تدرس المفوضية الأوروبية حالياً سبل تكوين مخزونات استراتيجية من الغاز الطبيعي استعداداً لفصل الشتاء المقبل، بعد أن أدى نقص الإمدادات خلال الفترة الماضية إلى ارتفاع أسعار الطاقة لمستويات قياسية وحدوث صدمة في الاقتصاد الأوروبي.
وحسب مسودة خطة اطَّلعت عليها وكالة «بلومبرغ»، فإن المفوضية، وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، تعتزم اقتراح حوافز والتزامات لضمان وجود كميات كافية من الغاز الطبيعي في إطار خطة تستهدف «أمن واستقرار إمدادات الطاقة بأسعار محتملة».
وحسب المسودة المنتظر تقديمها خلال الشهر المقبل، ستكون هناك التزامات على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بامتلاك حد أدنى من مخزونات الغاز بحلول 30 سبتمبر (أيلول) من كل عام.
ويُذكر أن نقص مخزونات الغاز الطبيعي حالياً عزز التوقعات باستمرار أسعار الغاز المرتفعة في أوروبا حتى 2023 على الأقل، وهو ما يزيد الضغوط على الاتحاد الأوروبي لكي يعزز مرونة قطاع الطاقة لديه.
وفي سياق على صلة بالأزمة الأوروبية، قالت ثلاثة مصادر بقطاع الغاز في قطر إن صادرات الغاز الطبيعي المسال من وحدة تسييل الغاز في راس لفان تراجعت خلال الأيام القليلة الماضية بسبب تعطل اثنين من خطوط الإنتاج الضخمة بالمنشأة.
وتواصلت الولايات المتحدة مؤخراً مع قطر، أحد أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم، لإعادة توجيه بعض إمدادات الغاز إلى أوروبا في حال هاجمت روسيا أوكرانيا وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على موسكو.
وقال محللون في «رفينيتيف» إن أسواق الغاز والغاز الطبيعي المسال ربما لا تزال تنظر في الآثار المترتبة على نبأ تعطل الإنتاج في قطر واحتمال انخفاض شحنات الغاز الطبيعي المسال الواصلة إلى المرافئ البريطانية في مارس (آذار).
وقال أولوميديه أجايي، وهو محلل بارز لسوق الغاز المسال، إن بيانات متوسط تدفقات صادرات الغاز الطبيعي المسال اليومية من «رفينيتيف» أظهرت أن كميات التحميل انخفضت خلال الأسبوع الأخير. وقال مصدران إن خطَّي الإنتاج 6 و7 في المنشأة خارج الخدمة، دون إضافة تفاصيل عن سبب التعطل. وتوقع مصدر آخر أن يستمر توقف الخط 6 عن العمل حتى أوائل مارس، مضيفاً أن ذلك بسبب صيانة دورية.
وتبلغ طاقة إنتاج كل خط 7.8 مليون طن سنوياً. ولم تَردّ شركة قطر للطاقة على طلب للتعليق عندما اتصلت بها «رويترز» بعد ساعات العمل الرسمية وقبل عطلة نهاية الأسبوع في الخليج. ولم يتضح سبب تعطل الخط رقم 7. وقال محللون إنه ليس الوقت المعتاد للصيانة الدورية التي تجري عادةً بين نهاية الشتاء وبداية الصيف.
ومعظم إنتاج قطر مقيّد بعقود طويلة الأجل مع مشترين آسيويين في الأغلب، لكنها ترسل شحنات أيضاً إلى أوروبا. وتخطط شركة قطر للطاقة لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 40% من خلال العمل على توسعة حقل الشمال، وهو مشروع من المتوقع تشغيله بحلول عام 2026.
أوروبا تستعد للشتاء المقبل بخطة لتأمين {مخزونات استراتيجية} من الغاز
أوروبا تستعد للشتاء المقبل بخطة لتأمين {مخزونات استراتيجية} من الغاز
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة