«مالك» و«كوري» و«دادلي» و«يونيس»... كيف يتم اختيار أسماء العواصف؟

«مالك» و«كوري» و«دادلي» و«يونيس»... كيف يتم اختيار أسماء العواصف؟
TT

«مالك» و«كوري» و«دادلي» و«يونيس»... كيف يتم اختيار أسماء العواصف؟

«مالك» و«كوري» و«دادلي» و«يونيس»... كيف يتم اختيار أسماء العواصف؟

ضربت عواصف «مالك» و«كوري» و«دادلي» المملكة المتحدة، خلال الأسابيع والأشهر الماضية، وحان الآن وقت العاصفة «يونيس».
وقد ضربت العاصفة «دادلي» المملكة المتحدة يوم الأربعاء الماضي واستمرت حتى يوم الخميس من هذا الأسبوع، مما تسبب في اضطراب في جميع أنحاء البلاد، وترك الناس من دون كهرباء وأُلغيت رحلات القطارات وانقلبت شاحنات على الطرقات من شدة عصف الرياح. حسبما أفاد تقرير هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
ولكن كيف تحصل العواصف على أسمائها؟ إليكم كل ما تحتاجون إلى معرفته.

لماذا تسمى العواصف بأسماء؟
ثمة تفسير منطقي تماماً لتسمية العواصف بأسماء عَلَم. إنه ببساطة لجعل الناس أكثر انتباهاً عندما يكون الطقس قاسياً في الخارج، مع فكرة أنك ستسمع الاسم وستعرف أن رياحاً شديدة أو مطراً غزيراً أو ثلجاً في انتظارك خارج المنزل.
وبهذه الطريقة، سيكون الناس في وضع أفضل لمعرفة سبل الحفاظ على سلامتهم وممتلكاتهم.
ولا تزال تسمية العواصف أمراً جديداً نسبياً. إذ بدأ مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة بالقيام بذلك في عام 2015 مع زملائهم في آيرلندا ثم انضمت هولندا إليهما لاحقاً.

متى تُعطى العاصفة اسماً؟
يتم إعطاء اسم للعاصفة، عندما يُتوقع أنها ستتسبب بتأثيرات متوسطة أو عالية، أو في لغة الأحوال الجوية، عندما يكون من المحتمل أن تتسبب بتحذير ذي لون أصفر (كهرماني) أو أحمر.
وتأتي هذه التحذيرات عبر خدمة التحذير من الطقس القاسي التابعة لمكتب الأرصاد الجوية الوطني ويتم إصدارها في حالات مثل المطر الغزير والرياح الشديدة والثلج والجليد والضباب والحرارة الشديدة.

كيف يتم اختيار الأسماء؟
يطلب مكتب الأرصاد الجوية من الجمهور اقتراح أسماء محتملة ويتم نشر قائمة جديدة كل عام.
وتوضع الأسماء من الألف إلى الياء وتُنشر من أوائل سبتمبر (أيلول) إلى أواخر أغسطس (آب)، وتتشكل من أسماء مذكرة ومؤنثة، لذلك رأينا أسماء «آروين» و«بارا» و«كوري» في هذه الفترة.
وتم تقديم أكثر من 10 آلاف مشاركة من الجمهور البريطاني العام الماضي، وكانت الأسماء المختارة هي تلك تعكس بعض الخيارات الأكثر شعبية.
ويتضمن ذلك قصة القطة روبي التي كتب صاحبها أنها (تدخل وتتصرف كعاصفة)، فسُميت العاصفة على اسمها، بينما سُميت العاصمة «لوغان» على اسم حفيد حارس مرمى (سريع مثل البرق).
وعندما تصل عاصفة، تختار مصلحة الأرصاد الجوية الاسم التالي من القائمة، على أساس ترتيب الأحرف الأبجدية.

لماذا لا توجد عواصف بأحرف Q وU وX وY وZ؟
في بريطانيا لا تسمى أي عاصفة بأسماء تبدأ بأحرف Q أو U أو X أو Y أو Z حسب الأبجدية الإنجليزية، لتجنب الصدام مع مصطلحات تسمية الأعاصير في الولايات المتحدة.



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».