قاضٍ يميني لرئاسة لجنة التحقيق في «الغواصات»

TT

قاضٍ يميني لرئاسة لجنة التحقيق في «الغواصات»

أعلنت رئيسة المحكمة العليا الإسرائيلية استير حيوت، أمس (الأحد)، عن تشكيل لجنة التحقيق الرسمية لاكتشاف الفساد في قضية الغواصات، وذلك برئاسة رئيس المحكمة العليا الأسبق القاضي المتقاعد آشير غرونيس.
وتتألف اللجنة من خمسة أعضاء، هم، بالإضافة إلى غونيس، قاضٍ آخر سابق في المحكمة العليا، تسفي زيلبرتال، ومحافظة بنك إسرائيل السابقة، كرنيت فلوغ، وقائد سلاح البحرية الأسبق، أبراهام بن شوشان؛ والمسؤول السابق في سلاح الجو، يعقوب بورتمان.
والمعروف عن غرونيس أنه قاضٍ محافظ لا يؤيد تدخل القضاء النشط في الحياة السياسية. ولذلك فقد احتضنه اليمين وسن قانوناً خاصاً سُمي على اسمه، حتى يتلاءم وتعيينه لرئاسة المحكمة العليا (خلال السنوات 2012 - 2015).
وستحقق اللجنة حول الاتهامات بوجود فساد حول صفقة شراء ثلاث غواصات جديدة، من شركة بناء السفن الألمانية «تيسنغروب»، وشراء أربع سفن عسكرية لحراسة منصات الغاز في البحر، وسفينتين مضادتين للغواصات، جميعها من صنع «تيسنكروب»، في السنوات 2009 - 2016. وكذلك ستحقق بأداء المستوى السياسي وأداء المستوى المهني في الصفقات مع الشركة، وبمحاولة تم لجمها لنقل المسؤولية عن صيانة الغواصات من سلاح البحرية الإسرائيلي إلى حوض. وستحقق اللجنة في أي ظروف وافق رئيس الحكومة السابق، بنيامين نتنياهو، على بيع ألمانيا غواصات متطورة إلى مصر. وستكون هذه لجنة تحقيق رسمية ذات صلاحيات محكمة في استدعاء شهود واستجوابهم. وسيكون بمقدورها التوصية بمحاكمة مسؤولين، إذا توصلت إلى قناعة بأنهم متورطون في جناية فساد.
وجاء تشكيل هذه اللجنة تعبيراً عن التغيير في توجه الحكومة الحالية، بقيادة نفتالي بنيت، عن حكومة نتنياهو، فهذه الحكومة تضمّ عدداً من المسؤولين والأحزاب الذين يعتقدون أن هذه الصفقة انطوت على «أكبر وأخطر قضية فساد في تاريخ إسرائيل». وقال وزير الخارجية، يائير لبيد، أيضاً إن «صفقة الغواصات هي أخطر قضية فساد أمني في تاريخ إسرائيل». وأضاف: «وعدتُ بألا ألتزم الصمت أو أرتاح حتى يتم تشكيل اللجنة. ومن الضروري قلب كل حجر للوصول إلى الحقيقة».
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد قررت، الشهر الماضي، تشكيل لجنة تحقيق رسمية في قضية شراء الغواصات وغيرها من السفن الحربية. واعتبر اليمين المعارض هذا القرار كيدياً ضد الليكود، لأن الشرطة أنهت تحقيقاً في القضية، وبرَّأت نتنياهو من التهمة، ولكن الحكومة واليسار يريدون القضاء على نتنياهو فشكلوا هذه اللجنة. وفي إطار صد ادعاءات اليمين، اختارت رئيسة المحكمة العليا، إستير حيوت، قاضياً يمينياً معروفاً لرئاسة اللجنة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».