كيف يمكن تجنب الإجهاد الناتج عن استخدام «زووم»؟

موظف يحضر اجتماعاً عبر تطبيق زووم في منزله (د.ب.أ)
موظف يحضر اجتماعاً عبر تطبيق زووم في منزله (د.ب.أ)
TT
20

كيف يمكن تجنب الإجهاد الناتج عن استخدام «زووم»؟

موظف يحضر اجتماعاً عبر تطبيق زووم في منزله (د.ب.أ)
موظف يحضر اجتماعاً عبر تطبيق زووم في منزله (د.ب.أ)

يبدو أنه من الممكن أن يستمر الإجهاد الناتج عن استخدام تطبيق «زووم» الخاص بعقد مؤتمرات الفيديو عبر الإنترنت، في البقاء معنا طالما استمر تفشي جائحة «كورونا»، أو ربما لفترة أطول.
وبينما تستمر المكاتب في أنحاء العالم في اتباع ثقافة العمل الهجين أثناء فترة تفشي الجائحة، فإن المعاناة الناتجة عن استغراق المناقشات المرئية مع الزملاء ساعات بصورة يومية، تتسبب في استنزاف العاملين في كل مكان.
وتقول كريستينا هايتمان، وهي خبيرة في علم النفس ومتخصصة في الحفاظ على الصحة بأماكن العمل، إنه إذا كان يوم العمل بأكمله يعج بالدردشة المرئية التي من المعروف أنها عادة ما تكون متعبة أكثر من الاجتماعات التي يتم عقدها في الحقيقة، فإنه من المؤكد أن المرء سوف يصاب بالإرهاق في نهاية اليوم.
وتقول هايتمان إن الدراسات أظهرت أن الإرهاق الناتج عن استخدام تطبيق «زووم» يكون ناتجاً عن حقيقة أنه يتعين على المرء الجلوس ساكناً لساعات أمام الكاميرا التي تكون مثبتة على وجهه، إلى جانب أمور أخرى.
كما أنه من المجهد أيضاً أن يرى المرء نفسه باستمرار على الشاشة وأن يشعر بأنه تتم مشاهدته أيضاً في نفس الوقت. أما قلة الأحاديث التي تستغرق فترات قصيرة، وتكرر المشكلات الفنية، فإنها أيضاً لا تجعل الأمور أسهل.
وبحسب الأطباء، فإن مشاكل التركيز ونفاد الصبر وسرعة الانفعال وحتى الصداع وآلام الظهر، هي أنواع المشكلات التي عادة ما تظهر بعد أيام وأسابيع وشهور من عقد الاجتماعات عبر الإنترنت بصورة مستمرة، وهو الأمر الذي صاحب العمل عن بُعد أثناء فترة تفشي جائحة «كورونا».
وفي حال كان المرء يشعر بأن محادثات الفيديو التي لا نهاية لها، تستنزفه، فعليه أن يحاول تغيير طريقة استخدامه لها، وذلك عن طريق الخطوات التالية:
عدم نظر المرء إلى وجهه:
إذا كان المرء يشعر بالتشتت بسبب رؤية وجهه باستمرار على الشاشة، فإنه يمكنه أيضاً تغيير طريقة العرض على الشاشة.
ويشار إلى أن المنصات الخاصة بعقد مؤتمرات الفيديو عبر الإنترنت والتي تم استخدامها أثناء فترة تفشي الجائحة، تركت ملايين الأشخاص يركزون مع التجاعيد التي تظهر على وجوههم ويتفحصونها. وقد كشف الباحثون أن هذا يؤدي إلى الشعور بحالة من عدم الرضا بتفاصيل الجسد، ما تسبب في حدوث طفرة في الجراحات التجميلية المرتبطة بكثرة استخدام المقدمين لتطبيق «زووم» عليها.
على المرء أن ينظم اجتماعاته:
حتى لا يترك المرء محادثة الفيديو الخاصة به وهو في غاية الإرهاق، فإنه عليه أن يتأكد من أن هذه الاجتماعات تم إعدادها وتنظيمها بصورة جيدة. وتقول هايتمان إنه من الممكن أن يقطع الاعتدال الجيد شوطاً طويلاً، شأنه شأن فترات الراحة الكافية بين الحين والآخر.
وهناك مشكلة أخرى في الاجتماعات عبر الإنترنت وهي قيام الأشخاص بوقف الاتصال، ولا سيما إذا كان الاجتماع طويلاً أو بدا عديم الفائدة.
ومن جانبها، تقول نورا جراسيلي، وهي مدربة على التدريب على القيادة في «المدرسة الأوروبية للإدارة والتكنولوجيا»، وهي جامعة خاصة في برلين: «إن وضع جدول للأعمال يكون مفيداً جداً لهذا الغرض».
الاختصار: من الضروري أيضاً جعل الاجتماعات قصيرة ومختصرة بأكبر قدر ممكن.
ومن الأفضل تقسيم الاجتماعات التي كان من شأنها أن تستمر طوال اليوم، كاجتماعات يتم عقدها وجهاً لوجه، إلى فترات زمنية أقصر على مدار عدة أيام عندما يتم عقدها من خلال الإنترنت. استخدم خاصية الصوت فقط: قد يرغب المرء والمشاركون الآخرون أثناء عقد بعض الاجتماعات عبر الإنترنت، في ترك الكاميرا مغلقة، ولا سيما إذا كان الجميع سيشاهد عرضاً تقديمياً من جانب أحد الأشخاص.
وتقول جراسيلي إنه يجب علينا أن نختار بوعي بين عقد اجتماعات صوتية أو مرئية في كل مرة نشارك فيها في اجتماع عبر الإنترنت.


مقالات ذات صلة

400 مليون شخص مصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» في العالم

علوم 400 مليون شخص مصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» في العالم

400 مليون شخص مصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» في العالم

عدواه أدت إلى تغييرات دائمة وغير مرئية في أجزاء مختلفة من الجسم.

داني بلوم (نيويورك) أليس كالاهان (نيويورك)
آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)

5 أفعال صغيرة لزيادة إنتاجيتك وتحسُّن مزاجك

حذف التطبيق الذي تستخدمه بكثرة سيجعلك أكثر إنتاجية وفقاً لمؤلفة كتاب «أمة الدوبامين» (أرشيفية- رويترز)
حذف التطبيق الذي تستخدمه بكثرة سيجعلك أكثر إنتاجية وفقاً لمؤلفة كتاب «أمة الدوبامين» (أرشيفية- رويترز)
TT
20

5 أفعال صغيرة لزيادة إنتاجيتك وتحسُّن مزاجك

حذف التطبيق الذي تستخدمه بكثرة سيجعلك أكثر إنتاجية وفقاً لمؤلفة كتاب «أمة الدوبامين» (أرشيفية- رويترز)
حذف التطبيق الذي تستخدمه بكثرة سيجعلك أكثر إنتاجية وفقاً لمؤلفة كتاب «أمة الدوبامين» (أرشيفية- رويترز)

يهتم خبراء علم النفس وخبراء الصحة النفسية بسؤال: «كيف يمكننا تعزيز سعادتنا في دقائق معدودة اليوم؟» ولدى خبراء علم النفس إجابات لمهام سهلة التنفيذ، يمكن لأي شخص تقريباً تنفيذها. بعضها يهدف إلى زيادة إنتاجيتك، والبعض الآخر يساعدك على التخلص من عادة سيئة.

وإليك 5 مهام صغيرة ينصح بها الخبراء إذا كنت تسعى لتعزيز سعادتك اليوم.

1- راسل صديقاً أو اتصل به

أثبتت الدراسات أن العلاقات الاجتماعية الإيجابية تُحسِّن جودة حياتنا؛ بل وتُساعدنا على إطالة العمر. ومع ذلك، يُقلِّل الناس باستمرار من شأن رغبة أصدقائهم في التواصل معهم، وفقاً لدراسة أُجريت عام 2022. تُقدَّر المكالمات الهاتفية أو الرسائل النصية غير المتوقعة تقديراً كبيراً. وتُظهر الأبحاث أنه كلما كانت المكالمة مفاجئة، كان استقبالها أفضل.

لا يشترط أن يكون التفاعل طويلاً، كما صرَّحت فيينا فارون، المعالجة النفسية ومؤلفة كتاب «أصولك»، لقناة «سي إن بي سي»، وتقول إن التواصل لمدة عشر دقائق هو وسيلة سهلة لتعزيز العلاقات الإيجابية في حياتك.وتتابع: «إنها تُشعرنا بالسعادة عندما نُقدِّم للآخرين، والميزة الإضافية هي أنها تُنشئ أيضاً تواصلاً ضرورياً».

2- افعل شيئاً كنت تتجنبه

إن شطب أصغر المهام من قائمتك يُحفز دماغك على إفراز الدوبامين. وتقول فارون: «إن معالجة شيء كنت تتجاهله يُخفف العبء، ويُتيح لك إنجاز شيء كان يُثقل كاهلك». وإذا كنت تواجه صعوبة في تضييق نطاق ما تُريد تنفيذه، فضع بعض الأمور في اعتبارك: أولاً: لست مُضطراً لاختيار مهمة تقليدية. وتقول فارون: «النوم مُبكراً، شرب مزيد من الماء، إجراء محادثة مُرهقة، ممارسة تمرين رياضي مُرهق، وضع هاتفك جانباً ليلاً؛ أي منها أو جميعها يُمكن أن يُحسِّن مزاجك».

وتتابع خبيرة الصحة: «لا تُرهق نفسك. اختر شيئاً يُمثل تحدياً لك، ولكنه قابل للتحقيق أيضاً». كما تنصح: «قسِّم المشروع الأكبر إلى مهام أسهل في الإدارة. على سبيل المثال: قد يستغرق تنظيف مطبخك بعمق بضع ساعات؛ لكنك قد تتمكن من إفراغ ثلاجتك في غضون 5 إلى 10 دقائق».

3- الثناء على شخص ما

وفقاً لدراسة أجريت عام 2020، يشعر الناس بالتحسن بعد الإطراء، حتى لو كانوا يشعرون بالقلق قبل التفاعل.

وفي هذا الصدد، تقول لوري سانتوس، أستاذة علم النفس بجامعة ييل، ومقدمة بودكاست «مختبر السعادة»، لشبكة «سي إن بي سي»: «قد تُحسِّن هذه الإطراءات السريعة مزاجك لفترة أطول مما تظن».

4- تخلص من عادة سيئة باتباع قاعدة الخمس ثوانٍ

قبل إصدار كتابها الشهير «نظرية دعهم يفعلون»، ألَّفت المدربة في تطوير الذات والتحفيز، ميل روبنز، كتاب «قاعدة الخمس ثوانٍ: غيِّر حياتك وعملك وثقتك بنفسك بشجاعة يومية». ويُحدد الكتاب ممارسة تهدف إلى مساعدتك على التخلص من العادات السيئة. عندما تشعر بتلك الدفعة من التحفيز لفعل شيء ترغب فيه بشدة، عدّ تنازلياً من 5 إلى 1؛ ثم انجز إجراءً واحداً يدفعك نحو هدفك.

وكتبت روبينز في كتابها: «ألاحظ أنه كلما طال انتظاري بين رغبتي الأولى في التصرف، زادت أعذاري، وأصبح إجبار نفسي على الحركة أكثر صعوبة».

وتنصح الكاتبة: «هل ترغب في التوقف عن تصفح الإنترنت والذهاب في نزهة؟ عدّ تنازلياً من 5 إلى واحد، ثم ضع هاتفك جانباً. هل أنت عالق في دوامة من الحديث السلبي مع نفسك؟ تغلب عليه بالعد التنازلي، ثم بذل جهد فعال للانتقال إلى أفكار أكثر إيجابية».

وتقول روبينز في محاضرة سابقة لـ«تيد TEDX»: «إذا كان لديك أحد تلك الدوافع الصغيرة التي تجذبك، وإذا لم تدمجها مع فعل في غضون 5 ثوانٍ، فإنك تضغط على مكابح الطوارئ وتقضي على الفكرة».

5- احذف التطبيق الأكثر استخداماً

تقول آنا ليمبكي، رئيسة عيادة التشخيص المزدوج للإدمان في جامعة ستانفورد، ومؤلفة كتاب «أمة الدوبامين»، إن الإفراط في استخدام الشاشة قد يُضعف التفاعلات الشخصية. وتضيف ليمبكي: «يختفي الناس تماماً عندما يكونون على أجهزتهم، ولا يستطيعون الوجود بشكل كامل مع أحبائهم».

ولتحسين جودة صداقاتك؛ بل وحتى شراكتك، تخلص من هذا الإغراء تماماً. وتقول ليمبكي: «احذف التطبيق الذي تقضي عليه وقتاً أطول مما ترغب، والتزم بالابتعاد عنه لمدة 30 يوماً».

وتحذر ليمبكي من أن عدم السماح لنفسك باستخدام تطبيق كنت تتحقق منه عشرات المرات يومياً سيكون أمراً مزعجاً. لكن النتيجة تستحق العناء. وتقول: «في الأسبوعين الأولين، ستشتاق إليه وستفتقده، وسيخبرك عقلك بكل الأسباب التي تجعله مشروعاً غير جدير بالاهتمام». وتردف: «إذا تمكنت من الالتزام بهذا لمدة 14 يوماً، فقد تلاحظ أنك لا تفتقده بالفعل، وأنك تجد أنك تشعر بتحسن من دونه».