الفلسطينيون يرحبون بحكم يفرّق بين الصهيونية واليهود

اتخذته «الدستورية» في جنوب أفريقيا

TT

الفلسطينيون يرحبون بحكم يفرّق بين الصهيونية واليهود

رحب الفلسطينيون بقرار محكمة في جنوب أفريقيا، يقضي بأن «معاداة الصهيونية ليست معاداة للسامية»، وأن انتقاد الصهيونية لا يعد انتقاداً لليهود.
وقال رئيس مكتب العلاقات الدولية في حركة «حماس» موسى أبو مرزوق، في بيان أصدره السبت: «نرحب بالقرار التاريخي الصادر عن المحكمة الدستورية في جنوب أفريقيا، الذي يؤكد أن معاداة الصهيونية ليست معاداة للسامية، وأن انتقاد الصهيونية لا يعتبر انتقاداً لليهود». وأضاف: «القرار يشكّل دعماً قانونياً وإسناداً سياسياً لمناهضي الاحتلال الصهيوني لأراضينا الفلسطينية المحتلة؛ بعد أن أمضى الاحتلال عقوداً يمارس ابتزازه على الدول والقوى الرافضة له، في ربط أي انتقاد له بمعاداة السامية».
وعد أبو مرزوق القرار القضائي بمثابة دفعة قوية وتشجيع لباقي الجهات القضائية حول العالم، لإصدار أحكام قانونية، واتخاذ خطوات قضائية شبيهة. وتابع: «هذه القرارات من شأنها تضييق الخناق على الاحتلال الصهيوني الذي يسعى للحيلولة دون ممارسة الشعب الفلسطيني لحقه في تقرير المصير، والتحرير والعودة، وفق ما قررته الشرائع الدولية وتقارير الأمم المتحدة».
كما ثمّنت «الجبهة الشعبية» قرار المحكمة الدستورية في جنوب أفريقيا. وقالت إنه «يمثل نقلة نوعية في اهتمام القضاء العالمي بمشروعية النضال ضد الصهيونية، وعدم صدقية الرواية الصهيونية بشأن طابعها، وتفنيداً لما تقوم به وعليه من أفكار عنصرية فاشية، وتلاحق من خلالها منتقدي الاحتلال، في محاولة للتغطية على سياسته العنصرية وجرائمه اليومية بحق الشعب الفلسطيني».
وأضافت أن «هذا القرار قد يشكل دفعاً معنوياً لدوائر القضاء العالمية لاتخاذ الموقف ذاته من الصهيونية كحركة عنصرية».
وكانت المحكمة الدستورية بجنوب أفريقيا، قد أصدرت الأربعاء حكماً في قضية رفعتها لجنة حقوق الإنسان في جنوب أفريقيا (غير حكومية) نيابة عن مجلس الوكلاء اليهودي في جنوب أفريقيا، ضد التعليقات التي أدلى بها عام 2009 سكرتير العلاقات الدولية السابق في الاتحاد العام لنقابات العمال، بونجاني ماسوكا، وعدّته غير مذنب.
ونص الحكم القضائي الأفريقي على أن «مصطلحي اليهودية والصهيونية ليسا مترادفين، وأن معاداة الصهيونية ليست معاداة للسامية، وأن هناك فروقاً دقيقة بين المصطلحين».
ووجدت المحكمة أنه من بين 4 تعليقات كانت موضع الخلاف، استوفى واحد منها فقط معايير خطاب الكراهية.
وتم اعتبار ماسوكا غير مذنب بخطاب الكراهية، بسبب التعليقات الثلاثة الأخرى التي تم الإدلاء بها تحت استفزاز شديد، خلال اجتماع عام لحملة التضامن مع فلسطين في جامعة فيتس في جوهانسبرغ؛ حيث كان ماسوكا، وفقاً للمحكمة «خاضعاً لمضايقات شديدة من الأشخاص الذين عارضوا خطابه».
وكانت وزارة الخارجية الفلسطينية قد وصفت القرار بالتاريخي المهم. وقالت إن القرار يشكل «حالة متقدمة وجب أخذها كسابقة مهمة من قبل بقية المحاكم الدستورية التي قد تجد نفسها مضطرة في أي وقت للوقوف أمام مثل هذا التحدي، والالتزام بالقوة والشفافية ومواجهة التنمر والتهديد الصهيوني في حماية دولة الاحتلال، وما تقوم به من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، على اعتبار أن ذلك معاداة للسامية».
وحيّت الخارجية «الشجاعة التي تحلت بها المحكمة الدستورية باتخاذ هذا القرار الذي يوفر الحماية والحرية لكل مواطن في أي مكان، ويكفل له الحق في انتقاد إسرائيل، دولة الاحتلال، على ما تقوم به من جرائم بحق الشعب الفلسطيني».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».