دعا سياسيون يمنيون إلى سرعة قيام قوات التحالف بعمل عسكري بري لإنقاذ المحافظات اليمنية من الميليشيات الحوثية التي دمرت البلاد، حسب وصفهم. وأضافوا، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «جماعة الحوثي تسعى إلى تدمير اليمن، وأنها مصممة على خوض الحرب حتى الرمق الأخير، ولا تأبه لأي ضغوط دولية أو إقليمية».
وأشار السياسيون اليمنيون إلى أن الوضع في اليمن «أصبح أكثر خطورة، بعد أن قضى المتمردون على أي بصيص أمل للتوصل إلى تسوية سياسية تنهي الصراع».
وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية وقبلية مطلعة، أن استعدادات تجري بين الكثير من القوى السياسية والقبلية داخل اليمن وبين قوات التحالف من أجل قيام ترتيبات عسكرية ولوجستية تهيئة للتدخل البري لتطهير المدن اليمنية من الميليشيات الحوثية والقوات المتمردة على الشرعية والموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن «استعدادات كبيرة تجري في محافظة حضرموت لإقامة معسكر في المنطقة الشرقية من البلاد، ويرجح أن يقام في مديرية العبر، وذلك لاستقبال القادة والضباط والجنود والصف من الألوية العسكرية الموالية للشرعية والتي فقدت جاهزيتها القتالية بسبب اعتداءات وهجمات الميليشيات الحوثية».
وأضافت المصادر، أنه «ستتم إعادة تجميع تلك القوات وتفعيلها لتؤدي دورها في دعم المقاومة الشعبية في مواجهة الانقلاب، وذلك تحت مظلة قيادة الشرعية والرئيس الشرعي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، عبد ربه منصور هادي».
وأكدت المصادر الخاصة، أن «الترتيبات ستتم على أساس الزحف نحو صنعاء، وأن هناك توجيهات إلى المحافظين المؤيدين للشرعية بالعودة إلى محافظاتهم انطلاقا من سيئون والمهرة». وتوقعت المصادر المطلعة أن يشكل مسلحو القبائل الطلائع الأساسية لأي تحرك بري يشمل «إقليم أزال»، والذي يضم صنعاء العاصمة والمحافظة ومحافظتي عمران وصعدة، والبدء في تحريرها من قبضة الميليشيات الحوثية وقوات صالح المتمردة على الشرعية الدستورية.
هذا ويتباهى الحوثيون بخوض الحروب الدائرة في اليمن، هذه الأيام، بعد أن شهدت البلاد استقرارا نسبيا من مثل هذه الحروب لنحو عشرين عاما، بعد الحرب الأهلية التي اندلعت في أبريل (نيسان) عام 1994، بين شطري البلاد، الشمالي والجنوبي، وكانت مدينة عدن ساحة لتلك الحرب التي رجحت كفتها لصالح الشمال، أو «قوات الشرعية»، كما سميت حينها، ويرى الكثير من المراقبين في اليمن أن الحوثيين يخوضون هذه الحرب، بالتحالف مع الرئيس السابق والمخلوع علي عبد الله صالح، دون مسوغات سياسية أو قانونية أو حتى أخلاقية، حيث يقولون إنهم يقاتلون عناصر تنظيم القاعدة والدواعش والعناصر التكفيرية في جنوب البلاد وتعز ومأرب وغيرها من المناطق التي يسعون إلى السيطرة عليها أو سيطروا عليها.
ويقول سعيد عبيد الجمحي، الخبير اليمني في شؤون الإرهاب والجماعات الإسلامية لـ«الشرق الأوسط»، إن عناصر تنظيم القاعدة لا يوجدون في المناطق التي يخوض فيها الحوثيون هذه الحرب، ولا يواجهون الحوثيين، وإنما يستغلون تمدد الحوثيين من أجل كسب المزيد من المؤيدين في المناطق التي ينتشرون فيها، وبالأخص، محافظة حضرموت في جنوب شرقي البلاد. ويؤكد المراقبون أن الحوثيين لم يشتبكوا، طوال الأشهر الماضية، مع أي من عناصر تنظيم القاعدة في المحافظات التي تشهد الحرب، إضافة إلى عدم وجود أي إعلان رسمي أو غير رسمي موثوق عن وجود تنظيم داعش، في اليمن، باستثناء بعض التسريبات الإعلامية التي لم تدعم بالقرائن والبراهين. وتقول «أم أيمن»، وهي مواطنة عدنية تعمل في جامعة عدن، لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين «فرضوا علينا هذه الحرب فرضا، ورغم أنني تجاوزت الخامسة والخمسين من عمري، فإنني لو حصلت على سلاح لخرجت لقتالهم دفاعا عن مدينتي وأهلي وشرفي». وتضيف أن هذه الجماعات تشن حربا على المسلمين وتصفهم بأنهم تكفيريون. وتتساءل: أين هم التكفيريون في عدن؟ وكل ما يستهدف هو الأحياء والمنازل التي تدمر فوق رؤوس ساكنيها.. «وأصبحنا مشردين في العراء ولا نجد المسكن ولا ما نأكل أو نشرب».
وأبرز المناطق التي باتت ساحة للمعارك في اليمن، حاليا، هي محافظات: عدن، وتعز، ولحج، والضالع، وأبين، وشبوة، ومأرب، وثلاث من هذه المحافظات أعلنتها الحكومة اليمنية الموجودة في العاصمة السعودية الرياض، محافظات منكوبة، جراء الدمار الهائل الذي لحق بها، حيث دمرت البنية التحتية والمنازل والمصانع والمتاجر والأسواق، وقتل وجرح وشرد آلاف الأشخاص إلى مناطق أخرى، وباتوا من دون مأوى في عشية وضحاها. ويؤكد الكثير من السكان والمراقبين والقيادات الميدانية، في تلك المحافظات، أن الحوثيين والمخلوع علي صالح، كانوا يعدون العدة منذ وقت مبكر لخوض هذه الحرب، بدليل تكديس الأسلحة والذخائر والمؤن في المؤسسات المدنية والأحياء السكنية ومنازل بعض الضباط والأشخاص الذين يرتبطون بهم والذين كانوا يعيشون مع المواطنين بسلام، وفجأة ظهرت عدة القتل والدمار من داخل منازلهم.
مصادر لـ («الشرق الأوسط»): ترتيبات عسكرية ولوجستية تهيئة للتدخل البري
إقامة معسكر لاستقبال العسكريين والمتطوعين في حضرموت.. وتوحيد الصفوف لمواجهة «الميليشيات»
مصادر لـ («الشرق الأوسط»): ترتيبات عسكرية ولوجستية تهيئة للتدخل البري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة