مجدداً لسنوات مقبلة، وهذا هدف واسع لا يمكن تحديد متى سيرى الكرملين أنه أنجزه. والهدف الآخر يَفترض القيام بعمليات تمشيط واسعة لملاحقة «النازيين» ومحاسبتهم، وهو أيضاً يتميز بكونه واسعاً ولا يمكن تحديد سقف محدد له.
في المقابل يبدو المجال العملي المحدد للعملية العسكرية محصوراً في مد سيطرة موسكو والمجموعات الانفصالية الموالية لها على كل مناطق الشرق الأوكراني. وهذا يفسّر القيام بعمليات محددة للتوغل والسيطرة في هذه المناطق. سيعني تحقيق هذا الهدف أن تقسيم أوكرانيا غداً أمراً واقعاً، بين شرق موالٍ لروسيا، تتركز فيه الثروات والخامات ووسائل النقل بما في ذلك أهم ميناء بحري على البحر الأسود، وغرب مفكك ومنهك وضعيف لكنه موالٍ لخصوم روسيا الجيوسياسيين في حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
ويمكن أن يقود تثبيت أمر واقع جديد من هذا النوع إلى تعزيز فرص موسكو في مواجهة خطط توسع الأطلسي شرقاً فضلاً عن تعزيز مواقعها في أي عملية تفاوضية قد تنطلق في المستقبل.
وعاد الكرملين ظُهر أمس، لتأكيد أهداف التحرك عبر الإشارة إلى أن موسكو لا تنوي احتلال أوكرانيا لكنّ الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف، ترك في الوقت ذاته الباب موارباً أمام السقف الزمني المحتمل للعمليات الحربية، وقال إن العملية العسكرية ضد أوكرانيا ستستمر ما دامت ضرورية بناءً على «نتائجها» و«جدواها». وقال للصحافيين إن موسكو تهدف إلى فرض «وضع محايد» في أوكرانيا ونزع سلاحها والقضاء على «النازيين».

أهالي العاصمة الأوكرانية يختبئون في محطات القطارات الأرضية (إ.ب.أ)

- نتائج أولية
وفي أول رصد للنتائج الأولية للعمليات العسكرية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أخرجت منذ بداية العملية 74 هدفاً برياً للبنى التحتية العسكرية عن الخدمة. وصرح المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف، في بيان، بأن هذه الأهداف تشمل 11 مطاراً لسلاح الجو الأوكراني وثلاثة مراكز قيادة وقاعدة بحرية و18 محطة رادار خاصة بمنظومات الدفاع الجوي «إس - 300» و«بوك - إم 1».
في الوقت ذاته، أعلنت هيئة الأمن الفيدرالي الروسي أن كل القوات التابعة لحرس الحدود الأوكراني انسحبت من مواقعها على الحدود بين البلدين. وقال الأمن الروسي في بيان: «عناصر حرس الحدود الأوكرانيون يغادرون بشكل جماعي مراكز انتشارهم على الحدود الروسية الأوكرانية. وبحلول الساعة الواحدة بعد ظهر الخميس، أخلى حرس الحدود الأوكرانيون جميع المقرات الواقعة على الحدود الروسية الأوكرانية».
وأضاف البيان أن بعض عناصر حرس الحدود الأوكراني الذين أخلوا أماكن خدمتهم، غادروا إلى أراضي روسيا، حيث وصل 26 جندياً أوكرانياً إلى معبر «ترويبورتنويه» على حدود مقاطعة بريانسك الروسية مع أوكرانيا، إضافةً إلى وصول 16 عسكرياً إلى معبر جانكوي على حدود شبه جزيرة القرم.
وفي دونيتسك أعلن الانفصاليون أنهم فتحوا ممراً آمناً لخروج القوات الأوكرانية التي باتت محاصرة في بعض المناطق بعد إلقاء سلاحها. لكن لم يرد من المصادر الأوكرانية ما يؤكد صحة البيانات الروسية.
في الجانب الأوكراني أعلن أحد مساعدي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مقتل أكثر من 40 جندياً أوكرانيّاً و10 مدنيين في الساعات الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا. بينما أعلنت السلطات المحلية في جنوب أوكرانيا مقتل 18 شخصاً في «ضربات عسكرية». ولم يُعرف ما إذا كانت الحصيلة الإجمالية تشمل هؤلاء.
- احتجاجات داخلية
أثارت العملية العسكرية موجة استياء واسعة في الداخل الروسي، وهو ما ظهر من خلال انتشار عشرات الدعوات على وسائل التواصل الاجتماعي للنزول إلى الشارع والاحتجاج على الحرب. وأصدر مئات الصحافيين الروس بياناً مفتوحاً أدانوا فيه اللجوء إلى السيناريو العسكري، في ظاهرة فريدة بالنسبة إلى الصحافة الروسية. وقال أحد المبادرين لإصدار البيان، لـ«الشرق الأوسط» إن نحو مائتي صحافي وقّعوه حتى عصر أمس، بينهم مراسلون حربيون ومحررو الشؤون الدولية في أبرز الصحف الروسية.
في الأثناء، أعلنت منظمات حقوقية أن أكثر من 100 شخص اعتُقلوا خلال مشاركتهم في وقفات واعتصامات فردية ضد غزو أوكرانيا، وأوضحت أن الاحتجازات وقعت في عدة مدن روسية.
ووفقاً لمعطيات انتشرت نقلاً عن أقارب المعتقلين والنشطاء المحليين ووسائل الإعلام المحلية فقد تم اعتقال نحو 60 شخصاً في يكاترينبرج، ونحو 50 شخصاً في بيرم، ونحو 10 أشخاص في أوفا.
كما اعتُقلت الناشطة في مجال حقوق الإنسان مارينا ليتفينوفيتش، ومديرة أحد المسارح يفغينيا بيركوفيتش، في موسكو للسبب ذاته.
في حين حذرت لجنة التحقيق المركزية، الروس من المشاركة في نشاطات احتجاجية. وأكدت في بيان متلفز تم بثه على شاشات القنوات الحكومية، أن المشاركين في تجمّعات بشأن «الوضع المتوتر في السياسة الخارجية» سيتعرّضون لملاحقات. وحذرت: «نذكّركم بأن عواقب قانونية خطيرة ستترتب على الدعوات للمشاركة والمشاركة المباشرة في مثل هذه التحركات غير المرخص لها». من جهتها أعلنت النيابة العامة أنها وجّهت «تحذيرات» إلى الأفراد الذين يحضّون على المشاركة في مظاهرات احتجاجية ضد الحرب في أوكرانيا. وحذرت وزارة الداخلية من أن التجمعات ستكون «غير مشروعة» وأن الشرطة «ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لضمان فرض النظام العام». وكانت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي قد دعت الروس إلى التجمع في موسكو وسان بطرسبرغ مساء أمس، للاحتجاج على الحرب.
- استعداد لمواجهة ردود الفعل
بدا أمس، كما قال بوتين، أن الكرملين أجرى حساباته بدقة وهو يطلق عمليته العسكرية. واستعد لكل الاحتمالات، ويدرك الرئيس الروسي أن الغرب لن يتدخل عسكرياً، وكل ما يستطيع فعله يتركز في فرض رزم حازمة من العقوبات التي لن تؤثر كثيراً على روسيا بسبب توافر قناعة بأن «الاقتصاد الروسي سوف يهتز لكنه لن يتعرض لانهيار»، فضلاً عن رهان موسكو على أن «موجة الغضب الحالية» سوف تتراجع شيئاً فشيئاً بعد مرور بعض الوقت، وسوف يتعرض المعسكر الغربي مجدداً لهزات داخلية بين أطراف تطالب بمواصلة التعامل بحزم وأخرى مستعدة لفتح قنوات اتصال مع موسكو. هذا الكلام قاله حرفياً نائب رئيس مجلس الأمن القومي ديمتري مدفيديف، وهو يعكس القناعة الروسية بهذا الشأن.
في المقابل، هذا لا يعني أن الكرملين عبر سيطرته على شرق أوكرانيا قد يتخلص من «الخطر الوجودي»، وفقاً لتعبير بوتين، والمتمثل في اقتراب البنى التحتية للناتو من حدود بلاده. بل على العكس من ذلك فإن هذه الحرب ستقود لنتائج عسكرية وفقاً لخبراء، لأن الحلف سوف يعزز حضوره في بلدان حوض البلطيق المذعورة حالياً من خطوات بوتين التوسعية. ويكفي أن فنلندا التي التزمت الحياد طوال الحرب الباردة أعلنت بعد بدء الحرب أنها قد تفكر في الانضمام إلى الحلف إذا شعرت بتهديد.
بهذا المعنى فإن بوتين قد ينجح في تسجيل «فتح» تاريخي عبر توسيع «إمبراطوريته» مجدداً، كما قال معلق، لكنه سوف يواجه وضعاً أصعب على المدى البعيد على الصعيدين الداخلي والخارجي.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.