«قدرة محدودة» للدول المصدرة للغاز لزيادة الإمدادات

تعمق أزمة الطاقة في أوروبا

TT

«قدرة محدودة» للدول المصدرة للغاز لزيادة الإمدادات

حذّر منتدى الدول المصدّرة للغاز الثلاثاء، بعد اجتماع قمة في الدوحة، من أنّ لدى هذه الدول قدرة محدودة على زيادة الإمدادات بسرعة إلى أوروبا ولا تملك رؤية واضحة لمستوى الأسعار، وذلك على خلفية الأزمة الروسية - الأوكرانية.
والتقى قادة الدول الـ11 الأعضاء في منتدى الدول المصدرة للغاز أو ممثلون عنها في الدوحة، في خضم الأزمة الروسية - الغربية التي تهدد إمدادات الغاز من روسيا إلى أوروبا وتسهم في ارتفاع أسعاره.
وأكد وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولغينوف، أن «الشركات الروسية ملتزمة التزاماً كاملاً بالعقود القائمة»، دون أن يعلّق على الوضع في بلاده التي تمر علاقاتها مع الدول الغربية بأسوأ أزمة منذ نهاية الحرب الباردة بسبب قضية أوكرانيا.
في الأثناء، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس أنه قرّر تعليق المصادقة على تشغيل خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» مع روسيا، رداً على اعتراف موسكو بالمنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، وحذّر من عقوبات إضافية محتملة.
ورد شولغينوف عبر كلمته في المنتدى، بأن التخلي عن مشروع «نورد ستريم 2» قد يؤدي إلى خسائر لعدد من الشركات في الاتحاد الأوروبي، وهي الشركات الشريكة لـ«غازبروم» الروسية في المشروع.
في غضون ذلك، قالت مسؤولة بارزة بالمفوضية الأوروبية إن الاتحاد الأوروبي سيدرس إمكانية إلزام الدول الأعضاء بملء خزاناتها من الغاز الطبيعي إلى مستويات معينة، بينما يسعى التكتل لتحقيق أمن الطاقة وسط مخاوف من حرب في أوكرانيا تتورط فيها روسيا التي ترسل إمدادات كبيرة من الغاز إلى أوروبا.
وأدى شح في المعروض وطلب متزايد بوتيرة سريعة لتغذية التعافي الاقتصادي من جائحة «كوفيد - 19» إلى صعود أسعار الغاز الأوروبية إلى مستويات قياسية مرتفعة العام الماضي، ما دفع بروكسل إلى بدء العمل على حماية نظامها للطاقة من صدمات المعروض أو زيادات حادة في الأسعار.
وتبلغ مخزونات الغاز الأوروبية حالياً 32 في المائة من الطاقة الاستيعابية مقارنة مع نحو 40 في المائة قبل عام.
ويؤكد وزير الطاقة الروسي، نيكولاي شولغينوف، أن الدول الأوروبية بحاجة الآن إلى الاستعداد لفصل الشتاء المقبل، إذ إن مرافق تخزين الغاز في الدول الأوروبية شبه فارغة. وقال: «نرى أن منشآت تخزين الغاز فارغة (في أوروبا) واحتياطي بعضها يستخدم بنسبة 97 في المائة، لأن الأوروبيين يحاولون استهلاك الغاز الذي تم ضخه بسعر منخفض».
تجدر الإشارة إلى أن المشروع قد اكتمل، إلا أنه لم يحصل بعد على موافقات السلطات التنظيمية في ألمانيا، ومن ثم فإنه لم يبدأ العمل بعد.
وقال أمير قطر للحاضرين في منتدى الغاز ببلاده: «نقدّر الجهود المشتركة بين جميع الدول الأعضاء التي عملت على توفير إمدادات موثوقة من الغاز الطبيعي إلى الأسواق العالمية، وحافظت على استقرار الأسواق».
وأشار وزير الطاقة سعد الكعبي في تصريحات لصحافيين، إلى أن قطر، وهي إحدى الدول الرئيسية المصدرة للغاز، طمأنت أوروبا بأنها قادرة على «مساعدتها» في حالة وجود صعوبات في الإمداد، موضحاً أن المساعدة ستقتصر على الكميات المتاحة.
وأكد الوزير أنّ الكميات التي يمكن إعادة توجيهها إلى زبائن آخرين تمثل نحو من 10 إلى 15 في المائة، مضيفاً أنّ روسيا تمثل من 30 إلى 40 في المائة من إمدادات أوروبا، واستبدال هذه الكمية بسرعة «يكاد يكون مستحيلاً».
وبالنسبة للكعبي، بدأ الارتفاع المفاجئ في أسعار الغاز قبل الأزمة بفترة طويلة. وقدّر أنّ «كل ما يحدث اليوم بشأن الأسعار مرتبط بشكل أساسي بنقص الاستثمار»، وأن سد هذه الفجوة «سيستغرق وقتاً». وتابع أنّ الأسعار غير المسبوقة التي يدفعها المستهلكون في أوروبا هي «بيد الله».
وتحدّث الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي وصل إلى الدوحة الاثنين، وأجرى محادثات ثنائية مع أمير قطر، عن إمكانات بلاده «الكبيرة لإنتاج وتصدير الغاز»، مضيفاً أنه «رغم العقوبات الأميركية القاسية وغير القانونية، تمكنت إيران من الاعتماد على خبرائها ووضع كثير من الاستراتيجيات قيد التنفيذ».
واستؤنفت في فيينا بنوفمبر (تشرين الثاني)، المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني بهدف إحياء اتفاق عام 2015 الذي سمح برفع العقوبات الاقتصادية الدولية عن إيران مقابل فرض قيود صارمة على برنامجها النووي تمنعها من حيازة القنبلة النووية.
وبحسب منتدى الدول المصدرة للغاز، تمثل الدول الأعضاء فيه، وهي قطر وروسيا وإيران والجزائر وبوليفيا ومصر وغينيا الاستوائية وليبيا ونيجيريا وترينيداد وتوباغو وفنزويلا، 70 في المائة من احتياطات الغاز المؤكدة في العالم، و51 في المائة من صادرات الغاز الطبيعي المسال. ولا تشكل الولايات المتحدة وأستراليا، وهما دولتان مصدرتان رئيسيتان، جزءاً من المنتدى.


مقالات ذات صلة

منطقة انفصالية في مولدوفا تقطع التدفئة عن المنازل بعد وقف الغاز الروسي

الاقتصاد شعار شركة «مولدوفاغاز» على سطح مبنى في كيشيناو بمولدوفا (رويترز)

منطقة انفصالية في مولدوفا تقطع التدفئة عن المنازل بعد وقف الغاز الروسي

قطعت منطقة ترانسنستريا الانفصالية بمولدوفا إمدادات التدفئة والمياه الساخنة عن المنازل، الأربعاء، بعد وقف روسيا تصدير الغاز عبر أوكرانيا إلى وسط وشرق أوروبا.

«الشرق الأوسط» (كيشيناو (مولدوفا))
الاقتصاد دونالد ترمب يتحدث مع المسؤولين التنفيذيين والمديرين خلال زيارة لمنشأة تصدير الغاز الطبيعي المسال كاميرون في هاكبيري (رويترز)

توقف ضخ الغاز الروسي لأوروبا عبر أوكرانيا يستحضر «تهديدات ترمب» للقارة العجوز

انتهت اتفاقية ضخ الغاز الروسي لأوروبا عبر أوكرانيا، الأربعاء، رغم استمرارها في أوج الحرب الروسية - الأوكرانية التي بدأت في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد نموذج لخط أنابيب الغاز الطبيعي أمام شعار «الاتحاد الأوروبي» وألوان العَلم الروسي (رويترز)

رئيس الوزراء السلوفاكي: توقف الغاز عبر أوكرانيا سيؤثر «جذرياً» على الاتحاد الأوروبي

قال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، يوم الأربعاء، إن توقف نقل الغاز عبر أوكرانيا سيكون له تأثير «جذري» على دول الاتحاد الأوروبي.

«الشرق الأوسط» (براتيسلافا )
الاقتصاد أبراج تجفيف الغاز في «غاز كونيكت النمسا» في باومغارتن شرق فيينا (رويترز)

النمسا تؤكد استعدادها لتوقف الغاز الروسي... مصادر بديلة مضمونة

قالت الحكومة النمساوية، الأربعاء، إن بلادها مستعدة لإنهاء اتفاق نقل الغاز بين روسيا وأوكرانيا، وإن الإمدادات إلى البلاد مستمرة من خلال مصادر أخرى.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ )
أوروبا يجلس عامل على شاحنة خزان المياه الخاصة به بجوار المقر الرئيسي لشركة الغاز الروسية الاحتكارية «غازبروم» في سانت بطرسبرغ (أ.ب) play-circle 01:43

«غازبروم»: توقف صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا عبر أوكرانيا

أعلنت شركة الطاقة الروسية العملاقة «غازبروم» اليوم الأربعاء توقف صادرات الغاز عبر أوكرانيا إلى أوروبا اعتباراً من الساعة الثامنة صباحاً بتوقيت موسكو.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
TT

«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)

مع انطلاق «المسار البرتقالي»، اليوم (الأحد)، اكتمل تشغيل مسارات «قطار الرياض»، المشروع الأضخم من نوعه في العالم، وفق ما أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض.

وتأتي هذه الخطوة في إطار الخطة التوسعية للمشروع الذي تم تدشينه في ديسمبر (كانون الأول) 2024.

يربط «المسار البرتقالي - محور طريق المدينة المنورة» شرق الرياض بغربها، حيث يمتد من طريق جدة غرباً حتى الطريق الدائري الشرقي الثاني في منطقة خشم العان شرقاً، وذلك بطول إجمالي يبلغ 41 كيلومتراً. ويشمل المسار 5 محطات رئيسية هي: «طريق جدة»، و«طويق»، و«الدوح»، و«طريق هارون الرشيد»، و«النسيم» التي تعد محطة تحويل تربط بين المسار البرتقالي والمسار البنفسجي.

ويتميز هذا المسار بوجود أكبر عدد من مواقف السيارات مقارنة ببقية المسارات، حيث يصل إلى 3600 موقف، ما يعزز من سهولة الوصول إلى المحطات من قِبَل مستخدمي القطار. وفي خطوة موازية، بدأ تشغيل ثلاث محطات جديدة على «المسار الأزرق - محور طريق العليا البطحاء»، وهي محطات «المروج»، و«بنك البلاد»، و«مكتبة الملك فهد».

ويُعد «قطار الرياض» أضخم مشروعات النقل العام، حيث يغطي كامل مساحة العاصمة ضمن مرحلة واحدة. ويشمل شبكة متكاملة من 6 مسارات تمتد على طول 176 كيلومتراً، وتضم 85 محطة، من بينها 4 محطات رئيسية. ويتميز بكونه أطول شبكة قطار من دون سائق في العالم. ويحظى القطار بقدرة استيعابية تصل إلى 3.6 مليون راكب يومياً، مما يعزز الربط بين مختلف أجزاء العاصمة، ويسهم في تسهيل حركة التنقل للساكنين والزوار. وتستهدف الهيئة الملكية لمدينة الرياض من خلال هذا المشروع تحسين جودة الحياة، بما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030».

جانب من إحدى محطات «المسار البرتقالي» (واس)

الجدير ذكره أن تكلفة التنقل عبر «قطار الرياض» هي الأقل بين دول «مجموعة العشرين»، حيث يشكل تكاليف التنقل نحو 0.5 في المائة من دخل الفرد اليومي في السعودية، الذي يعادل 195 دولاراً (733 ريالاً).

وتبدأ ساعات تشغيل «قطار الرياض» من السادسة صباحاً حتى منتصف الليل، ويمكن للمستخدمين تحديد وجهاتهم وشراء التذاكر عبر تطبيق «درب»، أو من خلال مكاتب بيع التذاكر أو أجهزة الخدمة الذاتية في المحطات. كما يوفر القطار وسائل دفع رقمية متعددة عبر البطاقات المصرفية والائتمانية، وكذلك الهواتف الذكية.

تعد شبكة «قطار الرياض» جزءاً أساسياً من خطة المملكة لتطوير قطاع النقل العام في إطار «رؤية 2030». ومن خلال هذا المشروع، تسعى البلاد إلى تخفيف الازدحام المروري، وتعزيز الاستدامة البيئية، وتوفير وسائل نقل آمنة.