لأول مرة... علماء يكشفون ألغازا حول مرض السكري 2

لأول مرة... علماء يكشفون ألغازا حول مرض السكري 2
TT

لأول مرة... علماء يكشفون ألغازا حول مرض السكري 2

لأول مرة... علماء يكشفون ألغازا حول مرض السكري 2

لأكثر من 30 عامًا كان العلماء يحاولون كشف الغموض الذي يكتنف كيفية تجمع الجزيء البيولوجي الرئيسي في مادة شبيهة بالبروتين تعرف باسم "أميلويد"، والتي يُعتقد أنها تلعب دورًا في تطور مرض السكري من النوع 2؛ وهو مرض يؤثر على 300 مليون شخص بجميع أنحاء العالم. وأخيرا تمكن فريق من العلماء بجامعة ليدز البريطانية، ولأول مرة، من تحديد التغييرات خطوة بخطوة التي تحدث في الجزيء المعروف باسم "عديد ببتيد الأميلويد" للجزيرة البشرية، أو (hIAPP )، حيث يتحول إلى أميلويد، وقد تم نشر البحث في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز"، وذلك حسبما نشر موقع "ميديكال إكسبريس" الطبي البريطاني.
ووفق الموقع، فقد اكتشف العلماء أيضا مركبات جديدة قادرة على تسريع أو إبطاء هذه العملية.
وفي هذا الاطار، توصل الباحثون الى انه في الأشخاص الأصحاء يتم إفراز (hIAPP) عن طريق الجزر الموجودة في البنكرياس جنبًا إلى جنب مع هرمون الأنسولين، ويساعد هذا على تنظيم مستويات الغلوكوز في الدم وكمية الطعام في المعدة. وعندما يتعطل ( hIAPP )، فإنه يشكل كتلًا من مادة شبيهة بالبروتين تسمى "ألياف أميلويد" تقتل الجزر المنتجة للأنسولين في البنكرياس.
ويُلاحظ تراكم ألياف الأميلويد في الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 على الرغم من أن الآلية الدقيقة لكيفية إثارة المرض غير معروفة.
ولا يصف البحث فقط التغييرات الجزيئية المعقدة التي شوهدت في جزيئات (hIAPP) أثناء تحولها إلى ألياف أميلويد، ولكن العلماء أعلنوا أيضًا أنهم اكتشفوا مركبين، موصوفين بمعدلات جزيئية، يمكنهما التحكم في العملية أحدهما يؤخرها والآخر يسرعها.
كما يمكن استخدام مُعدِّلات الجزيئات هذه "كأدوات كيميائية" لمساعدة العلماء على استكشاف الطريقة التي تنمو بها ألياف الأميلويد وكيف ولماذا تصبح سامة.
ووصف الباحثون هذا الاكتشاف بأنه يقدم بشكل ملحوظ "نقاط انطلاق" لتطوير الأدوية التي يمكن أن توقف أو تتحكم في تكوين "ليفي الأميلويد"، وتساعد في البحث العاجل لإيجاد طرق لعلاج مرض السكري من النوع 2.
وفي توضيح أكثر لهذا الأمر، قالت شينا رادفورد أستاذة أبحاث الجمعية الملكية وأستاذة الفيزياء الحيوية بمركز أستبري للبيولوجيا الجزيئية الإنشائية في ليدز التي أشرفت على البحث "هذه خطوة مثيرة وضخمة إلى الأمام في سعينا لفهم وعلاج مرض الأميلويد ومعالجته قضية صحية كبيرة تتزايد بمعدل ينذر بالخطر... المركبات التي اكتشفناها هي خطوة أولى ومهمة نحو تدخل الجزيئات الصغيرة في مرض أثار حفيظة العلماء لأجيال".
وينظر فريق البحث في (hIAPP) الموجود بشكل شائع في السكان ومتغير نادر موجود في الأشخاص الذين يعانون من طفرة جينية تُعرف باسم "S20G" مما يعرضهم لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.
ووفق البحث الجديد، يعد فهم تكوين "ليفي الأميلويد" مجالًا رئيسيًا للبحوث الصحية. حيث يُعتقد أن تكوين الألياف هو عامل في مجموعة من الأمراض التي تحد من الحياة بما في ذلك مرض ألزهايمر ومرض باركنسون، وكذلك مرض السكري من النوع 2.
ويضيف البروفيسور رادفورد ان "النتائج مثيرة للغاية أيضًا لأنها تفتح الباب لاستخدام نفس النوع من الأساليب لفهم أمراض الأميلويد الأخرى، التي تفتقر الغالبية العظمى منها حاليًا إلى أي علاجات".


مقالات ذات صلة

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

صحتك القلق قد يتسبب في مشكلات نفسية وجسدية للشخص (رويترز)

كيف تتغلب على مشاعر القلق؟

يسيطر القلق على أفكار كثير من الأشخاص، إذ يميل البعض إلى توقع حدوث الأحداث المروعة أو الكارثية في المستقبل ويعتقدون أن القلق قد يساعد على منع حدوثها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
TT

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن استراتيجية بديلة تلجأ إليها الخفافيش عندما تفقد قدرتها على السمع، وهي حاسة أساسية تستخدمها للتوجيه عبر تقنية الصدى الصوتي.

وأوضح الباحثون من جامعة جونز هوبكنز أن النتائج تثير تساؤلات في إمكانية وجود استجابات مشابهة لدى البشر أو الحيوانات الأخرى، مما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات المستقبلية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Current Biology).

وتعتمد الخفافيش بشكل أساسي على حاسة السمع للتنقل والتواصل عبر نظام تحديد المواقع بالصدى (Echolocation)، إذ تُصدر إشارات صوتية عالية التّردد وتستمع إلى صدى ارتدادها عن الأشياء المحيطة لتحديد موقعها واتجاهها. وتعد هذه القدرة إحدى الحواس الأساسية لها.

وشملت الدراسة تدريب الخفافيش على الطيران في مسار محدد للحصول على مكافأة، ومن ثم تكرار التجربة بعد تعطيل مسار سمعي مهمٍّ في الدماغ باستخدام تقنية قابلة للعكس لمدة 90 دقيقة.

وعلى الرغم من تعطيل السمع، تمكنت الخفافيش من إتمام المسار، لكنها واجهت بعض الصعوبات مثل التصادم بالأشياء.

وأوضح الفريق البحثي أن الخفافيش تكيفت بسرعة بتغيير مسار طيرانها وزيادة عدد وطول إشاراتها الصوتية، مما عزّز قوة الإشارات الصدوية التي تعتمد عليها. كما وسّعت الخفافيش نطاق الترددات الصوتية لهذه الإشارات، وهي استجابة عادةً ما تحدث للتعويض عن الضوضاء الخارجية، لكنها في هذه الحالة كانت لمعالجة نقص داخلي في الدماغ.

وأظهرت النتائج أن هذه الاستجابات لم تكن مكتسبة، بل كانت فطرية ومبرمجة في دوائر الدماغ العصبية للخفافيش.

وأشار الباحثون إلى أن هذه المرونة «المذهلة» قد تعكس وجود مسارات غير معروفة مسبقاً تعزّز معالجة السمع في الدماغ.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة سينثيا موس، من جامعة جونز هوبكنز: «هذا السلوك التكيفي المذهل يعكس مدى مرونة دماغ الخفافيش في مواجهة التحديات».

وأضافت عبر موقع الجامعة، أن النتائج قد تفتح آفاقاً جديدة لفهم استجابات البشر والحيوانات الأخرى لفقدان السمع أو ضعف الإدراك الحسي.

ويخطط الفريق لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة مدى تطبيق هذه النتائج على الحيوانات الأخرى والبشر، واستكشاف احتمال وجود مسارات سمعية غير معروفة في الدماغ يمكن أن تُستخدم في تطوير علاجات مبتكرة لمشكلات السمع لدى البشر.