حقيبة يد الرجل.. الدجاجة التي تبيض ذهبًا

متطلبات الحياة العصرية وتصاميم البدلات الضيقة فرضتها على السوق

من عرض «فندي» FENDI  ... الحقيبة الرجالية كما ظهرت في عرض جيورجيو أرماني Giorgio Armani  ... حقيبة تحمل على الكتف من «غوتشي» Gucci ...  الألوان الطبيعية كانت قوية في عرض «بربيري برورسم» Burberry Prorsum ... من عرض «سالفاتوري فيراغامو» ... حقيبة رياضية تحمل وراء الظهر أو باليد من «سالفاتوري فيراغامو» ... حقيبة من «سالفاتوري فيراغامو»
من عرض «فندي» FENDI ... الحقيبة الرجالية كما ظهرت في عرض جيورجيو أرماني Giorgio Armani ... حقيبة تحمل على الكتف من «غوتشي» Gucci ... الألوان الطبيعية كانت قوية في عرض «بربيري برورسم» Burberry Prorsum ... من عرض «سالفاتوري فيراغامو» ... حقيبة رياضية تحمل وراء الظهر أو باليد من «سالفاتوري فيراغامو» ... حقيبة من «سالفاتوري فيراغامو»
TT

حقيبة يد الرجل.. الدجاجة التي تبيض ذهبًا

من عرض «فندي» FENDI  ... الحقيبة الرجالية كما ظهرت في عرض جيورجيو أرماني Giorgio Armani  ... حقيبة تحمل على الكتف من «غوتشي» Gucci ...  الألوان الطبيعية كانت قوية في عرض «بربيري برورسم» Burberry Prorsum ... من عرض «سالفاتوري فيراغامو» ... حقيبة رياضية تحمل وراء الظهر أو باليد من «سالفاتوري فيراغامو» ... حقيبة من «سالفاتوري فيراغامو»
من عرض «فندي» FENDI ... الحقيبة الرجالية كما ظهرت في عرض جيورجيو أرماني Giorgio Armani ... حقيبة تحمل على الكتف من «غوتشي» Gucci ... الألوان الطبيعية كانت قوية في عرض «بربيري برورسم» Burberry Prorsum ... من عرض «سالفاتوري فيراغامو» ... حقيبة رياضية تحمل وراء الظهر أو باليد من «سالفاتوري فيراغامو» ... حقيبة من «سالفاتوري فيراغامو»

هناك لقطة شهيرة وطريفة في مسلسل «الأصدقاء» (فراندس) يظهر فيها جوي تريبياني، أحد الأبطال وهو يحمل حقيبة يد أعارتها له رايتشل التي كانت تعمل في محلات «بلوميندايلز» لكي يعكس شخصية عصرية خلال مقابلة عمل. الحقيبة في المقابل، كان لها مفعول عكسي حيث جلبت له الكثير من المتاعب والمواقف المضحكة. في آخر الحلقة يتخلص منها على مضض، عندما تقنعه رايتشل بأن عالم الرجل غير مستعد لحقيبة يد بعد. لكن شتان بين عام 1999 وعام 2015. فاليوم أصبحت الحقيبة جزءا لا يتجزأ من إكسسوارات الرجل، لا يستغني عنها أيا كان أسلوبه، وكأنه يرد الصاع للمرأة التي سرقت منه الكثير من الأشياء على مستوى الموضة، من التايور إلى التوكسيدو وقماش التويد والجيرسيه وغيرها. لم يُقصر بدوره، فقد سرق منها مؤخرا الكثير، من ضفائر الشعر التي ظهر بها المغني والممثل جارد ليتو في حفل الغولدن غلوب الأخير، إلى الـ«شورتات» القصيرة التي طالعتنا في الكثير من العروض، والبنطلونات الضيقة والمفصلة التي تظهر من تحتها الجوارب الملونة، وطبعا حقائب اليد. فالتصاميم التي تقدمها له بيوت الأزياء في هذا المجال توازي، إن لم تنافس، ما تقدمه لها من حيث الألوان والخامات وغيرها. ورغم هذه الألوان والخامات التي كانت حكرا على الجنس الناعم، فإن الرجل العصري لا يتحرج منها ويُقبل عليها إقبال العطشان، لا سيما بعد ظهور نجوم من أمثال لاعب الكرة البريطاني ديفيد بيكام والمغني كيني ويست والنجم براد بيت وغيرهم بها. واللافت أيضا أن الإقبال عليها لم يعد يقتصر على تصاميم معينة تخاطب رجولته بالمفهوم التقليدي، مثل الحقائب ذات التصميم المستوحى من حقائب الأطباء أو حقيبة السفر بنسخ مصغرة، بل أصبحت تشمل كل ما يخطر على البال، من التي تعلق على الكتف أو خلف الظهر إلى التي تحمل باليد بمسكات أو تحت الإبط. فكل بيوت الأزياء تطرحها الآن كتحصيل حاصل في عروضهم الرجالية، بعد بداية خجولة لم تكتسب الجرأة والثقة إلا بعد تحرر الموضة من الكثير من التابوهات الاجتماعية والثقافية التي كبلت الرجل قديما وحدت من خياراته.
أرقام المبيعات حاليا تشير إلى أن أرباح الحقائب الرجالية تضاعفت، فمن بين كل 5 حقائب مترفة بيعت هذا العام كانت واحدة منها خاصة بالرجل، حسب شركة «يورو مونيتور» المتخصصة في أبحاث السوق وتحولاته. وحسب دراسة مماثلة قامت بها شركة «ذي إن.بي.دي غروب» فإن هذه المبيعات ارتفعت في عام 2014 بنسبة 35 في المائة، مما يؤكد أنها الدجاجة التي تبيض ذهبا وتحقق نحو 6 مليارات دولار أميركي في السنة، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الجنس الخشن يفضل ويُقبل على المترف منها.
وكان من الطبيعي أن يستغل المصممون هذا الإقبال بتقديم كل ما غلى ثمنه، مثل ستيفانو بيلاتي، مصمم «زيغنا» الذي قدم حقيبة حصرية من الجلد الطبيعي في محلات «هارودز» اللندنية بسعر 2.165 جنيه إسترليني، وأخرى من جلد التمساح بسعر 24.765 جنيه إسترليني. بدوره أعاد المصمم جي.دبليو أندرسون، مصمم دار «لويفي» الإسبانية صياغة حقيبة «أمازونا» الأيقونية وأهداها للرجل بسعر يقدر بـ2.150 وتتوفر في موقع «مستر بورتر». أما «مالبوري» فتوجهت لرجل الأعمال من خلال حقيبة «ماثيو 24 أور باغ» بجلد العجل الناعم بسعر 1.600 جنيه إسترليني، بتصميم محفظة الأوراق الكلاسيكية، إلا أنها بعيدة كل البعد عن الكلاسيكية، وتناسب كل الأوقات. هذه الأسعار تعطي فكرة عن العينة التي تقبل على هذه الحقائب، رغم أننا لو سألنا أي رجل شاب عن سبب إقباله عليها، لكان رده أنه اكتشف مدى عمليتها، وكيف أنها تحرر جيوبه من الكثير من الأشياء التي يحتاجها مثل محفظة النقود والمفاتيح والهاتف الجوال والآيباد وغيرها، كما تحافظ على مظهر بدلته أنيقا من دون انتفاخات هنا وهناك. إضافة إلى هذه العملية، فإنها أيضا تمنحه جرعة قوية من الحيوية والعصرية عندما تكون بتصميم مناسب، وهذا ما ارتقى بها من إكسسوار كمالي إلى إكسسوار لا يتجزأ من مظهره العام.
أما كيف تطورت من مادة دسمة للتفكه والسخرية إلى قطعة مقبولة اجتماعيا، بل وضرورة من ضرورات الموضة، فـ«بالتدريج» حسب قول المصمم كريستوفر رايبورن، مضيفا أن واقع الحياة حاليا يفرضها. فالرجل يحمل أغراضا أكثر، لا تستوعبها جيوبه أو حتى محفظة صغيرة، مثل الآيباد والهاتف الجوال، فضلا عن ظهور موجة التصاميم الـ«سبور» التي تستغني عن الجيوب أساسا، أو موجة الروك آند رول التي تعانق التصاميم الضيقة جدا. المهم حسب رأي معظم الخبراء أن يختارها الرجل بشكل يناسب أسلوب حياته وشخصيته، حتى تمنحه الثقة ولا تشعره بالحرج.

همسات جانبية

*إذا كنت تميل إلى الأزياء الهادئة البعيدة عن الاستعراض، مثلا، فإن التصميم الرياضي والعملي هو الخيار المفضل، مثل تلك التي تعلق على الكتف أو خلف الظهر.
*إذا كنت تميل إلى المظهر الداندي والشبابي، فيمكنك اختيارها على شكل محفظة كبيرة ومسطحة تتأبطها.
*الحقيبة التي تحمل بمسكة يد قد تكون الوحيدة التي يمكن أن تطرح علامة استفهام لأنها لا تناسب الكل في حال لم تكن بتصميم كلاسيكي، مثل ذلك المستوحى من حقائب الأطباء القديمة، وهي في هذه الحالة تعكس مظهرا رسميا وعصريا في الوقت ذاته.
* المهم أن تختارها بلون طبيعي هادئ، وبتصميم يناسب أسلوبك الخاص وأخيرا وليس آخرا أن تكون بحجم يخلق توازنا مع جسمك، بمعنى أن الحقيبة الصغيرة لا تناسب الرجل الطويل، والعكس صحيح.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.