عبد الله الرويشد: ليلة في حب الكويت شعور متبادل ووقفة مع التاريخ

قال لـ «الشرق الأوسط» إن مواقع التواصل أعلت من قيمة البصري على السمعي

الفنان عبد الله الرويشد
الفنان عبد الله الرويشد
TT

عبد الله الرويشد: ليلة في حب الكويت شعور متبادل ووقفة مع التاريخ

الفنان عبد الله الرويشد
الفنان عبد الله الرويشد

قال الفنان الكويتي عبد الله الرويشد إن الاحتفال بحب الكويت في السعودية هو بمثابة حب متبادل بين البلدين، وإرث تاريخي واجتماعي يجمع الشعبين، وإن مواسم الفرح التي تشهدها الرياض، حوّلت العاصمة السعودية إلى مركز إشعاع فني وثقافي يبلغ تأثيره كامل المنطقة.
وأشار الرويشد، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إلى أنه يتمنى تكريم الشاعر الغنائي عبد اللطيف البناي والدكتور عبد الرب إدريس، في السعودية، نظير خدمتهما للفن والعمر الذي قضياه في العطاء والإنتاج الفريد والمتميز. وأكد الرويشد أن الفن الخليجي بخير، وأن تطوير شكله والأدوات الموظفة في صناعته لا يؤثر على هويته، إذا أبقى على ضوابط الجودة المتمثلة في اللحن الرشيق والمفردة الغاصة بالمعاني، وأن هذا التحدي فرضته شبكات التواصل الاجتماعي التي أعلت من قيمة البصري على السمعي، وسرّعت وتيرة الاستهلاك.
الفنان عبد الله الرويشد الذي بدأت موهبته مبكراً، وأصدر أول أعماله عام 1980 وكان من ألحان شقيقه محمد، وأعقبه أول ألبوماته بمشاركة الشاعر عبد اللطيف البناي الذي أسهم في صياغة ظهوره، وشهد مع جمهور أخذ ينمو بلا توقف، ولادة نجم خليجي عريق، ترق له الآذان وتطرب بصوته المسامع... وإلى نص الحوار:

> ينتظرك الجمهور السعودي من خلال «ليلة في حب الكويت» التي تنظمها هيئة الترفيه في السعودية للاحتفال بالعيد الوطني الكويتي...
ـ شرف عظيم أن نحتفل بمناسبة غالية في بلدنا الثاني، السعودية، التي تعيش نهضة جديدة، في ظل قيادة دؤوبة أعطت شكلاً جديداً ومؤثراً للسعودية في كامل المنطقة، وما يحدث في السعودية محل فخر واعتزاز لنا جميعاً، ومواسم الفرح والسعادة التي يقود قاطرتها رئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ، جمعت العرب جميعاً على هذه الأرض الطيبة، وجعلت منها مركزاً مشعاً بالفرح والتميز والنجاح، ودعواتنا لها بالتوفيق الدائم.
وليلة الكويت هو حب متبادل، فهي ليلة للسعودية في الوقت نفسه، منذ قال الملك فهد بن عبد العزيز كلمته التاريخية، الكويت والسعودية بلدان لا ينفصلان في مصيرهما، واحتفالنا وفرحنا واحد، ونحن مسرورون بهذه الخطوة، وبهذه المرحلة التي تعيشها السعودية.
> تجمعك علاقة شخصية وفنية كبيرة مع الشاعر عبد اللطيف البناي، برأيك، هل نال ما يستحقه من تكريم لمسيرته؟
ـ الشاعر عبد اللطيف البناي له فضل في انتشار عبد الله الرويشد في الوطن العربي، وقد جرى تكريمه في الكويت من الديوان الأميري والشعب الكويتي، وأنا على المستوى الشخصي أتمنى أن يحظى بتكريم في السعودية، مثل ذلك الذي حصل عليه وباستحقاق الفنان الكويتي عبد الكريم عبد القادر، والبناي أعطى خمسة عقود من عمره لخدمة الأغنية العاطفية والوطنية.
والأمر نفسه للدكتور عبد الرب إدريس، الذي بذل الكثير من العطاء الفني، والإبداع للأغنية الخليجية، وأتمنى أن يتم تكريمهما في السعودية.
> دائماً ما تشير في أحاديثك إلى دور المفردة في بناء الأغنية الناجحة والذائعة، مَن مِن الشعراء اليوم يمثلون رواد الكلمة المغناة التي تلامس القلوب؟
ـ الكلمة ثمينة، وقيمتها كبيرة في الرفع من مستوى وجودة الحالة الغنائية، أسماء مثل الأمير بدر بن عبد المحسن بتجربته العريضة ومفرداته المبدعة، وفتحية عجلان من البحرين، البسيطة في شخصيتها، والأنيقة في إنتاجها وتفكيرها، وعبد اللطيف البناي الذي لا يشق له غبار في مسرح المفردة الأنيقة، والشاعر علي مساعد الذي يعطي للشعر مكانته اللائقة، وكل أغنياته ناجحة.
وفي الأجيال الجديدة، قد تجد (شويعراً) ولا تجد شاعراً، والكلمة الرفيعة أصبحت شحيحة خليجياً في الوقت المعاصر، ويندر أن تجد في غير الشعراء المخضرمين، من يكتب الكلمة المناسبة التي ترتقي إلى تجربة الأعمال الكبيرة.
ولا أعرف جواباً لهذا السؤال ولا تفسيراً لذلك، ولكن قد تبوء الأغنية السريعة بهذا الذنب، الأغاني الجديدة التي تعتمد على الكلمة الخفيفة والإيقاع السريع، تجد لها رواجاً بين سامعيها، بينما تراجع حضور الأغنية المكبلهة إلا في حدود ضيقة، عند أفراد معدودين، مثل محمد عبده وعبادي الجوهر وعبد الله الرويشد وخالد الشيخ، ما زالوا يحتفظون بالأغنية المكبلهة.
> قياساً إلى ذلك، هل الفن الخليجي بخير؟
ـ طبعاً بخير، بل أصبحت الأغنية الخليجية مرغوبة، بالتزامن مع النهضة التي تعيشها دول الخليج في المجالات كافة.
> أنت منفتح على تجديد هوية الأغنية الخليجية، من ناحية التوزيع وابتكار مزيج جديد في كل مرحلة، هل هذا يخصب الأغنية أم يفقدها هويتها الأصيلة؟
ـ بالعكس هذا يجددها، ويبث فيها روحاً ودماء جديدة، ومن الضروري للشخص أن يعيد ابتكار تجربته، كان جيل الكبار يسجل في القاهرة ويتأثر بالروح الفنية السائدة فيها، الآن هناك مسارات جديدة، وأنا آخر تجربة خضتها، كانت تسجيل أغنية في أرمينيا، مع موسيقيين أجانب، والتجديد ضرورة للاستمرار والحيوية.
> هل يواجه الفنانون المخضرمون ممن انطلقوا في السبعينات وبعدها تحدياً لمخاطبة الأجيال الجديدة والتلاؤم مع أذواقهم، مثل استعمال المفردة ووتيرة الإيقاع؟
ـ لكل زمن فني نجومه وذوقه، لكن يبقى الرموز متوهجين، مثل محمد عبده، له قيمته ورونقه، وشعبيته تتناولها الأجيال، ويحتفظ برؤيته في اختيار اللحن والكلمات، وشكل حضوره وظهوره، وكذلك الحال مع عبادي الجوهر وعبد الكريم عبد القادر، اللذين حافظا على استمرار تألقهما، بفضل الخط الخاص بكل فنان، ومن منظور الجماهير التي تعلقت به.
> نصحت الشباب بالاجتهاد لصنع أسلوب غنائي فريد في عالم الفن، كيف يكوّن الفنان شخصيته وهويته الغنائية؟
ـ تتكوّن عبر اختيار المفردة الصحيحة التي تشق طريقها إلى قلوب الناس قبل مسامعهم، وأن يتمثل الحالة الشعرية والموسيقية التي يطرحها، ويتبناها بصدق.
> إلى أي مدى ترك الفنان عيسى الأحسائي تأثيراً على بدايات مشوارك الفني؟
ـ عيسى الأحسائي هذا بمثابة الأب الروحي للأغنية الأحسائية السعودية، وله أسلوبه الخاص وصوته الجميل، كبرنا في وسط الدوحة الغنائية التي شكلها عبر تاريخه، وهو يمثل حالة فنية فريدة وجميلة، وما زال حتى اليوم حاضراً لدى الأجيال الجديدة، وجاء الكاتب علي القحطاني بمثابة مرحلة جديدة لعيسى الأحسائي، والقحطاني صانع مفردة جميلة، ولكلماته طابع اجتماعي حميم، وأعتقد أنه لامس يوميات الناس البسطاء وتغنى بملامح حياتهم وتفاصيلها غير المنظورة، وخلقا معاً حالة فنية متكاملة دامت حتى اليوم.
> تجمعك ذكريات أثيرة مع الموسيقار عمار الشريعي، هل ترك بصمة مهمة في مسيرتك الفنية؟
ـ عمار الشريعي «ابن ناس»، وهو مفكر موسيقي، ترك بصماته في الكثير من الأعمال الفنية والسينمائية، تستطيع أن تميز العمل الذي وقع بين يدي الشريعي بسهولة، بفضل الحالة الفريدة التي صنعها واختص بها، وأنا تعرفت عليه وأصبح بمثابة الأخ، وأكن له الكثير من الاحترام، وفي كثير من الأوقات شعرت أنه واحد من أفراد عائلتي، وعند رحيله تعمدت أن أسافر إلى مسقط رأسه في المنيا، وشاركت في غسل جثمانه ودفنته في مثواه الأخير بنفسي.
> أصبحت الألبومات شحيحة، وتميل إلى الـ«ميني ألبوم»، هل هو ضعف في الإنتاج أم انسجام مع السوق العامة؟
ـ الـ«ميني ألبوم» أصبح هو الموضة اليوم، بحيث لا يتجاوز أربع أغنيات أو خمساً، في وسط زحام الإنتاجات التي نشهدها اليوم، أصبح التركيز ضرورياً، والأغنية اليوم تُرى أكثر من أن تُسمع، ومواقع التواصل الاجتماعي زادت من قوة البصري على المسموع، وسرّعت من وتيرة الاستهلاك، ويختلف الفنان المميز والمنافس في الاهتمام بالمفردة واللحن، ويصنع من خلالهما الفارق.
> ما آخر أخبار ألبومك الجديد وأبرز ملامحه وموعد طرحه؟
ـ أنا بصدد تصوير أغنيتين من الألبوم، بعد الانتهاء من تصوير اثنتين قبلهما، من ألحان خالد الشيخ وكلمات فتحية عجلان، والأخرى من كلمات خالد البذال وألحان سايد، وستكون كل أغنيات الألبوم مصورة، وسيطرح خلال عيد الأضحى المقبل إن شاء الله.



نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})
تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})
TT

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})
تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وحققت مشاهدات لافتة عبر قناتها الخاصة على موقع «يوتيوب».

وأكدت نسمة في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها بصدد إصدار أغنيات جديدة في بداية العام المقبل، إلى جانب أعمال أخرى ستُطرح قبيل شهر رمضان المقبل، مشيرةً إلى أن الأغنيات جاهزة وبحوزتها بشكل كامل وإصدارها تباعاً للجمهور بهدف الوصول لشريحة عريضة من الجمهور قبل انشغالهم بمتابعة الأعمال الدرامية الرمضانية.

تسعى نسمة لتقديم الأغنيات الشعبية بحكاياتها اللافتة المحببة لقلوب الناس (صفحتها على {فيسبوك})

وتؤيد نسمة فكرة طرح أغنياتها الجديدة «سنغل» للوجود مع الجمهور والحضور الفني بشكل دائم، لكنها تنوي تجميعها في «ألبوم غنائي» بعد الانتهاء من إصدارها، مشيرةً إلى أنها «لا تفضل فكرة على حساب الأخرى سوء الألبوم أو السنغل، لكن ما يشغلها هو وجودها مع الناس».

وترى محجوب أن فكرة التقيد بتوقيت معين ومناسبات خاصة لطرح أعمالها لم تعد قائمة مثل السابق، حيث كان يحرص بعض صناع الفن على طرح أعمال في الأعياد، والفلانتاين وغيرها من المناسبات، لكن كسر القواعد أصبح الأهم للفت الأنظار والاهتمام، كما أن السوشيال ميديا جعلت كل شيء متاحاً أمام الناس في أي وقت.

تؤكد نسمة أن أغنيات المهرجانات ليست في قاموسها الفني ولا تستمع لها (صفحتها على {فيسبوك})

وذكرت نسمة الأسس التي تعتمدها في اختيار أعمالها، مؤكدةً أن التعايش مع اللحن والكلمة والحالة التي تصنعها الأغنية هي الأساس للتعبير الصوتي عنها بكل سعادة ومشاعر بغضّ النظر عن كون الأغنية شبابية أو طربية أو غير ذلك.

وأوضحت نسمة أن العلاقة بينها وبين دار الأوبرا المصرية كبيرة وممتدة منذ سنوات طويلة، لافتةً إلى أنها تحب مقابلة جمهورها، وتعشق الوقوف على خشبة المسارح بشكل عام، ومواجهة الناس مباشرةً والتفاعل معهم والشعور بوقع كل لحن وكلمة على مسامعهم، وتجد في ذلك متعة كبيرة وحماساً لتقديم المزيد.

ورغم حرص نسمة على طرح أغنيات سنغل بشكل متتالٍ لضمان الانتشار الجماهيري؛ فإنها ترى أن الحفلات التي تشارك في إحيائها هي الأساس الذي ينعش المشاهدات.

تعشق نسمة الوقوف على خشبة المسارح ومواجهة الناس مباشرة والتفاعل معهم (صفحتها على {فيسبوك})

«إن التعايش مع اللحن والكلمة والحالة التي تصنعها الأغنية هو الأساس للتعبير الصوتي عنها»

وكشفت نسمة عن أنها تحب المسرح الغنائي، وخاضت تجربة التمثيل بالفعل مع الفنان الراحل جلال الشرقاوي عبر مسرحية «دنيا حبيبتي»، لكنها أكدت أن التجربة لم تكن سهلة بل استحوذت على وقت وجهد وتحضيرات مسبقة وساعات عمل طويلة، لافتةً إلى أن «المسرح يحدّ من المشاركة في الفعاليات الفنية الأخرى على غرار طرح الأغاني، وإحياء الحفلات»، مؤكدةً أن الفنان كي يقدم ما يحلو له يحتاج إلى التفرغ حتى يخرج العمل بشكل متقن.

وتكتفي نسمة خلال الوقت الحالي بطرح أغنيات «سنغل» إلى جانب حفلاتها الغنائية، نظراً إلى ارتباطاتها الشخصية واحتياج أسرتها إلى وجودها، لكنها أكدت أن فكرة التمثيل في مسلسلات درامية أيضاً مطروحة على جدول أعمالها، لكنها تحب تقديم ألحان وكلمات مرتبطة بهذه المسلسلات عبر قصة مثيرة ولقطات مرئية تدعم تفاصيل العمل بصوتها، مثل الشارات والأغنيات الداخلية التي يجري توظيفها خلفيةً للمشاهد.

وتشير نسمة إلى أن فكرة التمثيل إلى جانب الغناء في عمل فني أيضاً واردة، لكن في حالة ملاءمة الشخصية لها ولما تقدمه، لكنها لا تسعى للحضور بالتمثيل لمجرد الرغبة في الظهور، ولم تُعرض عليها شخصية تمثيلية جاذبة تحمّسها لخوض التجربة.

وتطمح نسمة لتقديم السيرة الذاتية لعدد من نجمات الغناء في عمل درامي من بينهن: وردة، وأسمهان، وماجدة الرومي، والأخيرة تعشقها نسمة كثيراً وتؤكد «أنها تستحق تقديم سيرتها الذاتية للناس».

وترحب نسمة بتقديم ديو غنائي مع عدد من نجوم الفن من بينهم: شيرين، ومحمود العسيلي، وأصالة، وعزيز مرقة، وكذلك المشاركة في أغنيات مع فرق غنائية مثل «شارموفوز، و«مسار إجباري»، و«كايروكي»، كما كشفت عن تفضيلها الاستماع إلى الأعمال الغربية، مشيرةً إلى أن أغنيات المهرجانات ليست في قاموسها الفني ولا تستمع إليها ولن تقدمها يوماً ما، لكنها في الوقت نفسه تحب الأغنيات الشعبية وحكاياتها اللافتة والمحبَّبة إلى قلوب الناس وتسعى لتقديمها.