البرلمان العربي يدعو لوقف التدخلات الأجنبية في دول المنطقة

أقر في ختام مؤتمره الرابع بالقاهرة وثيقة للأمن والاستقرار

جانب من فعاليات المؤتمر الرابع للبرلمان العربي بالقاهرة (البرلمان العربي)
جانب من فعاليات المؤتمر الرابع للبرلمان العربي بالقاهرة (البرلمان العربي)
TT

البرلمان العربي يدعو لوقف التدخلات الأجنبية في دول المنطقة

جانب من فعاليات المؤتمر الرابع للبرلمان العربي بالقاهرة (البرلمان العربي)
جانب من فعاليات المؤتمر الرابع للبرلمان العربي بالقاهرة (البرلمان العربي)

أقر المؤتمر الرابع للبرلمان العربي، ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية، في ختام اجتماعه أمس بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة، وثيقة تحت عنوان «رؤية برلمانية لتحقيق الأمن والاستقرار والنهوض بالواقع العربي الراهن». وأكد رئيس البرلمان العربي، عادل بن عبد الرحمن العسومي، في مؤتمر صحافي على «ضرورة وضع استراتيجية عربية للتصدي للتدخلات الخارجية، التي تؤثر على استقرار الدول العربية»، مؤكداً أن «البرلمان العربي يؤيد الشرعية الليبية، وخطوات البرلمان الليبي لأنه ممثل الشرعية»، ومشدداً على «ضرورة انسحاب القوات الأجنبية، وإيجاد حل ليبي خالص للأزمة السياسية».
كما وصف العسومي التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية، بـ«الخطيرة»، وقال إنها «تتنافى مع الأعراف والقوانين الدولية، وتدعم الإرهاب في كثير من المناطق»، مطالباً «بوضع خطة عربية متكاملة لمواجهة هذا الخطر».
وتتضمن الوثيقة، التي أعدها البرلمان العربي، رؤية عربية تجاه مختلف القضايا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأزمات في اليمن وليبيا والسودان والصومال ولبنان، والحد من التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية، وسبل مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وقضايا الأمن المائي والنووي. إضافة إلى تمكين المرأة والشباب، وتطوير التعليم، وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة، والاستثمار في التكنولوجيا الحديثة واستشراف المستقبل. وقال رئيس البرلمان العربي إن «تراجع الدور العربي في حل الأزمات، التي تواجه المنطقة، أوجد فراغاً استغلته التنظيمات الإرهابية والطائفية، والأطراف الإقليمية والدولية، للسيطرة على مقدرات شعوبنا، والزج بها في صراعات طائفية وعرقية»، مبرزاً أن «الأزمات والصراعات في اليمن وسوريا وليبيا والسودان والصومال ولبنان، أدت إلى تحويل الملايين من أبنائنا إلى نازحين داخل بلدانهم، ولاجئين في الدول الأخرى، إضافة إلى استمرار نزيف الدم العربي على أيدي الميليشيات الطائفية المسلحة، والتنظيمات الإرهابية، التي وجدت بيئة خصبة لنشر فكرها المتطرف». كما أشار إلى «خطورة الإرهاب والفكر المتطرف على بقاء الدولة الوطنية ومؤسساتها».
في سياق ذلك، حذر العسومي من «تصاعد الجرائم الإلكترونية، التي تهدد الاقتصاد الرقمي والبنية التحتية الحيوية في الدول العربية»، مشيراً إلى أن البرلمان العربي «يعتزم تنظيم أول مؤتمر برلماني حول حماية وتعزيز الأمن السيبراني في العالم العربي، بالشراكة مع عدد من المؤسسات العربية والدولية».
كما أكد رئيس البرلمان العربي أن القضية الفلسطينية «هي القضية المركزية الأولى، كونها تمثل قضية الحق والعدل في مواجهة الظلم والطغيان»، مشيراً إلى أن «هذه القضية لا تزال عصية على الحل، بسبب تعنت سلطات الاحتلال، وعدم وجود موقف دولي ضاغط لتطبيق قرارات الشرعية الدولية»، وطالب «المجتمع الدولي، وخصوصاً الأمم المتحدة وأجهزتها المعنية، بتحمل مسؤوليتها السياسية والقانونية والأخلاقية للتوصل إلى حل عادل وشامل، يعيد الحقوق إلى أصحابها، وينهي الاحتلال على كامل الأراضي الفلسطينية».
وعقدت اجتماعات المؤتمر الرابع لرؤساء المجالس والبرلمان العربية، برئاسة العسومي، ومشاركة الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، وسط حضور لافت وكبير من رؤساء المجالس والبرلمانات العربية والوفود المرافقة لهم.
وفي كلمته للحضور أكد أبو الغيط «أهمية البرلمان العربي، باعتباره تجسيداً لركن جوهري في منظومة العمل العربي المشترك، تمثل صوت الشعوب العربية»، مضيفاً أن التحديات التي تواجه الدول العربية «تفرض علينا التيقظ والانتباه لمخططات، تستهدف تقسيم المجتمعات على أساس طائفي، أو عرقي أو ديني أو مناطقي». وأوضح أنه «يتعين على البرلمان العربي أن يستمر في التعبير عن صوت الشعوب في رفض الإرهاب بكافة ألوانه وتجلياته، بحيث تصل هذه الرسالة أيضاً إلى أصدقائنا عبر العالم ليعرفوا أن الغالبية العظمى من شعوبنا تتبرأ من الفكر المتطرف والتكفيري، وترفض جماعات القتل باسم الدين».
بدوره، قال رئيس مجلس النواب المصري، المستشار حنفي جبالي، إن «العالم العربي يمر بمنعطف خطير، يفرض علينا أن نكون على قدر المسؤولية في تلك المرحلة الفارقة من تاريخ أمتنا العربية»، مؤكداً أن «استقرار المنطقة العربية مرهون بالأساس بالوصول لتسوية شاملة وعادلة ودائمة للقضية الفلسطينية»، وأن «تفشي الإرهاب يحمل تداعيات غاية في الخطورة على الأمن القومي العربي، ما يتطلب صياغة رؤية عربية لمكافحة الإرهاب تعالج الأسباب الحقيقة وراء انتشاره». وعقد المؤتمر الرابع لمناقشة الوثيقة، التي أعدها البرلمان العربي، تحت عنوان «رؤية برلمانية لتحقيق الأمن والاستقرار والنهوض بالواقع العربي الراهن»، تمهيداً لرفعها إلى القمة العربية المقبلة على مستوى القادة، وتتضمن الوثيقة رؤية عربية برلمانية للتصدي لما تواجهه الأمة العربية من تحديات، خصوصاً الإرهاب والتطرف.


مقالات ذات صلة

إردوغان: دمشق هدف فصائل المعارضة ونأمل استكمال مسيرتها دون مشكلات

المشرق العربي إردوغان متحدثاً عن التطورات في سوريا في إسطنبول الجمعة (إعلام تركي)

إردوغان: دمشق هدف فصائل المعارضة ونأمل استكمال مسيرتها دون مشكلات

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن إدلب وحماة وحمص أصبحت بيد فصائل المعارضة السورية، وإن هدف المعارضة بالطبع هو دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
خاص نازحون فروا من ريف حلب يركبون سيارة تحمل أمتعتهم بجوار إشارة طريق في حلب (رويترز)

خاص ما حدود الدعم العربي لسوريا بمواجهة الفصائل المسلحة؟

اتصالات عربية مع دمشق تتواصل بشأن التطورات الميدانية في شمال سوريا، كان أحدثها مناقشات وزيري الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره السوري بسام صباغ.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد جانب من اجتماع المجلس الوزاري العربي للكهرباء في القاهرة (الجامعة العربية)

«الجامعة العربية» تطلق «السوق المشتركة للكهرباء» لتعزيز الإمدادات وخفض التكاليف

بهدف تعزيز الإمدادات وخفض التكاليف، أطلقت جامعة الدول العربية، الاثنين، «السوق العربية المشتركة للكهرباء»، عبر اتفاقية وقعتها 11 دولة، بينها السعودية ومصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

أكدت تركيا أن هدف إسرائيل الرئيسي من ضرب حركة «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان هو جعل الفلسطينيين غير قادرين على العيش في أرضهم وإجبارهم على الهجرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية (الجامعة)

أبو الغيط: الموقف الأميركي «ضوء أخضر» لاستمرار «الحملة الدموية» الإسرائيلية

استنكر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، الخميس، استخدام الولايات المتحدة «الفيتو» لعرقلة قرار بمجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.