تستمر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي السورية، بتعليق الامتحانات الفصلية في كليات ومعاهد (جامعة الفرات) فرع محافظة الحسكة شمال شرقي البلاد، بعد سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، على كتلة المباني الواقعة في حي غويران جنوب المدينة الذي شهد نهاية الشهر الماضي، هجوماً واسعاً، من «داعش»، في وقت كشفت فيه مسؤولة بارزة في «الإدارة الذاتية»، عن اتصالات ومخاطبة لرئاسة الجامعة، لتسليمها أرشيف الكليات ومبنى كلية الزراعة ومدرسة ثانية، لتمكين الطلبة من تقديم امتحاناتهم الفصلية.
ولدى حديثها إلى جريدة «الشرق الأوسط» وتعقيباً على قرار وزارة التعليم العالي، الخاص بتعليق الامتحانات نصف السنوية للطلبة الجامعيين في مدينة الحسكة، قالت روهات خليل رئيسة «هيئة التربية والتعليم» بالإدارة الذاتية، إنه تمت مخاطبة رئاسة جامعة الفرات: «من أجل تسليم أرشيف ومستلزمات وأجهزة تخص الكليات، وإمكانية تسليم مبنى كلية الزراعة ومدرسة أخرى، لرئاسة الجامعة بهدف تمكين الطلبة من تقديم امتحاناتهم».
لكن مدير فرع الجامعة الدكتور جمال عبد الله، أوضح في إفادة صحافية لوكالة الأنباء السورية (سانا)، بأن العملية الامتحانية في الكليات الجامعية والمعاهد التابعة لفرع الجامعة بالحسكة: «لا تزال معلقة من جراء استمرار ميليشيا (قسد) بالاستيلاء على المباني الجامعية، وتحويلها إلى مقرات عسكرية، الأمر الذي باتت له تداعيات تعليمية كبيرة تمس جميع الطلاب»، مشيراً إلى الانتهاكات بحق مباني الكليات الجامعية والاستيلاء عليها، وتحويلها إلى مقرات عسكرية «تهدد نحو 25 ألف طالب وطالبة يدرسون في 8 كليات و4 معاهد في محافظة الحسكة».
غير أن روهات خليل المسؤولة الكردية لدى الإدارة، شددت على أن رئاسة إدارة الجامعة التي علقت الامتحانات «لم تستلم حتى الآن الأرشيف والأجهزة ومفاتيح الكلية، في خطوة منها للتهرب من مسؤولياتها أمام الطلبة، بهدف نقل الكليات إلى مناطق أخرى». واتهمت رئاسة الجامعة بتشويه الحقائق بهدف نقل الكليات إلى مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية الموالية للرئيس السوري بشار الأسد، تحت حجج واهية، بغية تشويه الحقائق والتهرب من مسؤولياتها».
وتقع كتلة مباني كليات ومعاهد جامعة الفرات بالحسكة، بالقرب من سجن الصناعة جنوب مدينة الحسكة في حي غويران، وهذه المنشأة كانت تضم أكثر من 3500 عنصر من «داعش» لكنها شهدت اضطرابات عسكرية عنيفة نهاية الشهر الماضي، بعد مهاجمة خلايا نائمة موالية للتنظيم المتطرف على السجن في 20 من شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، تزامنت مع إعلان حالة تمرد مسلح نفذه محتجزو التنظيم. واستمرت العمليات العسكرية نحو أسبوع وأسفرت عن سقوط 125 من حراس ومقاتلي قوات «قسد»، ووفاة 6 مدنيين بنيرانها ومقتل أكثر من 370 عنصراً ومسلحاً ينتمون للتنظيم.
وكشف مصدر حكومي، طلب عدم الكشف عن اسمه أو صفته الرسمية لأسباب أمنية، أن رئاسة جامعة الفرات بدير الزور وإدارة فرع الحسكة واتحاد الطلبة، قد رفعوا مقترحاً إلى وزارة التعليم العالي طالبوا فيه بنقل الكليات والمعاهد إلى مدينة دير الزور. وعن تعليق الامتحانات أكد ذات المصدر: «قبل هجوم السجن بيوم واحد، كانت رئاسة الجامعة قد علقت الامتحانات بسبب العاصفة الثلجية التي شهدتها المحافظة ومدنها، أما طلبة التعليم المفتوح فيبدأون امتحاناتهم الفصلية منتصف شهر مارس (آذار) القادم».
أما عميد جامعة الفرات الحكومية طه الخليفة، فتحدث في إفادة صحافية، بأن بعض مباني فرع الجامعة في الحسكة سويت بالأرض، لافتة إلى أن «الهجمات طالت مبنى المعهد التقاني الهندسي، ومبنى إدارة فرع الجامعة القريب من سجن الثانوية الصناعية، وهو عبارة عن كتلتين تم تدميرهما بالكامل مع الكتلة البنائية لكلية الاقتصاد». وقدر قيمة التجهيزات العلمية والمخبرية التي كانت موجودة في مبنى كلية الهندسة المدنية، بعشرات مليارات الليرات، ولفت الخليفة إلى أنه أرسل مؤخراً فريقاً إلى الكليات المدمرة، لاسترجاع أضابير وسجلات الطلبة الورقية، لكن (قسد) حالت دون ذلك، فتم اعتماد بيانات الطلبة «المؤتمتة» التي كانت الجامعة قد أعدتها سابقاً لاستكمال الامتحانات في فروع الحسكة.
وحملت المسؤولة التربوية روهات خليل، خلايا تنظيم «داعش» وتمركزها وتنفيذ هجومها على سجن الصناعة انطلاقاً من حي غويران وحي الزهور المحيطان بالسجن ومباني الجامعة، المسؤولية عن الأمر: «جعلوا من كتلة الأبنية والمراكز الخدمية نقاط تمركز وهجوم وانتشار لقناصتهم، الأمر الذي أدى إلى تضرر كتلة الأبنية الجامعية». وطالبت رئاسة جامعة الفرات وإدارة فرع الحسكة، بالتعاون وتحمل المسؤولية «لخدمة أبنائنا الطلبة في استكمال دراستهم وتوفير البيئة الآمنة والسليمة لهم».
الجدير ذكره، أن جامعة الفرات تأسست عام 2006 في مدينة دير الزور شرق سوريا، وهي خامس جامعة حكومية بعد دمشق وحلب وتشرين في اللاذقية والبعث بحمص، وافتتحت 4 كليات في مدينة الحسكة والمعهد التقني المتوسط ومعهد الميكنة الزراعية، ويبلغ عدد طلبتها نحو 25 ألفاً يدرسون المنهاج الحكومي التابع لوزارة التعليم العالي السورية.
نزاع بين «قسد» والنظام يعلق الامتحانات في جامعة الحسكة
بعد سيطرة الأولى على مبانٍ ملاصقة لسجن الصناعة
نزاع بين «قسد» والنظام يعلق الامتحانات في جامعة الحسكة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة