«مالك» و«كوري» و«دادلي» و«يونيس»... كيف يتم اختيار أسماء العواصف؟https://aawsat.com/home/article/3482761/%C2%AB%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83%C2%BB-%D9%88%C2%AB%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%8A%C2%BB-%D9%88%C2%AB%D8%AF%D8%A7%D8%AF%D9%84%D9%8A%C2%BB-%D9%88%C2%AB%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%B3%C2%BB-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D8%AA%D9%85-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%88%D8%A7%D8%B5%D9%81%D8%9F
«مالك» و«كوري» و«دادلي» و«يونيس»... كيف يتم اختيار أسماء العواصف؟
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
20
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
«مالك» و«كوري» و«دادلي» و«يونيس»... كيف يتم اختيار أسماء العواصف؟
ضربت عواصف «مالك» و«كوري» و«دادلي» المملكة المتحدة، خلال الأسابيع والأشهر الماضية، وحان الآن وقت العاصفة «يونيس».
وقد ضربت العاصفة «دادلي» المملكة المتحدة يوم الأربعاء الماضي واستمرت حتى يوم الخميس من هذا الأسبوع، مما تسبب في اضطراب في جميع أنحاء البلاد، وترك الناس من دون كهرباء وأُلغيت رحلات القطارات وانقلبت شاحنات على الطرقات من شدة عصف الرياح. حسبما أفاد تقرير هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
ولكن كيف تحصل العواصف على أسمائها؟ إليكم كل ما تحتاجون إلى معرفته.
لماذا تسمى العواصف بأسماء؟
ثمة تفسير منطقي تماماً لتسمية العواصف بأسماء عَلَم. إنه ببساطة لجعل الناس أكثر انتباهاً عندما يكون الطقس قاسياً في الخارج، مع فكرة أنك ستسمع الاسم وستعرف أن رياحاً شديدة أو مطراً غزيراً أو ثلجاً في انتظارك خارج المنزل.
وبهذه الطريقة، سيكون الناس في وضع أفضل لمعرفة سبل الحفاظ على سلامتهم وممتلكاتهم.
ولا تزال تسمية العواصف أمراً جديداً نسبياً. إذ بدأ مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة بالقيام بذلك في عام 2015 مع زملائهم في آيرلندا ثم انضمت هولندا إليهما لاحقاً.
متى تُعطى العاصفة اسماً؟
يتم إعطاء اسم للعاصفة، عندما يُتوقع أنها ستتسبب بتأثيرات متوسطة أو عالية، أو في لغة الأحوال الجوية، عندما يكون من المحتمل أن تتسبب بتحذير ذي لون أصفر (كهرماني) أو أحمر.
وتأتي هذه التحذيرات عبر خدمة التحذير من الطقس القاسي التابعة لمكتب الأرصاد الجوية الوطني ويتم إصدارها في حالات مثل المطر الغزير والرياح الشديدة والثلج والجليد والضباب والحرارة الشديدة.
كيف يتم اختيار الأسماء؟
يطلب مكتب الأرصاد الجوية من الجمهور اقتراح أسماء محتملة ويتم نشر قائمة جديدة كل عام.
وتوضع الأسماء من الألف إلى الياء وتُنشر من أوائل سبتمبر (أيلول) إلى أواخر أغسطس (آب)، وتتشكل من أسماء مذكرة ومؤنثة، لذلك رأينا أسماء «آروين» و«بارا» و«كوري» في هذه الفترة.
وتم تقديم أكثر من 10 آلاف مشاركة من الجمهور البريطاني العام الماضي، وكانت الأسماء المختارة هي تلك تعكس بعض الخيارات الأكثر شعبية.
ويتضمن ذلك قصة القطة روبي التي كتب صاحبها أنها (تدخل وتتصرف كعاصفة)، فسُميت العاصفة على اسمها، بينما سُميت العاصمة «لوغان» على اسم حفيد حارس مرمى (سريع مثل البرق).
وعندما تصل عاصفة، تختار مصلحة الأرصاد الجوية الاسم التالي من القائمة، على أساس ترتيب الأحرف الأبجدية.
لماذا لا توجد عواصف بأحرف Q وU وX وY وZ؟
في بريطانيا لا تسمى أي عاصفة بأسماء تبدأ بأحرف Q أو U أو X أو Y أو Z حسب الأبجدية الإنجليزية، لتجنب الصدام مع مصطلحات تسمية الأعاصير في الولايات المتحدة.
مسرح المرأة... خشبةٌ تصرخ نيابةً عن النساء الصامتاتhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5119686-%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D8%AE%D8%B4%D8%A8%D8%A9%D9%8C-%D8%AA%D8%B5%D8%B1%D8%AE-%D9%86%D9%8A%D8%A7%D8%A8%D8%A9%D9%8B-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A7%D9%85%D8%AA%D8%A7%D8%AA
مسرح المرأة... خشبةٌ تصرخ نيابةً عن النساء الصامتات
غالبية المسرحيات التي تُنتجها ميشيل فنيانوس تعالج قضايا المرأة وهواجسها (صور فنيانوس)
ليست العلاقة بين ميشيل فنيانوس والمسرح قديمة العهد ولم تنشأ عن سابق تصوّر وتصميم، لكن فيها من الصلابة ما يدفع بهذه السيدة اللبنانية إلى الوقوف في بهو المسرح لاستقبال الجمهور، قبل كل عرضٍ من عروض المسرحيات التي تُنتجها.
فنيانوس آتيةٌ من عالم العلاقات الدولية والدبلوماسية، لكنّ الشغف غلب التخصّص. يوم اطّلعت من الممثلة وفاء حلاوي عام 2022 على قصة مسرحية «مفروكة»، قررت الانغماس بما اعتبرته قضيّة ثقافية واجتماعية وليست مغامرة فنية فحسب.
المنتجة اللبنانية ميشيل فنيانوس (صور فنيانوس)
«مفروكة»
اليوم، وبعد 4 مسرحيات أنتجتها و3 سنواتٍ في المجال، بات يُنظر إلى فنيانوس كإحدى الأيادي الفاعلة في تحريك عجلة المسرح اللبناني، لا سيّما ذلك الذي يرفع لواء حقوق المرأة.
أولى خيبات فنيانوس النسائية أنها لا تستطيع أن تمنح جنسيتها لأولادها، بما أنها لبنانية متزوّجة من أجنبي. «كلنا ضحايا غياب قانون للأحوال الشخصية خاص بالنساء»، تقول لـ«الشرق الأوسط». هكذا كانت الحال بالنسبة إلى بطلة «مفروكة» التي تَحوّل طلاقها إلى كابوس، فقط لأنها امرأة. «تعاطفتُ مع قصتها وتولّيت الإنتاج التنفيذي للمسرحية، ومنذ ذلك الحين كرّت سبحة المسرحيات».
الممثلات وفاء حلاوي ومروى خليل وسيرينا الشامي في مسرحية «مفروكة» (إنستغرام)
«شو يا قشطة»
جاءت الخيبة النسائية الثانية على هيئة تحرّشٍ لفظيّ تعرّضت له فنيانوس. تزامنَ ذلك مع تجربة مشابهة حصلت مع حلاوي. تمخّضت عن الصدمة مسرحيةٌ جديدة هي «شو يا قشطة»، عُرضت في 2024 ويتجدّد عرضُها حالياً. كان ذاك العنوان الجذّاب كافياً ليضاعف أعداد المشاهدين. لكن ما إن أبصروا ملامح المسرحية، حتى فهموا ألّا ترفيه هنا ولا مزاح.
تشرح فنيانوس كيف أنّ «الجرأة بلغت مداها في (شو يا قشطة)، بما أن العمل طرح قضايا التحرّش والاغتصاب والعنف الأسَري والزوجي والسطوة الذكوريّة». تذكر أنّ كثيراتٍ ممّن شاهدن المسرحية لم يتحمّلن وطأتها إلى درجة البكاء، «لأنها أيقظت لديهنّ صدماتٍ مؤلمة سبق أن تعرّضن لها». أما معظم الرجال من بين الجمهور، فصُدموا بما لم يكونوا يعرفونه عن معاناة المرأة.
بلغت مسرحية «شو يا قشطة» ذروة الجرأة في طرح قضايا المرأة (صور فنيانوس)
تقول فنيانوس إنها تتعمّد دعوة وزراء، ونوّاب، وقضاة، ومحامين، وممثلين عن الأجهزة الأمنية إلى المسرحيات التي تنتجها؛ «بأيديهم قرار التغيير. صحيح أننا نحن أهل المسرح غير قادرين على التشريع ولا على سنّ القوانين ولا على تبديل مجتمع بأكمله، لكننا على الأقلّ نضيء على المشكلة ونقوم بواجبٍ توعويّ».
«24 ساعة من حياة امرأة»
منذ «مفروكة»، مروراً بـ«شو يا قشطة»، وصولاً إلى «24 ساعة»، تحوّل المسرح الذي تبنّته ميشيل فنيانوس إلى خشبةٍ تصرخ نيابةً عن النساء الصامتات.
الصرخة الثالثة تُطلقها مسرحية «24 ساعة» المقتبسة عن الرواية الشهيرة للكاتب النمساوي ستيفان زفايغ «24 ساعة من حياة امرأة». انطلق عرض المسرحية باللغتَين الفرنسية والعربية في مسرح «لو مونو» (Le Monnot) في بيروت قبل أيام. تتولّى البطولة المنفردة الممثلة اللبنانية الفرنسية جوانا خلف، أما الإخراج فللصينيّة الفرنسية جي تشِن.
«تقول هذه المسرحية إنّ حياة المرأة لا تنتهي بوفاة زوجها أو انفصالها عنه»، توضح فنيانوس. على طريقتهما، وبكثيرٍ من السلاسة والأنوثة والسينوغرافيا الشبيهة بالتطريز، تُحطّم الممثلة والمخرجة المحرّمات المرتبطة بالمرأة الأرملة. «تضيء المسرحية الجديدة على حق المرأة في الحب وفي التعبير عن إحساسها، حتى في الوقت الذي لا يحلّل لها المجتمع ذلك»، تشرح فنيانوس. «لكنها تغوص في المقابل بالخسائر التي قد تتعرّض لها المرأة بسبب الطرف الآخر».
الوجع يتحدّث...
كمُنتجة، أول ما يَنده فنيانوس هو النص المسرحي. «أكثر ما لفتَني في عمل جوانا خلف هو تعريبُها الوفي والمحترف للنص الفرنسي». تحرص المنتجة، ومهما بلغت جرأة مسرحياتها، على عدم قطع ذاك الخيط الرفيع بين الصراحة والابتذال. تؤكّد: «لا أتهاون في هذا الموضوع، خصوصاً أن القضايا المطروحة في مسرحِنا دسمة ودقيقة جداً. هدفُها إنسانيّ توعويّ ولا يتحمّل الاستخفاف». تذهب أبعد لتقول: «بما أنّ المسرحيات كلها نابعة من معاناة واقعية، فليس الإبداع وحدَه مَن يتحدّث فيها، بل الوجع كذلك».
بالتعاون مع فريقها، تتابع فنيانوس عملية الإنتاج خطوةً بخطوة؛ من اختيار عنوان المسرحية، مروراً بتصميم الملصق والحملة التسويقية، وليس انتهاءً بتأمين الميزانية الإنتاجية والإشراف على المبيع.
تنغمس ميشيل فنيانوس بكل تفصيلة من العملية الإنتاجية للمسرحية (صور فنيانوس)
بالحديث عن الميزانيات والأرقام، كانت تعرف فنيانوس مسبقاً أنّ «الإنتاج المسرحي في لبنان ليس مشروعاً مربحاً ولا يؤمّن الاستدامة»، وقد تأكدت من الأمر مع مرور المسرحيات. تعلّق بالقول: «كلّما كانت القضايا المطروحة أكثر دسامةً وجدّيّة، صار التحدّي الجماهيري أكبر. لكن رغم الصعوبات، لديّ إصرار على الاستمرار والاستثمار».
نساءٌ ملهمات
تُلهمها فناناتٌ مثل بيتّي تَوتل، وزينة دكّاش، وأنجو ريحان سردنَ حكاياتهنّ وحكايات نساءٍ صامتات فوضعن حجراً أساساً في «مسرح المرأة»، وساهمنَ مثلَها في النهضة المسرحية التي تشهدها بيروت مؤخّراً. بنظرِها، فإنّ «مسرح المرأة» أصبح واقعاً في لبنان، إلا أنه ما زال «يحتاج إلى لفتةٍ من وزارة الثقافة لعلّه يسلك درب المهرجانات الدوليّة».
ممثلات رائدات في مسرح المرأة: بيتّي توتل زينة دكّاش وأنجو ريحان (إنستغرام)
على قائمة الملهِمات كذلك، والدتها «التي حطّمت محرّمات كثيرة ولم تُشعرني يوماً بأنني غير متساوية مع الرجل». تنضمّ إلى القصص المؤثّرة في حياتها، سيرة الأديبة اللبنانية مي زيادة التي امتزج فيها الإبداع بالتراجيديا. وفق فنيانوس فإنّ «تلك الحكاية تعبّر عن حالنا كنساءٍ عربيات، فمهما بلغت قدراتنا العقلية والإبداعيّة ستبقى مُسيّجة بإطار من الظلم».
لكن في يوم المرأة العالمي، تأخذ فنيانوس إجازة من سرديّات الظلم اللاحق بالمرأة، فتحدّث نفسها قائلةً: «لا تنظري إلى الخلف. واصلي السير. ستصلين يوماً ما». المحطة المقبلة على روزنامة المشوار الطويل مع المسرح الهادف، عملٌ يحمل طابعاً وطنياً من المقرر أن يُعرض في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.