خسائر حوثية في معارك حجة وتقدم للجيش جنوب مأرب

TT

خسائر حوثية في معارك حجة وتقدم للجيش جنوب مأرب

تكبّدت الميليشيات الحوثية خسائر ضخمة جراء المعارك في جبهات محافظة حجة، شمال غربي اليمن، بالتزامن مع تقدم للجيش في جنوبي مأرب، واكبه إسناد جوي لمقاتلات تحالف دعم الشرعية.
وفي الوقت الذي تواصل فيه الميليشيات حشد الآلاف من عناصرها للدفع بهم نحو جبهات القتال، قال الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبر نت) إن معارك هي الأعنف تواصلت، أمس (السبت)، مع الميليشيات الحوثية في محافظة حجة.
وبحسب «سبتمبر نت»، شهدت مختلف الجبهات القتالية في جبهة حرض معارك عنيفة، إثر هجمات للجيش تكبّدت خلالها ميليشيا الحوثي خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، علاوة على وقوع العشرات من عناصرها في قبضة الجيش.
وتمكّنت قوات الجيش اليمني من استعادة أسلحة خفيفة ومتوسطة، وكميات كبيرة من الذخائر المتنوعة من قبضة الميليشيا، بالإضافة إلى تدمير مدفع هاون بقصف مركز.
وتزامنت المعارك مع سلسلة غارات جوية استهدفت عدة مواقع وتعزيزات للميليشيا الحوثية، على امتداد الجبهات القتالية في مديريات حرض وعبس وحيران، أدت إلى تدمير دبابة وعربات ومصرع عشرات الحوثيين.
وأكدت المصادر العسكرية أن دفاعات الجيش اليمني تمكنت من إسقاط طائرتين مسيّرتين للميليشيا الحوثية، ليرتفع إجمالي الطائرات المسيّرة التي تم إسقاطها إلى 11 طائرة خلال 24 ساعة.
وفي محافظة مأرب، أفادت المصادر العسكرية بتواصل عمليات الجيش والمقاومة الشعبية في الجبهة الجنوبية، حيث أحرزت القوات مكاسب ميدانية، وكبّدت الميليشيا عشرات القتلى والجرحى ودمرت آليات مختلفة تابعة لها.
ونقل موقع الجيش اليمني عن قائد جبهة الجوبة، قائد اللواء 143 مشاة العميد الركن ذياب عبد الواحد القبلي نمران، قوله «إن قوات الجيش والمقاومة خاضت معارك شرسة متزامنة مع قصف مدفعي وجوي استهدف تعزيزات وتجمعات الميليشيا»، وإنها حررت مواقع عسكرية استراتيجية، قريبة من جبال ملعاء الاستراتيجية، أهمها العروق الرملية المحاذية، لجبل الفليحة وقرون البور.
وبحسب القائد العسكري اليمني، فإن «الانتصارات والتقدمات الميدانية على امتداد مسرح العمليات العسكرية في جبهات مأرب الجنوبية ستستمر لتحرير مركز مديرية الجوبة».
وأوضح نمران أن «قوات الجيش والمقاومة، بعد تحريرها جبل الفليحة والعروق الرملية المحاذية له، تكون قد ضيقّت الخناق، وقطعت خطوط الإمداد كلياً، على ميليشيا الحوثي في معسكر أم ريش التدريبي، تمهيداً لاستعادته، كما تمكنت من تطهير مواقع عسكرية استراتيجية».
على صعيد آخر، ذكرت المصادر اليمنية الرسمية أن ثلاثة أطفال في مديرية حريب، في محافظة مأرب، أصيبوا في قصف شنّته ميليشيات الحوثي باستخدام طائرة مفخخة استهدفت مدرسة في أثناء خروج الطلاب منها.
وأوردت وكالة «سبأ» عن مصادر محلية قولها «إن ميليشيات الحوثي الإرهابية استهدفت مدرسة الوحدة في منطقة جراذا بطائرة مفخخة أطلقتها عند خروج الطلاب من المدرسة، وأدى انفجارها إلى إصابة الأطفال علي بن ناجي القيسي (12 عاماً) ومهند مبارك العقيلي (11 عاماً) وحمدان زايد القيسي (11 عاماً) بإصابات بالغة، نُقلوا على أثرها إلى مستشفى عتق في محافظة شبوة لتلقي العلاج».
في غضون ذلك، طالب وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، بموقف دولي من استمرار ميليشيا الحوثي في محاولات استهداف السفن التجارية، بإشراف وتخطيط وتسليح الحرس الثوري الإيراني‏.
وقال الإرياني في تصريحات رسمية: «إن استمرار تلك المحاولات نتيجة طبيعية لحالة الصمت الدولي وغض الطرف عن أنشطتها المهددة لأمن وسلامة خطوط الملاحة والتجارة العالمية في البحر الأحمر وباب المندب».
وأضاف الإرياني قائلاً: «تعتبر الميليشيات حالة الصمت والتجاهل الدولي إزاء ما ترتكبه من جرائم وانتهاكات وأنشطة إرهابية ضوءاً أخضر لمزيد من التصعيد».
واتهم النظام في طهران بأنه «يدير ويوجه تلك الأنشطة الإرهابية لاستعراض أدواته في المنطقة، وقدراته على زعزعة الأمن والاستقرار، وتهديد المصالح الدولية‏».
ودعا الإرياني «المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن والمبعوثين الأممي والأميركي إلى إدانة واضحة للأنشطة الإرهابية التي تنفذها ميليشيا الحوثي انطلاقاً من ميناء الحديدة، والقيام بمسؤولياتهما في التصدي لها، والعمل على إدراجها ضمن قوائم الإرهاب، وملاحقة ومحاكمة قياداتها في المحاكم الدولية».
وكان تحالف دعم الشرعية في اليمن أفاد، أول من أمس (الجمعة)، بأنه دمر زورقاً مفخخاً تابعاً للميليشيات الحوثية في جنوب البحر الأحمر، وأوضح أن الميليشيات استخدمت ميناء الحديدة لإطلاق الزورق المفخخ، مؤكداً في الوقت نفسه أن استخدام الحوثيين لميناء الحديدة عسكرياً يهدد حرية الملاحة والتجارة العالمية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».