نتنياهو يتدخل لوقف تحقيق تلفزيوني عن غراميات رئيس {الموساد}

إصابة القاضي بـ«كورونا» تؤجل محاكمته أسبوعاً آخر

بنيامين نتنياهو إلى جانب يوسي كوهين عقب تعيين الأخير رئيساً لـ {الموساد} عام 2015 (غيتي)
بنيامين نتنياهو إلى جانب يوسي كوهين عقب تعيين الأخير رئيساً لـ {الموساد} عام 2015 (غيتي)
TT

نتنياهو يتدخل لوقف تحقيق تلفزيوني عن غراميات رئيس {الموساد}

بنيامين نتنياهو إلى جانب يوسي كوهين عقب تعيين الأخير رئيساً لـ {الموساد} عام 2015 (غيتي)
بنيامين نتنياهو إلى جانب يوسي كوهين عقب تعيين الأخير رئيساً لـ {الموساد} عام 2015 (غيتي)

بعد أن قررت هيئة القضاة في محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، تأجيل جلسات محاكمته أمس (الاثنين)، أسبوعاً آخر؛ بسبب إصابة أحد القضاء الثلاثة، بفيروس كورونا، كشف النقاب، أمس، عن قصة فساد أخرى لنتنياهو، تدخل فيها لوقف تقرير يفضح علاقة الرئيس السابق لجهاز المخابرات الخارجية (الموساد) بيوسي كوهن، بزوجة صديقه.
الفضيحة متورط فيها نتنياهو وموظفوه، وبيوسي كوهن، المعروف عنه أنه أحد أقرب المقربين من نتنياهو. وقد أجرى طاقم الصحافي رافيد دروكر، معد ومقدم برنامج «همكور» للتحقيقات المميزة في «القناة 13» للتلفزيون، تحقيقاً شاملاً يبين، أن كوهن أقام علاقة غرامية مع زوجة صديق له، بما يخالف التعليمات الصارمة في الموساد. وعشية نشر التحقيق، ديسمبر (كانون الأول) الماضي، اتصل رئيس إدارة «مفعال هبايس» (مشروع اليانصيب الرسمي)، أفيغدور يتسحاقي، ومارس الضغوط بشكل غير عادي على رؤساء «القناة 13» الإسرائيلية، في محاولة منه لمنع بث هذا التحقيق.
ويتسحاقي هذا هو رجل نتنياهو وكان قد عيّنه لهذا المنصب بفضل تقربه منه. وقد اعتبر التحقيق بمثابة فضيحة، يمكنها أن تحطم خطط نتنياهو بأن يعلن عن كوهن وريثاً له في رئاسة الليكود والحكومة. ولكن رؤساء القناة رفضوا الرضوخ للضغوط وبثوا التحقيق الصحافي، وفيه عرض لشهادات حية، على أن علاقة كوهين مع زوجة صديقه، وهي مضيفة طيران، لم تقتصر على الخيانة الزوجية والغرام، بل إن «كوهين كشف لها في هذه اللقاءات عن معلومات تتعلق بأسرار عمله، وأن بين القصص التي رواها لها، انتحاله شخصية مرشد سياحي عربي كغطاء لأنشطة نفذها في إحدى الدول العربية».
وكشفت صحيفة «هآرتس»، أمس، عن أن يتسحاقي عاقب القناة لأنها رفضت ضغوطه، فألغى اجتماعاً بينه وبين «القناة 13» بخصوص حجم إعلانات اليانصيب، عن العام 2022. وفي وقت لاحق، قلص حجم الإعلانات لهذه القناة ونقل حصتها إلى «القناة 12» المنافسة. ومنذ بداية العام الحالي، أوقفت شركة اليانصيب «مفعال هبايس» الإعلانات بشكل شبه كامل على «القناة 13»؛ الأمر الذي تسبب في خسائر مالية وضرر اقتصادي هائل للقناة.
وقد أكد يتسحاقي في محادثة مع صحيفة «هآرتس»، أنه توجه للرئيس التنفيذي لشركة «ريشت» في «القناة 13»، آفي بن طال، قبل بث التحقيق، وأعرب عن استيائه من نية بثه، وقال إن «الحديث يدور عن محتوى غير مناسب، والأجدر التحفظ به وعدم نشره». وخاطب يتسحاقي الصحافي دروكر، قائلاً «منذ متى تتعامل الصحافة مع مثل هذه القمامة الصفراء؟». وبحسب يتسحاقي، فإن التوجه لـ«القناة 13» بشأن التحقيق تم بمبادرة منه وليس بناءً على طلب كوهين أو غيره. وقال «لست مقرباً من كوهين، التقيته مرتين فقط، الأولى في مناسبة تكريم عالم الرياضيات يوسف تشحانوفر الذي حصل على «جائزة إسرائيل». وفي المرة الثانية، التقى يتسحاقي وكوهين قبيل نشر التحقيق على «القناة 13»، وقال يتسحاقي «التقينا وطلب أن يتم استشارته في أمور مختلفة تتعلق بمستقبله، وأخبرني أيضاً عن التقرير الذي سينشر قريباً على (القناة 13)».
في شأن متصل، قررت هيئة القضاة في محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، تأجيل جلسات محاكمته مرة أخرى، أمس، أسبوعاً آخر على الأقل، وهذه المرة بسبب إصابة أحد القضاء الثلاثة، موشيه بار عام، بفيروس كورونا. وكانت جلسات المحكمة قد توقفت قبل أسبوعين، لفحص قضية استخدام الشرطة الإسرائيلية برنامج «بيغاسوس» للتجسس على شهود النيابة.
وبيّن الفحص، أن التجسس تم بصورة غير قانونية ضد شاهد واحد فقط، هو المدير العام الأسبق لوزارة الاتصالات، شلومو فيلبر، الذي أصبح شاهد ملك ضد نتنياهو. وأن التجسس لم يعد بالفائدة على أدلة الإثبات؛ ما يعني أنه لن يؤثر على الاتهامات ضد نتنياهو. وعليه، قررت المحكمة مواصلة جلساتها وردت طلب نتنياهو توقيفها وشطب الادعاءات ضده. وكان من المفترض أن تستأنف الجلسات، أمس. لكن المحكمة أبلغت الأطراف أن القاضي بار عام، مصاب بـ«كورونا»؛ ولذلك تؤجل الجلسات أسبوعاً آخر، على أمل أن يشفى.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.