أسواق المال العالمية تسعى للعودة من «التصحيح»

ترقب واسع للأفعال... وردود الأفعال

مضاربون أمام بورصة هونغ كونغ أمس (أ.ب)
مضاربون أمام بورصة هونغ كونغ أمس (أ.ب)
TT

أسواق المال العالمية تسعى للعودة من «التصحيح»

مضاربون أمام بورصة هونغ كونغ أمس (أ.ب)
مضاربون أمام بورصة هونغ كونغ أمس (أ.ب)

تشبثت أسواق المال العالمية أمس بتحسين موقفها بعدما دخل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى منطقة التصحيح مع إغلاق تعاملات يوم الثلاثاء متأثراً بتطورات الموقف الروسي في أوكرانيا، حيث ارتفعت خسائر المؤشر المجمعة إلى 10.3 في المائة من ذروته في يناير (كانون الثاني) الماضي.
لكن المؤشرات الرئيسية في وول ستريت فتحت على ارتفاع يوم الأربعاء بعد فرض عقوبات من دول غربية على موسكو، فيما يرقب المستثمرون عن كثب التطورات السريعة في الأزمة الروسية الأوكرانية.
وصعد المؤشر داو جونز الصناعي 84.36 نقطة بما يعادل 0.25 في المائة إلى 33680.97 نقطة. وفتح المؤشر ستاندرد آند بورز 500 مرتفعا 20.17 نقطة أو 0.47 في المائة إلى 4324.93 نقطة، فيما زاد المؤشر ناسداك المجمع 130.23 نقطة أو 0.97 في المائة إلى 13511.75 نقطة.
وبدورها، قفزت الأسهم الأوروبية واحداً في المائة بدعم من مجموعة بيانات أرباح قوية، ومع استيعاب المستثمرين أنباء أول عقوبات غربية على روسيا بسبب أزمتها مع أوكرانيا.
وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.1 في المائة بعدما دفعته مخاوف من غزو روسي شامل لأوكرانيا إلى التراجع لأقل مستوى في سبعة أشهر يوم الثلاثاء. وصعد قطاع السيارات 2.7 في المائة وقاد المكاسب في أوروبا مع ارتفاع سهم ستيلانتيس 5.9 في المائة بعدما قالت الشركة إن هوامش الربح التشغيلي المعدل قفزت أعلى من المستهدف في العام الأول بعد دمج فيات كرايسلر وبي.إس.إيه المصنعة للسيارة بيجو.
وارتفع سهم دانون الفرنسية للصناعات الغذائية 4.4 في المائة بعد إعلان نمو أقوى من المتوقع للمبيعات في الربع الأخير من 2021. وزاد سهم باركليز 2.8 في المائة بعد زيادة أرباح البنك البريطاني السنوية إلى ثلاثة أمثالها تقريبا، ورد البنك 2.5 مليار جنيه إسترليني (3.40 مليار دولار) للمساهمين في 2021. وقفز سهم فلاتكس ديجيرو للوساطة المالية عبر الإنترنت التي تتخذ من ألمانيا مقراً 18.6 في المائة، بعد نشر تقرير ذكر أن الشركة تجتذب اهتماماً من شركات بالقطاع الخاص. وفي المقابل، انخفض الذهب الأربعاء مع صعود الأصول المرتبطة بالمخاطر إذ يترقب مستثمرو المعدن النفيس المزيد من التطورات في الأزمة الأوكرانية في حين يتأهبون لرفع بنوك مركزية كبيرة لأسعار الفائدة قريباً.
وبحلول الساعة 1035 بتوقيت غرينتش انخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 1894.82 دولار للأوقية (الأونصة)، متراجعا عن أعلى مستوى في نحو تسعة أشهر عند 1913.89 دولار للأوقية بلغه الثلاثاء. ونزلت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.6 في المائة إلى 1896.10 دولار للأوقية. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، استقرت الفضة عند 24.08 دولار للأوقية. وارتفع البلاتين 0.4 في المائة إلى 1079.83 دولار للأوقية. وصعد البلاديوم 0.8 في المائة إلى 2367.09 دولار للأوقية. وزاد اليورو 0.1 في المائة مقابل الدولار إلى 1.1340 دولار بعدما سجل أدنى مستوى منذ 14 فبراير (شباط) يوم الثلاثاء وبلغ 1.1286 دولار. وتراجع الروبل الروسي 0.9 في المائة إلى 79.38 مقابل الدولار.
وانخفض مؤشر الدولار الذي يقيس العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية 0.1 في المائة إلى 96.949. وارتفع الدولار النيوزيلندي 0.8 في المائة بعد رفع البنك المركزي في نيوزيلندا سعر الفائدة وإعلانه أن رفعه أكثر قد يكون ضرورياً.
وانخفض الفرنك السويسري 0.1 في المائة مقابل اليورو إلى 1.0435. ونزل الين 0.5 في المائة إلى 130.47 مقابل اليورو بعد أن سجل أعلى مستوى منذ الثالث من فبراير عند 129.34 يوم الثلاثاء.
وارتفعت الكرونة النرويجية الحساسة لأسعار النفط على نحو طفيف مقابل اليورو وسجلت أعلى مستوى منذ 15 فبراير عند 10.0475. وصعدت الكرونة السويدية مقابل اليورو 0.1 في المائة.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

رفعت وكالة التصنيفات الائتمانية «موديز» تصنيفها للسعودية بالعملتين المحلية والأجنبية عند «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1» مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، وذلك نظراً لتقدم المملكة المستمر في التنويع الاقتصادي والنمو المتصاعد لقطاعها غير النفطي.

هذا التصنيف الذي يعني أن الدولة ذات جودة عالية ومخاطر ائتمانية منخفضة للغاية، هو رابع أعلى تصنيف لـ«موديز»، ويتجاوز تصنيفات وكالتي «فيتش» و«ستاندرد آند بورز».

وقالت «موديز» في تقريرها إن رفعها لتصنيف المملكة الائتماني، مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، يأتي نتيجة لتقدمها المستمر في التنوع الاقتصادي، والنمو المتصاعد للقطاع غير النفطي في المملكة، والذي، مع مرور الوقت، سيقلل ارتباط تطورات سوق النفط باقتصادها وماليتها العامة.

ترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته

وأشادت «موديز» بالتخطيط المالي الذي اتخذته الحكومة السعودية في إطار الحيّز المالي، والتزامها بترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته، بالإضافة إلى الجهود المستمرة التي تبذلها ومواصلتها استثمار المـوارد الماليـة المتاحـة لتنويـع القاعـدة الاقتصاديـة عـن طريـق الإنفـاق التحولي؛ مما يدعم التنمية المستدامة للاقتصاد غير النفطي في المملكة، والحفاظ على مركز مالي قوي.

وقالت «موديز» إن عملية «إعادة معايرة وإعادة ترتيب أولويات مشاريع التنويع -التي ستتم مراجعتها بشكل دوري- ستوفر بيئة أكثر ملاءمة للتنمية المستدامة للاقتصاد غير الهيدروكربوني في المملكة، وتساعد في الحفاظ على القوة النسبية لموازنة الدولة»، مشيرة إلى أن الاستثمارات والاستهلاك الخاص يدعمان النمو في القطاع الخاص غير النفطي، ومتوقعةً أن تبقى النفقات الاستثمارية والاستثمارات المحلية لـ«صندوق الاستثمارات العامة» مرتفعة نسبياً خلال السنوات المقبلة.

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن الولايات المتحدة (رويترز)

وقد وضّحت الوكالة في تقريرها استنادها على هذا التخطيط والالتزام في توقعها لعجز مالي مستقر نسبياً والذي من الممكن أن يصل إلى ما يقرب من 2 - 3 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي.

وسجل الناتج المحلي الإجمالي للمملكة نمواً بمعدل 2.8 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام الحالي، مدعوماً بنمو القطاع غير النفطي الذي نما بواقع 4.2 في المائة، وفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية الصادرة الشهر الماضي.

زخم نمو الاقتصاد غير النفطي

وتوقعت «موديز» أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للقطاع الخاص بالسعودية بنسبة تتراوح بين 4 - 5 في المائة في السنوات المقبلة، والتي تعتبر من بين أعلى المعدلات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، معتبرةً أنه دلالة على استمرار التقدم في التنوع الاقتصادي الذي سيقلل ارتباط اقتصاد المملكة بتطورات أسواق النفط.

وكان وزير المالية، محمد الجدعان، قال في منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» الشهر الماضي إن القطاع غير النفطي بات يشكل 52 في المائة من الاقتصاد بفضل «رؤية 2030».

وقال وزير الاقتصاد فيصل الإبراهيم إنه «منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 نما اقتصادنا غير النفطي بنسبة 20 في المائة، وشهدنا زيادة بنسبة 70 في المائة في الاستثمار الخاص في القطاعات غير النفطية، ومهد ذلك للانفتاح والمشاركات الكثيرة مع الأعمال والشركات والمستثمرين».

وأشارت «موديز» إلى أن التقدم في التنويع الاقتصادي إلى جانب الإصلاحات المالية السابقة كل ذلك أدى إلى وصول «الاقتصاد والمالية الحكومية في السعودية إلى وضع أقوى يسمح لهما بتحمل صدمة كبيرة في أسعار النفط مقارنة بعام 2015».

وتوقعت «موديز» أن يكون نمو الاستهلاك الخاص «قوياً»، حيث يتضمن تصميم العديد من المشاريع الجارية، بما في ذلك تلك الضخمة «مراحل تسويق من شأنها تعزيز القدرة على جانب العرض في قطاع الخدمات، وخاصة في مجالات الضيافة والترفيه والتسلية وتجارة التجزئة والمطاعم».

وبحسب تقرير «موديز»، تشير النظرة المستقبلية «المستقرة» إلى توازن المخاطر المتعلقة بالتصنيف على المستوى العالي، مشيرة إلى أن «المزيد من التقدم في مشاريع التنويع الكبيرة قد يستقطب القطاع الخاص ويُحفّز تطوير القطاعات غير الهيدروكربونية بوتيرة أسرع مما نفترضه حالياً».

النفط

تفترض «موديز» بلوغ متوسط ​​سعر النفط 75 دولاراً للبرميل في 2025، و70 دولاراً في الفترة 2026 - 2027، بانخفاض عن متوسط ​​يبلغ نحو 82 - 83 دولاراً للبرميل في 2023 - 2024.

وترجح وكالة التصنيف تمكّن السعودية من العودة لزيادة إنتاج النفط تدريجياً بدءاً من 2025، بما يتماشى مع الإعلان الأخير لمنظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفائها «أوبك بلس».

وترى «موديز» أن «التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في المنطقة، والتي لها تأثير محدود على السعودية حتى الآن، لن تتصاعد إلى صراع عسكري واسع النطاق بين إسرائيل وإيران مع آثار جانبية قد تؤثر على قدرة المملكة على تصدير النفط أو إعاقة استثمارات القطاع الخاص التي تدعم زخم التنويع». وأشارت في الوقت نفسه إلى أن الصراع الجيوسياسي المستمر في المنطقة يمثل «خطراً على التطورات الاقتصادية على المدى القريب».

تصنيفات سابقة

تجدر الإشارة إلى أن المملكة حصلت خلال العامين الحالي والماضي على عدد من الترقيات في تصنيفها الائتماني من الوكالات العالمية، والتي تأتي انعكاساً لاستمرار جهـود المملكـة نحـو التحـول الاقتصـادي فـي ظـل الإصلاحـات الهيكليـة المتبعـة، وتبنـّي سياسـات ماليـة تسـاهم فـي المحافظـة علـى الاستدامة الماليـة وتعزز كفـاءة التخطيـط المالي وقوة ومتانة المركز المالي للمملكة. ​

ففي سبتمبر (أيلول)، عدلت «ستاندرد آند بورز» توقعاتها للمملكة العربية السعودية من «مستقرة» إلى «إيجابية» على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية. وقالت إن هذه الخطوة تعكس التوقعات بأن تؤدي الإصلاحات والاستثمارات واسعة النطاق التي تنفذها الحكومة السعودية إلى تعزيز تنمية الاقتصاد غير النفطي مع الحفاظ على استدامة المالية العامة.

وفي فبراير (شباط) الماضي، أكدت وكالة «فيتش» تصنيفها الائتماني للمملكة عند «إيه +» مع نظرة مستقبلية «مستقرة».