صبا مبارك: إطلالتي خلال الموسم الرمضاني المقبل مصريَّة

تشارك من خلال مسلسل «العهد» الذي يتناول قضية الصراع الإنساني على السلطة

صبا مبارك
صبا مبارك
TT

صبا مبارك: إطلالتي خلال الموسم الرمضاني المقبل مصريَّة

صبا مبارك
صبا مبارك

مع انطلاقة عجلة إنتاج دراما رمضان للموسم المقبل، اختارت الفنانة صبا مبارك أن تطلّ على جمهورها عبر عملين دراميين مصريين من بين النصوص التي عُرضتْ عليها منذ بداية العام الحالي. فكانت البداية مع انضمامها لأسرة مسلسل «العهد» (الكلام المباح) الذي تنتجه شركة TVision للمنتج طارق الجنايني، والذي يتناول قضيَّة الصراع الإنساني على السلطة على حساب التضحيَّة بالذات وانتهاك المقدسات، وذلك من خلال صراع عائلي في قالب خيالي أسطوري. يشارك صبا مبارك بطولة مسلسل «العهد» عدد من نجوم مصر والعالم العربي ومنهم غادة عادل وآسر ياسين وكندا علوش وياسر المصري وسلوى خطاب وآيتن عامر وأروى جودة وصبري فواز وهنا شيحا وغيرهم، «العهد» للمخرج خالد مرعي ومن تأليف محمد أمين راضي.
كما تُقدم صبا دور البطولة النسائية أمام الفنان حسن الرداد، فتلعب دور إعلامية مصريَّة تقدم برنامجا حواريا ذائع الصيت على إحدى الفضائيات عبر مسلسل «حق ميت»، وتتعرض في برنامجها للسياسة وقضايا المجتمع وتكشف ملفات فساد كبيرة. من جانب آخر، لديها سرّ كبير في حياتها يلاحقها بشكل دائم ويسبب لها الخجل، مما يخلق لديها نوعًا من الصراع الداخلي ما بين إخفاء هذا السر وملاحقتها قضايا الفساد السياسي والاجتماعي في مصر. العمل من فئة «الأكشن» والتشويق ويتم تصويره بتقنيات عالية جدًا، والعمل بطولة حسن الرداد وصبا مبارك ودلال عبد العزيز وايمي سمير غانم وغيرهم، وإخراج فاضل الجارحي.
من جهة أخرى، تتنقل الفنانة صبا مبارك بين القاهرة ودبي، إذ انتهت مؤخرًا من افتتاح فرع شركة Pan East للإنتاج الفني وإدارة الفعاليات، وتقوم حاليًا بالإشراف على تحضير الكثير من الإنتاجات التي تضمُّ عددًا من البرامج وعملاً دراميًا بالإضافة إلى بعض الفعاليات الخاصة خلال مواسم الاحتفالات المقبلة في إمارة دبي وأبوظبي والشارقة. وكانت صبا مبارك قد أسست الشركة في عمان قبل بضعة أعوام وأنتجت عبرها مسلسلي «زين» و«طوق الإسفلت»، واعتبرت صبا خطوة تأسيس فرع للشركة في دبي أمرًا لا بدَّ منه في ظلَّ الانفتاح العالمي والإقليمي الذي تشهده الإمارة والأهمية التي توليها الحكومة لقطاعي الإعلام والإنتاج. وأضافت: «هذه الخطوة مهمة جدًا بالنسبة لي شخصيًا، ولو أنها جاءت متأخرة بعض الشيء، إلا أنها أساسيَّة في الخطة المستقبليَّة للشركة، وحاليًا يقوم فريق العمل في مكتب دبي بالتحضير لبعض الفعاليات المتميزة والجديدة والتي تساهم في تطوير البُعدين الثقافي والفني للإمارة. كما أننا نعمل على تطوير عدد من البرامج التلفزيونيَّة الأصليَّة، ونحاول إعطاءها بعدًا عالميًا، مما يجعلنا قادرين على تنفيذها محليًا وإقليميًا وعالميًا، بالإضافة إلى عمل درامي ضخم لا يمكنني الآن الإفصاح عن مضمونه. نسعى من خلال شركة Pan East للإنتاج الفني وإدارة الفعاليات إلى الإضافة للمشهد الإعلامي والإنتاجي لدبي والإمارات العربيَّة المتحدة بشكل عام عبر تقديم أفكار مبتكرة وجديدة تتماشى مع الروح العصريَّة للبلاد وترتبط بجذورها وتراثها».



ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
TT

ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)

قبل أسابيع قليلة، شارك المغني ميشال رميح في المهرجان الفني اللبناني في ولاية أريزونا في أميركا. تردد رميح قبل الموافقة على هذه المشاركة. وجد نفسه محرجاً في الغناء على مسرح عالمي فيما لبنان كان يتألّم، ولكنه حزم أمره وقرر المضي بالأمر كونه سيمثّل وجه لبنان المضيء. كما أن جزءاً من ريع الحفل يعود إلى مساعدة النازحين. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «كانت الحفلة الأولى لي التي أقيمها خلال هذه الحرب. وترددي جاء على خلفية مشاعري بالحزن على وطني».

خلال الحرب أصدر ميشال رميح أغنيته الوطنية «عم يوجعني بلدي». وقدّمها بصورة بسيطة مع عزف على البيانو، فلامست قلوب سامعيها بدفء كلماتها ولحنها النابع من حبّ الوطن. فهو كما ذكر لـ«الشرق الأوسط» كتبها ولحنها وسجّلها وصوّرها في ظرف يوم واحد. ويروي قصة ولادتها: «كنا نتناول طعام الغداء مع عائلتي وأهلي، ولم أتنبه لانفصالي التام عن الواقع. شردت في ألم لبنان ومعاناة شعبه. كنت أشعر بالتعب من الحرب كما كثيرين غيري في بلادي. والأسوأ هو أننا نتفرّج ولا قدرة لنا على فعل شيء».

ألّف رميح أغنيته "عم يوجعني بلدي" ولحّنها بلحظات قليلة (ميشال رميح)

وجعه هذا حضّه على الإمساك بقلمه، فكتب أحاسيسه في تلك اللحظة. «كل ما كتبته كان حقيقياً، وينبع من صميم قلبي. عشت هذا الوجع بحذافيره فخرجت الكلمات تحمل الحزن والأمل معاً».

يقول إنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل، ولذلك آثر تمرير ومضات رجاء تلونها. وجعه الحقيقي الذي كان يعيشه لم يمنعه من التحلي بالصبر والأمل. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «في النهاية سنقوم من جديد؛ كوننا شعباً صلباً لا تشّلنا الأزمات. والفنان صاحب الأحاسيس المرهفة لا يمكنه أن يفرّق بين وجهة سياسية وأخرى، ولا بين طائفة وأخرى ينتمي إليها هذا الشخص أو ذاك. فما أعرفه جيداً هو أننا جميعنا لبنانيون، ولذلك علينا التوحّد ومساعدة بعضنا البعض. رؤية أبناء بلدي يهجرون منازلهم وقراهم المدمّرة، لامستني عن قرب، فولدت أغنيتي (عم يوجعني بلدي)؛ لأني بالفعل عشت ألماً حقيقياً مع نفسي».

حفرت في ذاكرة ميشال رميح مشاهد عدة مؤثّرة عن لبنان المهجّر والمدمّر، كما يقول. «لن أنسى ذلك المسنّ الذي بكى خسارته لزوجته وبيته معاً. اليوم لا يجد مكاناً يؤويه، كما يفتقد شريكة حياته. وكذلك تعاطفت مع الأطفال والأولاد الذين لا ذنب لهم بحروب الكبار. فهؤلاء جميعاً أعتبرهم أهلي وإخوتي وأبنائي. كان لا بد أن تخرج مني كلمات أغنية، أصف فيها حالتي الحقيقية».

ميشال ابن زحلة، يقيم اليوم في أميركا. يقول: «هاجرت إلى هناك منذ زمن طويل. وفي كل مرة أعود بها إلى لبنان أشعر بعدم قدرتي على مغادرته. ولكن بسبب أطفالي اضطررت للسفر. وعندما أغادر مطار بيروت تمتلكني مشاعر الأسى والحزن. لم أرغب في ترك بلدي وهو يمرّ في محنة صعبة جداً. ولكن الظروف مرات تدفعنا للقيام بعكس رغباتنا، وهو ما حصل معي أخيراً».

يقول بأنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل (ميشال رميح)

صوّر ميشال أغنيته، وسجلها في الاستوديو، في الوقت نفسه. لم يرغب في أن تكون مصطنعة بمشهديتها بل أن تمثّل واقعاً يعيشه. «الأغنية ليست تجارية، كتبت كلماتها على قصاصة ورق صغيرة. وأنا أتوجّه إلى استوديو التسجيل قمت بتلحينها».

سبق وتعاون رميح في عدة أغنيات مع مجموعة شعراء وملحنين، ومن بينهم هيثم زيات وسليم عساف. ولكن في أغنية «عم يوجعني بلدي» ترك العنان لأحاسيسه، فلحّن وكتب وغنّى من هذا المنطلق. صديقه ريكاردو عازار تسلّم مهمة عزف اللحن على آلة البيانو. «لم أشأ أن ترافقها آلات وإيقاعات كثيرة لأنها أغنية دافئة ووطنية».

يعدّ رميح الأغنية الوطنية وجهة يجب أن يتحوّل إليها كل فنان تتملّكه أحاسيس حقيقية تجاه وطنه. ويستطرد: «هكذا أنا مغنٍ أستطيع أن أقاوم عندما بلدي يشهد مرحلة صعبة. لا أستطيع أن ألتزم الصمت تجاه ما يجري من اعتداءات على أرضه. ولأن كلمات الأغنية تنبع من رحم الواقع والمشاعر، لاقت انتشاراً كبيراً».

حتى أثناء مرور لبنان بأزمات سابقة لم يوفّر ميشال رميح الفرصة ليغني له. «أثناء ثورة أكتوبر (تشرين الأول) وانفجار المرفأ غنيّت لبنان بأسلوبي وعلى طريقتي. وتركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي. غنيت (شعب لبنان) يومها من ألحان هيثم زيات».

تركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي (ميشال رميح)

ينقل ميشال رميح حقيقة أحاسيس كل لبناني اضطر إلى هجرة وطنه. «قد يعتقد البعض أن من يعيش خارج لبنان وهو في أزمة، يتمتع بالراحة. هذا أمر خاطئ تماماً. فقد عصرني الألم وأنا أغادر وطني، وكلما حلّقت الطائرة وصغرت صورة لبنان من الأعلى، شعرت بحزن أكبر. جميع أبناء لبنان ممن أعرفهم هنا في أميركا يحزّ في قلبهم ابتعادهم عن وطنهم المجروح. ولكنهم جميعهم يأملون مثلي بالعودة القريبة إليه. وهو ما يزيد من صبرهم، لا سيما وأن أعمالهم وعائلاتهم تعيش في أميركا».

أغانٍ وطنية عديدة لفتت ميشال رميح أخيراً: «أرفع القبعة لكل فنان يغني لبنان المتألم. استمعت إلى أغانٍ عدة بينها لجوزف عطية (صلّوا لبيروت)، ولماجد موصللي (بيروت ست الدنيا)، وأخرى لهشام الحاج بعنوان (بيروت ما بتموت)، وكذلك واحدة أداها الوليد الحلاني (بعين السما محروس يا لبنان)». ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «أعتبر هذه الأغاني بمثابة غذاء الروح لوطني لبنان. لا شك أن ما أعنيه يأتي مجازياً؛ لأن لا شيء يعوّض خسارات بلدي. ولكن من ناحيتي أجد صوتي وأغنيتي هما سلاحي الذي أدافع فيه عن بلدي».

عندما غادر رميح لبنان منذ نحو الشهر كان في زيارته الثانية له بعد غياب. فحب الوطن زرعه في قلبه، ونما بداخله لا شعورياً. «لن أستسلم أبداً، وسأثابر على زيارة لبنان باستمرار، على أمل الإقامة فيه نهائياً وقريباً. فوالداي علّماني حب الوطن، وكانا دائماً يرويان لي أجمل الذكريات عنه. وأتمنى أن أشهد مثل هذه الذكريات كي أرويها بدوري لأولادي».