اليمين الإسرائيلي يهدد أوباما بنقل تأييد يهود أميركا إلى الحزب الجمهوري

أصوات الجالية اليهودية يمكن أن ترجح الكفة لأحد الحزبين في 3 ولايات على الأقل

اليمين الإسرائيلي يهدد أوباما بنقل تأييد يهود أميركا إلى الحزب الجمهوري
TT

اليمين الإسرائيلي يهدد أوباما بنقل تأييد يهود أميركا إلى الحزب الجمهوري

اليمين الإسرائيلي يهدد أوباما بنقل تأييد يهود أميركا إلى الحزب الجمهوري

ذكرت مصادر في اليمين الإسرائيلي أن مجموعات كبيرة من اليهود الأميركيين، المؤيدين في غالبيتهم للحزب الديمقراطي، بدأوا ينقلون تأييدهم إلى الحزب الجمهوري «احتجاجا على سياسة الرئيس باراك أوباما ضد سياسة حكومة بنيامين نتنياهو». وهددت هذه المصادر بتصعيد هذا التوجه بشكل أكبر، فيما لو اختارت إدارة البيت الأبيض ممارسة ضغوط سياسية على إسرائيل.
وقال جاي بيخور، المستشرق اليميني الإسرائيلي، إن «نتائج الاستطلاعين الأخيرين اللذين أجريا في الولايات المتحدة تشير إلى ضعف التحالف الذي كان يبدو ذات مرة راسخا بين اليهود الأميركيين والحزب الديمقراطي». وعزا أسباب هذا التراجع إلى «التنافر الذي حصل بسبب سياسة الرئيس الأميركي إزاء إسرائيل». وقال بيخور إن «هذا التغيير سيترك تأثيرا كبيرا على هوية الرئيس الأميركي القادم».
وكان معهد الاستطلاعات «غالوب» قد نشر نتائج بحث أجري في الشهر الأخير حول مستوى دعم اليهود لأوباما، تبين من خلاله انخفاض النسبة من 80 في المائة حين تم انتخابه للرئاسة، إلى 54 في المائة حاليا. كما جاء في الاستطلاع أنه كلما كان الجمهور اليهودي أكثر تقليديا وارتباطا بالديانة والعادات اليهودية، كلما انهارت نسبة التأييد لأوباما، إذ بلغت هذه النسبة 34 في المائة فقط في صفوف اليهود الذين يزورون الكنيس (المعبد اليهودي) مرة واحدة في الأسبوع على الأقل. ومن المعطيات الأخرى التي تدل على التراجع المتواصل النتائج التي أسفرت عنها انتخابات الكونغرس قبل سنة، حيث انخفضت نسبة تأييد اليهود للديمقراطيين من 80 في المائة إلى 66 في المائة.
ويشير الاستطلاع أيضا إلى وجود أخرى تفسر تحول اليهود إلى اليمين الأميركي، مرتبطة بتعامل الحزبين الديمقراطي والجمهوري مع إسرائيل. فعندما بدأ معهد «غالوب» بفحص هذه القضية، كان الحزب الجمهوري يتمتع بنقاط منخفضة، حيث وصلت النسبة سنة 1988 إلى 47 في المائة فقط بين الجمهوريين المتضامنين مع إسرائيل، أكثر من تضامنهم مع الفلسطينيين. أما اليوم فتصل نسبة المتماثلين مع إسرائيل إلى 83 في المائة، وهو رقم قياسي. ويمكن إرجاع هذه القفزة العالية إلى انضمام الكثير من اليهود إلى الحزب الجمهوري. وفي الفترة ذاتها، أي منذ 1988 وحتى اليوم، كان تماثل الديمقراطيين مع إسرائيل أقل من تضامنهم مع الفلسطينيين، إذ لم يتجاوز نسبة 50 في المائة (اليوم 48 في المائة). وبين سنوات 1993 و2001. وصلت نسبة تماثل الحزب الديمقراطي مع إسرائيل أكثر من تماثله مع الفلسطينيين بنسبة 35 في المائة.
وحسب المستشرق بيخور فإنه «إذا لم يكن الديمقراطي متحمسا لإسرائيل فلماذا نتحمس له؟ وخلال الفترة المتبقية له في الرئاسة سيحسم أوباما في مسألة وقوع تمزق بين اليهود والحزب الديمقراطي، أم أنه سينجح وحزبه بصد هذا التوجه، خصوصا أن هيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة، لا تزال تعتبر بمثابة لغز بالنسبة لكثير من اليهود بشأن موقفها من إسرائيل. ومن شأن التعامل غير الودي مع إسرائيل أو تشكيل خطر أمني أو دبلوماسي عليها، أن يغير من طابع تماثل الكثير من اليهود وشكل تصويتهم. وعندها يجب ألا يسأل أحد من الحزب الديمقراطي لماذا تخلى عنهم الصوت اليهودي».
ويوضح بيخور أن أوباما «سيخلف وراءه ضررا كبيرا لحزبه، ذلك أن الانحسار في تأييد اليهود للحزب الديمقراطي ينطوي على معانٍ دراماتيكية في الانتخابات الرئاسية القادمة، وقد تصل إلى وضع تكون فيه نسبة التأييد اليهودي للحزبين متقاربة. وهناك ثلاث ولايات هامة على الأقل، يمكن للصوت اليهودي أن ترجح كفة الميزان فيها، وهي: فلوريدا وايلينوي وبنسلفانيا. ويعرف عن اليهود هناك بأنهم متبرعون وأسخياء للحزب الديمقراطي. أما الآن وفي الوقت الذي يتحول فيه اليهود نحو اليمين، كما في إسرائيل، فإن نسبة التبرعات للحزب الجمهوري تزيد بشكل كبير».
ويردد بيخور تهديدات اليمين الإسرائيلي للإدارة الأميركية وقيادة الحزب الديمقراطي المؤيدة له، بقوله إنه «يجب أن يكون واضحا للديمقراطيين أن سبب هذا الهبوط يرجع إلى التعامل البارد، بل المعادي، لأوباما مع إسرائيل والابتعاد عنها، والتسريبات المعادية لصحافيي البلاط، والمقابلات المسببة للجمود، ومبادرة كيري التي لو كانت قد نجحت لتسببت بالخراب لإسرائيل والفلسطينيين، على حد سواء، بالإضافة إلى السياسة المتحفظة خلال (الجرف الصامد)».



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.