تقديم الدعم المادي واللوجيستي للمستثمرين في السياحة السعودية

«صندوق التنمية» يلتقي رجال الأعمال للنهوض بالقطاع وتحقيق مستهدفاته

جانب من لقاء مسؤولي صندوق التنمية السياحي برجال أعمال «غرفة الرياض» (الشرق الأوسط)
جانب من لقاء مسؤولي صندوق التنمية السياحي برجال أعمال «غرفة الرياض» (الشرق الأوسط)
TT

تقديم الدعم المادي واللوجيستي للمستثمرين في السياحة السعودية

جانب من لقاء مسؤولي صندوق التنمية السياحي برجال أعمال «غرفة الرياض» (الشرق الأوسط)
جانب من لقاء مسؤولي صندوق التنمية السياحي برجال أعمال «غرفة الرياض» (الشرق الأوسط)

كشف صندوق التنمية السياحي في السعودية، أمس السبت، عن استعداده للتعاون مع الغرف التجارية بالمملكة وقطاعاتها المعنية في كل ما يخدم القطاع ويحقق أهدافه المرسومة لتنمية واستدامة المشاريع، علاوة على تقديم الدعم المادي واللوجيستي للمستثمرين الراغبين بالدخول في الأنشطة السياحية في البلاد.
ويعتبر الصندوق جهازاً ممكناً للقطاع الخاص من أجل الاستثمار والعمل بالقطاع السياحي، ويقدم المنتجات التمويلية بعدة برامج مثل المباشر، والمشترك (ضمان القروض)، ومشاركة المستثمر في المشروع بالتعاون مع جميع البنوك السعودية، كما يسعى خلال الفترة القادمة العمل على برامج تمويلية خاصة لمشاريع المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
أكد وهدان القاضي، الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال بصندوق التنمية السياحي، على استعداد الصندوق للتعاون مع الغرف المعنية في كل ما يخدم القطاع ويحقق أهدافه المرجوة لتنمية واستدامة المشاريع ومساعدة القطاع الخاص في مواجهة التحديات، بالإضافة إلى الدعم المادي واللوجيستي للراغبين في الاستثمار بما يتوافق مع الاستراتيجية الوطنية للسياحة. وقال القاضي خلال لقائه برجال الأعمال في لجنتي السياحة، والثقافة والترفيه في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض مؤخراً، إن الصندوق يقدم الدعم المادي لعدد من الأنشطة مثل المناطق الطبيعية المتنوعة، والتراث الثقافي، والجهات المستدامة، وكل نشاط يخدم تجربة السائح.
من جانبه، أوضح نايف الراجحي، نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس لجنة السياحة بالغرفة، أن التعاون مع الصندوق يسهم في تعزيز جانب الحضور السياحي ويطور ويدعم المشاريع السياحية، مبيناً أن اللقاء يهدف لدعم القطاع الخاص بما ينعكس إيجاباً على تنمية القطاع بما يحقق أهداف رؤية2030.
من ناحيته، أفصح مصعب المهيدب، عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة الثقافة والترفيه، عن نية «غرفة الرياض» تفعيل التعاون مع الصندوق السياحي بما يحقق مستهدفاته، ويحقق تطلعات المستثمرين والراغبين في الاستثمار بالقطاع، مبيناً أن التنسيق والتواصل بين الطرفين سيعمل على معالجة المعوقات والتحديات التي تواجه المستثمرين ويسهم بتقديم مبادرات وأفكار تطويرية في هذا المجال.
واتفق كل من «التنمية السياحي» و«غرفة الرياض» خلال اللقاء على التعاون في إقامة ورشة عمل تعريفية عن برامج وأهداف وأنشطة الصندوق التي تستهدف المستثمرين.
ويهدف لقاء صندوق التنمية السياحي برجال الأعمال إلى تعزيز التعاون بين قطاعي السياحة والثقافة والترفيه بما يعزز أهداف التنمية في المملكة ضمن رؤية 2030. ويستهدف القطاع السياحي في السعودية رفع عدد الزيارات السنوية السياحية للمملكة إلى 100 مليون زائر بحلول عام 2030، حيث تشير مؤشرات الأداء للمستهدفات أنه تتضمن هذه الزيارات نحو 55 مليون من الخارج، بالإضافة إلى 45 مليوناً من الداخل، مع توفير مليون فرصة وظيفية وزيادة 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للدولة.
ووقعت الهيئة السعودية للسياحة في مدينة الرياض مؤخراً، مذكرة تفاهم مع «طيران الإمارات» بهدف الترويج للسياحة السعودية وجذب السياح من كل أنحاء العالم وإثراء تجربة السفر وتطوير الخدمات وتبادل المعلومات.
وتسعى مذكرة التفاهم التي أبرمت مؤخراً بين الطرفين، إلى وضع الأسس لتعاون وثيق عبر توحيد الجهود والخبرات لزيادة سعة وعدد الرحلات عبر شبكة طيران الإمارات إلى الوجهات السياحية في بعض المدن الرئيسية في البلاد، ورفع مستوى الخدمات الأرضية والجوية لضمان تقديم تجربة سفر سلسة وممتعة والعمل على إطلاق حملات ترويجية مشتركة في الأسواق الرئيسة المستهدفة وتبادل المعلومات حول تطورات احتياجات السوق والعملاء.


مقالات ذات صلة

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

التراخيص الاستثمارية في السعودية ترتفع 73.7%

حققت التراخيص الاستثمارية المصدرة في الربع الثالث من العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 73.7 في المائة، لتصل إلى 3.810 تراخيص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

رفعت وكالة التصنيفات الائتمانية «موديز» تصنيفها للسعودية بالعملتين المحلية والأجنبية عند «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1» مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، وذلك نظراً لتقدم المملكة المستمر في التنويع الاقتصادي والنمو المتصاعد لقطاعها غير النفطي.

هذا التصنيف الذي يعني أن الدولة ذات جودة عالية ومخاطر ائتمانية منخفضة للغاية، هو رابع أعلى تصنيف لـ«موديز»، ويتجاوز تصنيفات وكالتي «فيتش» و«ستاندرد آند بورز».

وقالت «موديز» في تقريرها إن رفعها لتصنيف المملكة الائتماني، مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، يأتي نتيجة لتقدمها المستمر في التنوع الاقتصادي، والنمو المتصاعد للقطاع غير النفطي في المملكة، والذي، مع مرور الوقت، سيقلل ارتباط تطورات سوق النفط باقتصادها وماليتها العامة.

ترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته

وأشادت «موديز» بالتخطيط المالي الذي اتخذته الحكومة السعودية في إطار الحيّز المالي، والتزامها بترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته، بالإضافة إلى الجهود المستمرة التي تبذلها ومواصلتها استثمار المـوارد الماليـة المتاحـة لتنويـع القاعـدة الاقتصاديـة عـن طريـق الإنفـاق التحولي؛ مما يدعم التنمية المستدامة للاقتصاد غير النفطي في المملكة، والحفاظ على مركز مالي قوي.

وقالت «موديز» إن عملية «إعادة معايرة وإعادة ترتيب أولويات مشاريع التنويع -التي ستتم مراجعتها بشكل دوري- ستوفر بيئة أكثر ملاءمة للتنمية المستدامة للاقتصاد غير الهيدروكربوني في المملكة، وتساعد في الحفاظ على القوة النسبية لموازنة الدولة»، مشيرة إلى أن الاستثمارات والاستهلاك الخاص يدعمان النمو في القطاع الخاص غير النفطي، ومتوقعةً أن تبقى النفقات الاستثمارية والاستثمارات المحلية لـ«صندوق الاستثمارات العامة» مرتفعة نسبياً خلال السنوات المقبلة.

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن الولايات المتحدة (رويترز)

وقد وضّحت الوكالة في تقريرها استنادها على هذا التخطيط والالتزام في توقعها لعجز مالي مستقر نسبياً والذي من الممكن أن يصل إلى ما يقرب من 2 - 3 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي.

وسجل الناتج المحلي الإجمالي للمملكة نمواً بمعدل 2.8 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام الحالي، مدعوماً بنمو القطاع غير النفطي الذي نما بواقع 4.2 في المائة، وفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية الصادرة الشهر الماضي.

زخم نمو الاقتصاد غير النفطي

وتوقعت «موديز» أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للقطاع الخاص بالسعودية بنسبة تتراوح بين 4 - 5 في المائة في السنوات المقبلة، والتي تعتبر من بين أعلى المعدلات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، معتبرةً أنه دلالة على استمرار التقدم في التنوع الاقتصادي الذي سيقلل ارتباط اقتصاد المملكة بتطورات أسواق النفط.

وكان وزير المالية، محمد الجدعان، قال في منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» الشهر الماضي إن القطاع غير النفطي بات يشكل 52 في المائة من الاقتصاد بفضل «رؤية 2030».

وقال وزير الاقتصاد فيصل الإبراهيم إنه «منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 نما اقتصادنا غير النفطي بنسبة 20 في المائة، وشهدنا زيادة بنسبة 70 في المائة في الاستثمار الخاص في القطاعات غير النفطية، ومهد ذلك للانفتاح والمشاركات الكثيرة مع الأعمال والشركات والمستثمرين».

وأشارت «موديز» إلى أن التقدم في التنويع الاقتصادي إلى جانب الإصلاحات المالية السابقة كل ذلك أدى إلى وصول «الاقتصاد والمالية الحكومية في السعودية إلى وضع أقوى يسمح لهما بتحمل صدمة كبيرة في أسعار النفط مقارنة بعام 2015».

وتوقعت «موديز» أن يكون نمو الاستهلاك الخاص «قوياً»، حيث يتضمن تصميم العديد من المشاريع الجارية، بما في ذلك تلك الضخمة «مراحل تسويق من شأنها تعزيز القدرة على جانب العرض في قطاع الخدمات، وخاصة في مجالات الضيافة والترفيه والتسلية وتجارة التجزئة والمطاعم».

وبحسب تقرير «موديز»، تشير النظرة المستقبلية «المستقرة» إلى توازن المخاطر المتعلقة بالتصنيف على المستوى العالي، مشيرة إلى أن «المزيد من التقدم في مشاريع التنويع الكبيرة قد يستقطب القطاع الخاص ويُحفّز تطوير القطاعات غير الهيدروكربونية بوتيرة أسرع مما نفترضه حالياً».

النفط

تفترض «موديز» بلوغ متوسط ​​سعر النفط 75 دولاراً للبرميل في 2025، و70 دولاراً في الفترة 2026 - 2027، بانخفاض عن متوسط ​​يبلغ نحو 82 - 83 دولاراً للبرميل في 2023 - 2024.

وترجح وكالة التصنيف تمكّن السعودية من العودة لزيادة إنتاج النفط تدريجياً بدءاً من 2025، بما يتماشى مع الإعلان الأخير لمنظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفائها «أوبك بلس».

وترى «موديز» أن «التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في المنطقة، والتي لها تأثير محدود على السعودية حتى الآن، لن تتصاعد إلى صراع عسكري واسع النطاق بين إسرائيل وإيران مع آثار جانبية قد تؤثر على قدرة المملكة على تصدير النفط أو إعاقة استثمارات القطاع الخاص التي تدعم زخم التنويع». وأشارت في الوقت نفسه إلى أن الصراع الجيوسياسي المستمر في المنطقة يمثل «خطراً على التطورات الاقتصادية على المدى القريب».

تصنيفات سابقة

تجدر الإشارة إلى أن المملكة حصلت خلال العامين الحالي والماضي على عدد من الترقيات في تصنيفها الائتماني من الوكالات العالمية، والتي تأتي انعكاساً لاستمرار جهـود المملكـة نحـو التحـول الاقتصـادي فـي ظـل الإصلاحـات الهيكليـة المتبعـة، وتبنـّي سياسـات ماليـة تسـاهم فـي المحافظـة علـى الاستدامة الماليـة وتعزز كفـاءة التخطيـط المالي وقوة ومتانة المركز المالي للمملكة. ​

ففي سبتمبر (أيلول)، عدلت «ستاندرد آند بورز» توقعاتها للمملكة العربية السعودية من «مستقرة» إلى «إيجابية» على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية. وقالت إن هذه الخطوة تعكس التوقعات بأن تؤدي الإصلاحات والاستثمارات واسعة النطاق التي تنفذها الحكومة السعودية إلى تعزيز تنمية الاقتصاد غير النفطي مع الحفاظ على استدامة المالية العامة.

وفي فبراير (شباط) الماضي، أكدت وكالة «فيتش» تصنيفها الائتماني للمملكة عند «إيه +» مع نظرة مستقبلية «مستقرة».