في اختراق طبي... رسم خريطة للقناة الهضمية البشرية بدقة خلية

في اختراق طبي... رسم خريطة للقناة الهضمية البشرية بدقة خلية
TT
20

في اختراق طبي... رسم خريطة للقناة الهضمية البشرية بدقة خلية

في اختراق طبي... رسم خريطة للقناة الهضمية البشرية بدقة خلية

نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن مجموعة من الباحثيين بجامعة كارولينا الأميركية نجحوا لأول مرة في رسم خريطة للأمعاء البشرية بدقة خلية واحدة، ببحث جديد نشر بمجلة "Cellular and Molecular Gastroenterology and Hepatology " يعتبر اختراقا على صعيد الطب.
وحسب الصحيفة، استخدم الباحثون مسارات الجهاز الهضمي البشري بالكامل من ثلاثة متبرعين بالأعضاء لإظهار كيفية اختلاف أنواع الخلايا في جميع مناطق الأمعاء، لإلقاء الضوء على الوظائف الخلوية ولإظهار اختلافات التعبير الجيني بين هذه الخلايا وبين الأفراد.
وفي توضيح أكثر لهذا الأمر، قال المعد الرئيسي للدراسة سكوت ماغنس "أظهر مختبرنا أنه من الممكن التعرف على وظيفة كل نوع خلية في عمليات مهمة، مثل امتصاص العناصر الغذائية والحماية من الطفيليات، وإنتاج المخاط والهرمونات التي تنظم سلوك الأكل وحركة الأمعاء... وتعلمنا أيضا كيف يمكن أن تتفاعل بطانة الأمعاء مع البيئة من خلال المستقبلات وأجهزة الاستشعار، وكيف يمكن للأدوية أن تتفاعل مع أنواع الخلايا المختلفة. ويحاول مختبر ماغنس التابع لـUNC فهم سبب حدوث الآثار الجانبية مثل الإسهال والقيء ونزيف الأمعاء، وصولا إلى مستوى الخلايا الفردية ووظائفها ومواقعها وجيناتها".
وفي هذا الاطار، ركز الباحثون في الدراسة الجديدة على الظهارة (الطبقة السميكة أحادية الخلية التي تفصل داخل الأمعاء والقولون) عن أي شيء آخر؛ فمثل مجموعات الخلايا الأخرى والميكروبات، الظهارة مهمة للغاية لصحة الإنسان، وقد عمل العلماء على استكشافها لسنوات. لكن حتى الآن كان بإمكان الباحثين فقط أخذ خزعات صغيرة بحجم حبات الأرز من أجزاء قليلة من الجهاز الهضمي؛ عادة من القولون أو مناطق محدودة من الأمعاء الدقيقة.
وفي الماضي، كان الباحثون يخلطون تلك الخزعات بحجم الأرز لتحديد جميع أنواع الخلايا الظهارية ومعرفة بعض السمات العامة لها. بينما الدراسة الجديدة استخدمت تقنية مختلفة لأخذ عينات من آلاف الخلايا الفردية من الأمعاء الدقيقة والقولون لإنشاء خريطة للجهاز الهضمي. وستُستخدم الخريطة بعد ذلك للتنبؤ بالدور المحتمل للخلايا بناء على التعبير الجيني للخلايا القريبة.
وفي هذا يقول ماغنس ان "الصورة التي نحصل عليها من كل خلية عبارة عن فسيفساء من جميع الأنواع المختلفة من الجينات التي تصنعها الخلايا، وهذا التكملة من الجينات تخلق توقيعا يخبرنا نوع الخلية وما الذي تفعله؛ هل هي خلية جذعية أم مخاطية أم خلية منتجة للهرمون أم خلية إشارات مناعية؟ وإذا نظرت إلى مخاط الأمعاء وهو خليط معقد يحمي الخلايا فإننا نعرف الخلايا التي تعبر عن بروتينات الميوسين المختلفة ومقدارها، وفي أي مناطق من الجهاز الهضمي. وما وجدته مجموعة ماغنس هو مستوى جديد تماما من التباين في الوظائف المحتملة التي لم يتم تقديرها سابقا من خلال مزج عينات الخزعة. وقد استكشف الباحثون جميع المستقبلات الظهارية (بروتينات سطح الخلية المستخدمة للتواصل مع الخلايا والجزيئات الأخرى ومع بيئة القناة الهضمية).
وفي المحصلة، تمكن ماغنس وزملاؤه من معرفة المستقبلات التي تم التعبير عنها بشكل أكبر وفي أي أنواع من الخلايا ورسموا صورة جديدة لكيفية تفاعل الخلايا مع محتويات الأمعاء مثل العناصر الغذائية والميكروبات والسموم والأدوية.


مقالات ذات صلة

لحياة أطول... ماذا ينبغي أن تأكل في الوجبات الثلاث؟

صحتك بعض الأطعمة قد تساعدك على العيش لفترة أطول (رويترز)

لحياة أطول... ماذا ينبغي أن تأكل في الوجبات الثلاث؟

تحدثت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية مع عدد من خبراء الصحة عن اقتراحاتهم لأطعمة يمكن تناولها في وجبات الإفطار والغداء والعشاء لإطالة العمر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مرض باركنسون هو حالة تنكس عصبي تتضمن أعراضها التصلب والرعشة وبطء الحركة (أرشيفية-أ.ف.ب)

الرجال أكثر عرضة للإصابة بالشلل الرعاش

كشفت دراسة جديدة أن خطر الإصابة بمرض باركنسون «الشلل الرعاش» أعلى مرتين عند الرجال منه عند النساء، لافتة إلى سبب محتمل لذلك؛ وهو بروتين حميد في المخ.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك كروموسومات «إكس» قد تكون السبب وراء عيش الإناث فترة أطول من الذكور وتباطؤ الشيخوخة المعرفية لديهن (رويترز)

لماذا تعيش النساء مدة أطول من الرجال؟

كشفت دراسة جديدة عن سبب علمي محتمل وراء عيش الإناث فترة أطول من الذكور، وتباطؤ الشيخوخة المعرفية لديهن، حيث أشارت إلى أن السبب في ذلك قد يرجع للكروموسوم «إكس».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تتسبب في أضرار صحية خطيرة (رويترز)

نصائح لتقليل التعرض للجسيمات البلاستيكية في طعامك

هناك طرق لتقليل كمية الجسيمات البلاستيكية الدقيقة التي تدخل إلى الجسم من خلال الطعام والشراب

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق المشي يومياً يعزز فرص العيش بصحة أفضل (جامعة سيوكس فولز الأميركية)

المشي ساعة يومياً يحسن صحة الناجيات من السرطان

وجدت دراسة أميركية أن المشي لمدة ساعة يومياً يحسن الصحة ويقلل بشكل كبير من خطر الوفاة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

تغير المناخ يهدد باصطدام الأقمار الاصطناعية بالحطام الفضائي

يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
TT
20

تغير المناخ يهدد باصطدام الأقمار الاصطناعية بالحطام الفضائي

يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)
يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

كشفت دراسة أميركية أن تغير المناخ يؤثر على الفضاء القريب من الأرض، بطريقة قد تزيد من خطر اصطدام الأقمار الاصطناعية، مما يقلل من عدد الأقمار التي يمكن تشغيلها بأمان في المستقبل.

وأوضح باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن نتائج الدراسة التي نُشرت، الاثنين، بدورية «Nature Sustainability»، تسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية لضمان استمرار استخدام المدار الأرضي المنخفض.

وأظهرت الدراسة أن انبعاثات الغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، تؤدي إلى انكماش الغلاف الجوي العلوي، مما يقلل من كثافته، خصوصاً في طبقة الثرموسفير، حيث تدور محطة الفضاء الدولية ومجموعة من الأقمار الاصطناعية.

وفي الظروف الطبيعية، يساعد الغلاف الجوي العلوي في التخلص من الحطام الفضائي من خلال قوة مقاومة تُعرف بالسحب الجوي، التي تسحب الأجسام القديمة نحو الأرض لتتفكك وتحترق عند دخولها الغلاف الجوي. لكن مع انخفاض الكثافة الجوية، تضعف هذه القوة؛ مما يؤدي إلى بقاء الحطام الفضائي في المدار لفترات أطول، وهو الأمر الذي يزيد خطر الاصطدامات، ويؤدي إلى ازدحام المدارات الفضائية.

وباستخدام نماذج محاكاة لسيناريوهات مختلفة لانبعاثات الكربون وتأثيرها على الغلاف الجوي العلوي والديناميكيات المدارية، وجد الباحثون أن «القدرة الاستيعابية للأقمار الاصطناعية» - أي الحد الأقصى لعدد الأقمار الاصطناعية التي يمكن تشغيلها بأمان - قد تنخفض بنسبة تتراوح بين 50 و66 في المائة بحلول عام 2100، إذا استمرت انبعاثات الغازات الدفيئة في الارتفاع.

كما وجدت الدراسة أن الغلاف الجوي العلوي يمر بدورات انكماش وتوسع كل 11 عاماً بسبب النشاط الشمسي، لكن البيانات الحديثة تظهر أن تأثير الغازات الدفيئة يتجاوز هذه التغيرات الطبيعية، مما يؤدي إلى تقلص دائم في الثرموسفير.

وحالياً، يدور أكثر من 10 آلاف قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض، الذي يمتد حتى ارتفاع ألفي كيلومتر عن سطح الأرض. وقد شهدت السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في عدد الأقمار الاصطناعية، خصوصاً مع إطلاق كوكبات ضخمة مثل مشروع «ستارلينك» لشركة «سبيس إكس»، الذي يضم آلاف الأقمار لتوفير الإنترنت الفضائي.

وحذر الباحثون من أن انخفاض قدرة الغلاف الجوي على إزالة الحطام الفضائي سيؤدي إلى زيادة كثافة الأجسام في المدار؛ مما يعزز احتمالات الاصطدامات. وقد يفضي ذلك لسلسلة من التصادمات المتتالية، تُعرف بظاهرة «متلازمة كيسلر»، التي قد تجعل المدار غير صالح للاستخدام.

وأشار الفريق إلى أنه إذا استمرت انبعاثات الكربون في الارتفاع، فقد تصبح بعض المدارات غير آمنة، وسيؤثر ذلك سلباً على تشغيل الأقمار الاصطناعية الجديدة المستخدمة في الاتصالات، والملاحة، والاستشعار عن بُعد.

وفي الختام، أكد الباحثون أن الحد من هذه المخاطر يتطلب إجراءات عاجلة، تشمل تقليل الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة، إلى جانب تبني استراتيجيات أكثر فاعلية لإدارة النفايات الفضائية، مثل إزالة الحطام الفضائي، وإعادة تصميم الأقمار بحيث يكون تفكيكها أكثر سهولة عند انتهاء عمرها التشغيلي.