المخاوف من «عملية وهمية» تؤجج التوترات في أزمة أوكرانيا

جنود الاحتياط يشاركون في تدريبات قتالية أجراها الدفاع الإقليمي للعاصمة في كييف (رويترز)
جنود الاحتياط يشاركون في تدريبات قتالية أجراها الدفاع الإقليمي للعاصمة في كييف (رويترز)
TT

المخاوف من «عملية وهمية» تؤجج التوترات في أزمة أوكرانيا

جنود الاحتياط يشاركون في تدريبات قتالية أجراها الدفاع الإقليمي للعاصمة في كييف (رويترز)
جنود الاحتياط يشاركون في تدريبات قتالية أجراها الدفاع الإقليمي للعاصمة في كييف (رويترز)

قال انفصاليون موالون لروسيا أمس (السبت)، إنهم اكتشفوا خطة وضعتها كييف للاستيلاء على الأراضي التي يسيطرون عليها في شرق أوكرانيا بالقوة وعرضوا رجلاً قالوا إنه جاسوس أوكراني.
ورفضت السلطات في العاصمة الأوكرانية، بسرعة، الخطة المزعومة بوصفها مزيفة وتجاهلت مزاعم التجسس في الماضي، ولكن مثل هذه التقارير تسهم في تصعيد التوتر.
وتتزايد المخاوف في كييف والغرب من افتعال عملية وهمية في شرق أوكرانيا واستخدام روسيا لها كذريعة لشن هجوم.
https://twitter.com/Reuters/status/1495099614093090818
ونفت روسيا، التي حشدت قوات بالقرب من أوكرانيا، وجود خطط للغزو ورفضت الحديث عن القيام بعمليات وهمية. لكنها قالت إنها تشعر بقلق من الوضع وبدأت السلطات الانفصالية في شرق أوكرانيا عملية إجلاء جماعي يوم الجمعة متذرعةً بمخاوف من شن هجوم أوكراني.
وتنفي السلطات الأوكرانية التخطيط لأي نوع من الاعتداء وتخشى من تزايد المحاولات لخلق ذريعة لغزو روسي.
https://twitter.com/Reuters/status/1495243059059118080
وقال الانفصاليون في جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد أمس، إنهم اكتشفوا خطة «لتطهير» المنطقة الموالية لروسيا من الناطقين بالروسية في إطار عملية تستمر خمسة أيام للسيطرة على المنطقة بالقوة.
وفي مقابلة بُثَّت على القناة التلفزيونية الحكومية الأولى الروسية، ذكر رجل قال الانفصاليون إنهم احتجزوه في مدينة دونيتسك، أنه ساعد أوكرانيا في تفجير سيارة جيب تابعة لقائد انفصالي الليلة السابقة، وأنه قام بتهريب أسلحة ومتفجرات. وقال: «تم تجنيدي في 2018». وأضاف أن الشخص الذي تولى تدريبه طلب منه الابتعاد عن المباني السكنية الشاهقة في مدينة دونيتسك لأن المدفعية ستستهدفها وأنه سيعرّض نفسه للخطر.
وكان مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، قد أعلنوا، أمس، أنّهم سجلوا خلال 24 ساعة أكثر من 1500 خرق لوقف إطلاق النار، وهو العدد الأعلى هذا العام.
https://twitter.com/Reuters/status/1495043494313930757
وقال المراقبون إنّهم سجّلوا بين مساء (الخميس) ومساء (الجمعة) 591 خرقاً في دونيتسك و975 في لوغانسك المجاورة، وهما منطقتان خاضعتان جزئياً لسيطرة انفصاليين مدعومين من موسكو.
وأظهرت خريطة تفصّل الخروقات أنّ القتال الأعنف يدور حالياً في منطقة تقع في شمال غربي لوغانسك، على بُعد نحو 20 كلم جنوب شرقي مدينة سفرودونتسك التي تسيطر عليها الحكومة، وفق ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.