علماء يحددون السبب الأول للسمنة

علماء يحددون السبب الأول للسمنة
TT

علماء يحددون السبب الأول للسمنة

علماء يحددون السبب الأول للسمنة

ترتبط السمنة بعدد من الحالات الصحية مثل أمراض القلب والسكري من النوع 2 والسرطان والسكتات الدماغية وغيرها.
ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فقد ارتفع معدل السمنة لدى البالغين في الولايات المتحدة من 30.5 ٪ في 1999-2000 إلى 42.4 ٪ في 2017-2018. وزادت السمنة المفرطة من 4.7 ٪ إلى 9.2 ٪. لكن ما الذي يسبب هذا الوباء الوطني المأساوي المقلق؟ هذا ما سلط موقع " eat this not that " الطبي المتخصص الضوء عليه خلال تقرير له افرد فيه مسببات السمنة ثم كشف عن السبب الأول لها.
وعن المسببات الرئيسية للسمنة قال الموقع:

1- نمط الحياة المستقر
نمط الحياة غير المستقر هو سبب رئيسي للمرض والعجز والحالات الصحية الخطيرة مثل السمنة. يقول كريس سلينتز دكتوراه من المركز الطبي بجامعة ديوك "تظهر نتائج تحقيقنا أنه في البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن غير المستقرة والذين يستمرون في اختيار نمط حياة مستقر، تكون الآثار الضارة أسوأ وأسرع مما كنا نعتقد سابقًا... ربما لم يكن علينا أن نتفاجأ لأن هذا يعكس ببساطة الارتفاع السريع المتزايد في انتشار السمنة الذي شوهد في الولايات المتحدة؛ حيث يعاني حاليًا اثنان من كل ثلاثة بالغين من زيادة الوزن أو السمنة. من ناحية أخرى، فإن المشاركين الذين مارسوا الرياضة بمستوى يعادل 17 وهم يقطعون أميالا من الركض أسبوعيًا انخفاضًا كبيرًا في الدهون الحشوية ودهون البطن تحت الجلد وإجمالي دهون البطن"، وأضاف "على الرغم من أن هذا يظهر كثيرًا من التمارين، إلا أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والذين كانوا يعانون من زيادة الوزن والجلوس سابقًا كانوا قادرين تمامًا على القيام بهذا المقدار".

2- الإجهاد
هناك بحث مكثف يربط الإجهاد طويل الأمد بالسمنة، بما في ذلك دراسة نشرت في مجلة Obesity حيث تم قياس تراكم الكورتيزول من عينات الشعر.
وتقول الباحثة الرئيسية الدكتورة سارة جاكسون من جامعة كوليدج لندن لعلم الأوبئة والصحة العامة "تقدم هذه النتائج دليلًا ثابتًا على أن الإجهاد المزمن مرتبط بمستويات أعلى من السمنة... الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الكورتيزول في الشعر يميلون أيضًا إلى الحصول على قياسات أكبر للخصر؛ وهو أمر مهم لأن حمل الدهون الزائدة حول البطن هو عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والسكري والوفاة المبكرة".

3- النوم السيئ
النوم السيئ (أو غير الكافي) والسمنة يسيران جنبًا إلى جنب للأسف. فعندما لا نحصل على نوم جيد فإنه يؤثر سلبًا على جزء الدماغ الذي ينظم الشهية.
وتقول الدكتورة كريستين كنوتسون من جامعة شيكاغو "تتطور السمنة عندما يكون تناول الطاقة أكبر من الإنفاق. إذ يلعب النظام الغذائي والنشاط البدني دورًا مهمًا في هذا، ولكن قد يكون النوم غير الكافي عاملًا إضافيًا... تُظهر مراجعة الأدلة كيف يرتبط النوم القصير أو السيئ بجودة عالية بزيادة مخاطر السمنة عن طريق إلغاء تنظيم الشهية، مما يؤدي لزيادة استهلاك الطاقة ... وتظهر هذه النتائج أن النوم السيئ يمكن أن يزيد من خطر إصابة الشخص بالسمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب. يجب أن تحدد الأبحاث المستقبلية ما إذا كانت الجهود المبذولة لتحسين النوم يمكن أن تساعد أيضًا في منع تطور هذه الأمراض أو تحسين حياة المرضى الذين يعانون من هذه الحالات".

4- السمنة وكوفيد - 19
ترتبط السمنة بعدد من الحالات الصحية الخطيرة (بما في ذلك COVID-19)، إذ تظهر الأبحاث أن زيادة الوزن أو السمنة يمكن أن تؤدي إلى زيادة خطر دخول المستشفى بسبب مضاعفات COVID-19.
وتقول آن ديكسون العالمة والطبيبة التي تدرس السمنة وأمراض الرئة في جامعة فيرمونت "لم نفهم مبكرًا ما هي عوامل الخطر الرئيسية للسمنة... لم ندرك حتى وقت قريب الأثر المدمر للسمنة، لا سيما لدى الشباب... قد يكون هذا أحد أسباب التأثير المدمر لـ COVID-19 في الولايات المتحدة، حيث يعاني 40 ٪ من البالغين من السمنة".

5- السبب الأول للسمنة هو ...
النظام الغذائي السيئ هو السبب الرئيسي للسمنة في الولايات المتحدة، وفقًا للأطباء والعلماء؛ وهو ليس مجرد حالة من السعرات الحرارية الموجودة والسعرات الحرارية الخارجة. حيث يشير نوع السعرات الحرارية المستهلكة على وجه التحديد (الكربوهيدرات المصنعة) إلى احتفاظ الجسم بمخزون الدهون. وعند مقارنة النظام الغذائي في الولايات المتحدة بالنظام الغذائي لأولئك الذين يعيشون في المناطق الزرقاء (المناطق التي يعيش فيها السكان حتى سن 100 بدون أمراض مزمنة) فإن الاختلافات صارخة، حسب قول الدكتور لي أ. فريم الذي يقول "ترتبط العديد من اتجاهات الغذاء التي استعرضناها ارتباطًا مباشرًا بنمط حياة سريع الخطى في الولايات المتحدة يساهم في انتشار وباء السمنة الذي نواجهه الآن. وبدلاً من علاج أعراض السمنة والأمراض ذات الصلة بالأدوية فقط، نحتاج إلى تضمين جهود استخدام الغذاء كدواء. لم يتم تحديد الأمراض المزمنة في السنوات اللاحقة، ولكنها تتأثر بشدة بنمط الحياة والنظام الغذائي. سيتطلب تقليل السمنة والأمراض المزمنة في الولايات المتحدة الحد من الأطعمة المصنعة وزيادة تناول الخضروات الكاملة والبقوليات والمكسرات والفواكه والمياه. يجب أن يركز مقدمو الرعاية الصحية أيضًا على طب نمط الحياة.


مقالات ذات صلة

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».