«الأعلى للدولة» الليبي يرفض تعديلاً دستورياً أقره «النواب»

جانب من اجتماع المجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المكتب الإعلامي للمجلس)
جانب من اجتماع المجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المكتب الإعلامي للمجلس)
TT

«الأعلى للدولة» الليبي يرفض تعديلاً دستورياً أقره «النواب»

جانب من اجتماع المجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المكتب الإعلامي للمجلس)
جانب من اجتماع المجلس الأعلى للدولة في ليبيا (المكتب الإعلامي للمجلس)

في إجراء من شأنه تعقيد الأزمة السياسية في ليبيا، صوّت المجلس الأعلى للدولة بجلسته التي عُقدت في العاصمة طرابلس، اليوم، على رفض تعديل الإعلان الدستوري، الذي سبق وأقره مجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق بأقصى شرق البلاد، قبل نحو أسبوعين.
وقرر المجلس الأعلى بأغلبية التصويت، تشكيل لجنة مشتركة لوضع «قاعدة دستورية» جديدة للانتخابات الرئاسية والنيابية في أجل أقصاه 31 مارس (آذار) المقبل، على أن تنجز أعمالها قبل نهاية أبريل (نيسان) المقبل.
ويُنظَر إلى هذا المتغير على أنه سيزيد من تعقيد الأزمة في البلاد، ويفتح الباب للمطالبة ثانيةً بالاستفتاء على مسودة الدستور، التي أقرتها هيئة التأسيسية المنتخبة قبل أربعة أعوام، في ظل الافتقاد إلى «قاعدة دستورية» توافقية تجرى على أساسها الانتخابات.
وكان مجلس النواب قد صوّت على تعديل الإعلان الدستوري رقم (12)، وقرر تشكيل لجنة من 24 عضواً يتم اختيارهم بالمناصفة مع (الأعلى الدولة)، وستكلف بتعديل المواد الخلافية في مشروع الدستور المقدم من الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور، وإحالته مباشرة بعد التعديل إلى مفوضية الانتخابات للاستفتاء الشعبي عليه.
وحسب التعديل ستجرى الانتخابات الرئاسية والنيابية مع الاستفتاء على الدستور في أجل أقصاه 14 شهراً، الأمر الذي لاقى رفضاً من بعض الجهات خصوصاً معسكر غرب ليبيا، بحجة بقاء مجلسي النواب و«الدولة» لـ14 شهراً أخرى في السلطة.
وسارع عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية»، بإعلان ترحيبه بموقف المجلس الأعلى، وقال عبر حسابه على «تويتر»: «أرحب باتجاه مجلس الدولة اليوم، لتركيز جهده على إنجاز قاعدة قانونية تحقق الانتخابات في أسرع وقت ممكن، وتبعدنا عن شبح المراحل الانتقالية غير المنتهية».
وتابع متسائلاً: «هل سيجد ذلك صداه عند أعضاء مجلس النواب في دعم الانتخابات بأسرع وقت؟».
وسبق لمجلس النواب، تكليف فتحي باشاغا وزير الداخلية في حكومة «الوفاق» السابقة، بتشكيل حكومة جديدة خلفاً لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة التي يترأسها الدبيبة.
وأمام المتغير الجديد في موقف المجلس الأعلى للدولة، دعا رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، اليوم، أعضاء المجلس إلى حضور جلسة رسمية ستُعقد الاثنين المقبل في طبرق، وقال مصدر برلماني لـ«الشرق الأوسط» إن المجلس سيناقش منح الثقة لحكومة «الاستقرار» التي تقدم بها باشاغا اليوم، إلى المجلس، كما سيبحث رفض مجلس الدولة للتعديل الدستوري.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.