«الوطني الكردي» يتهم «الاتحاد الديمقراطي» باعتقال صحافيين من أعضائه شرق الفرات

انفجرت عبوة ناسفة أمس بسيارة قيادي في «الجبهة الشامية» التابعة لـ«الجيش الوطني السوري» المدعوم من تركيا وسط مدينة أعزاز شمال حلب ما أدى إلى مقتله (د.ب.أ)
انفجرت عبوة ناسفة أمس بسيارة قيادي في «الجبهة الشامية» التابعة لـ«الجيش الوطني السوري» المدعوم من تركيا وسط مدينة أعزاز شمال حلب ما أدى إلى مقتله (د.ب.أ)
TT

«الوطني الكردي» يتهم «الاتحاد الديمقراطي» باعتقال صحافيين من أعضائه شرق الفرات

انفجرت عبوة ناسفة أمس بسيارة قيادي في «الجبهة الشامية» التابعة لـ«الجيش الوطني السوري» المدعوم من تركيا وسط مدينة أعزاز شمال حلب ما أدى إلى مقتله (د.ب.أ)
انفجرت عبوة ناسفة أمس بسيارة قيادي في «الجبهة الشامية» التابعة لـ«الجيش الوطني السوري» المدعوم من تركيا وسط مدينة أعزاز شمال حلب ما أدى إلى مقتله (د.ب.أ)

قالت الأمانة العامة لـ«المجلس الوطني الكردي» المعارض، في بيان، إن الأجهزة الأمنية التابعة لحزب «الاتحاد الديمقراطي» السوري، اعتقلت عضوين يعملان في صفوف أحد أحزابها السياسية شرق الفرات، مطالبة الولايات المتحدة بالتدخل لوضع حدّ لـ«الانتهاكات» والأعمال التي تتسبب في حالة عدم الاستقرار.
وأشار بيان لـ«المجلس الوطني»، إلى أن مسلحين تابعين لحزب «الاتحاد الديمقراطي»، أقدموا ليلة الأحد الماضي على اعتقال الإعلاميين: أحمد صوفي من مدينة المالكية (ديريك) ودارا عبدو من مدينة الحسكة، العضوين في الحزب «الديمقراطي الكردستاني». وعمل الإعلاميان سابقاً مراسلَين لقناة «ARK» الكردية، ومقرها مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق المجاور.
واتهم القيادي محمد إسماعيل عضو الهيئة الرئاسية لـ«المجلس الكردي»، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: حزب «الاتحاد» السوري بقمع الحريات والتضييق على الإعلاميين. وقال إن «المجلس يدين اعتقال الإعلاميين وسياسة قمع الرأي وكم الأفواه والعمليات الترهيبية»، منوهاً بأن الأجهزة الأمنية التابعة لحزب «الاتحاد» لا تزال تعتقل الإعلامي صبري فخري عضو «الديمقراطي الكردستاني»: «بهدف حجب المعلومة عن الناس، وصرف الأنظار عن إخفاقاتهم السياسية والإدارية».
وشهدت مناطق «الإدارة الذاتية» شرق الفرات، خلال الشهر الحالي، 5 خروقات وانتهاكات صحافية، بعد إغلاق دائرة الإعلام التابعة لسلطات الإدارة، مكتب شبكة قناة «رووداو» التلفزيونية الكردية في مدينة القامشلي، وسحبت تراخيص العمل من عامليها. كما اعتقلت قوى الأمن الداخلي (الأسايش) في 5 من الشهر الحالي، مراسل موقع «يكيتي ميديا» باور ملا معروف، ليفرج عنه بعد اعتقال استمر 4 أيام. كما اعتقلت باليوم نفسه مراسل قناة «ARK» الكردية، ومقرها إقليم كردستان العراق، صبري فخري، ولا يزال معتقلاً، بعد نحو شهر من إيقاف مراسل وكالة «الصحافة الفرنسية» الدولية، دليل سليمان، واختطاف مراسل «يكيتي ميديا» جيندار بركات، والاعتداء عليه بالضرب.
بدورها، اعتبرت «شبكة الصحافيين الكرد» الاعتقالات الأخيرة انتكاسة في مجال الحريات، وتضييقاً على حرية الصحافة.
وفي معرض رده على الشكاوى من الانتهاكات الصحافية وقمع الحريات والتضييق على الإعلاميين، قال جوان ملا إبراهيم، رئيس دائرة الإعلام التابعة للإدارة الذاتية في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن الدائرة «تمنح الترخيص الإعلامي لأي شخص أو وسيلة ترغب في العمل بمناطق الإدارة، ولكن بضوابط وشروط معينة، منها عدم المساس بمقدسات شعوب المنطقة، وقيمها الاجتماعية، كالشهداء والقوات العسكرية ومؤسسات الإدارة»، لافتاً إلى وجود مجموعة أسس وضوابط منصوصة في قانون الإعلام بالإدارة ولائحة تنفيذية «تضم جانبين أساسيين، هما حماية الصحافيين، وحماية حق حصولهم على المعلومة، فمهمة دائرة الإعلام الأساسية هي الارتقاء بالمستوى الإعلامي لشمال وشرق سوريا».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.