الأردن يرصد 160 شبكة مخدرات تعمل خلف حدوده مع سوريا

نظم أول جولة إعلامية في المنطقة بعد تطبيقه قواعد اشتباك جديدة مع المهربين

«درون» مراقبة عند الحدود الأردنية - السورية (أ.ف.ب)
«درون» مراقبة عند الحدود الأردنية - السورية (أ.ف.ب)
TT

الأردن يرصد 160 شبكة مخدرات تعمل خلف حدوده مع سوريا

«درون» مراقبة عند الحدود الأردنية - السورية (أ.ف.ب)
«درون» مراقبة عند الحدود الأردنية - السورية (أ.ف.ب)

أعلنت القوات المسلحة الأردنية، أمس (الخميس)، رصدها لأكثر من 160 شبكة تهريب تعمل في الجنوب السوري، فيما أكدت أن هناك قنوات أمنية للتواصل مستمرة تقتصر على قوات النظام السوري.
وجاء الإعلان خلال جولة ميدانية لوسائل إعلام، الخميس، إلى المنطقة العسكرية الشمالية الشرقية الأردنية، وللمرة الأولى منذ تطبيق قواعد اشتباك جديدة مع المهربين.
واعتبر مدير الإعلام العسكري، الجنرال مصطفى الحياري، في حديث للصحافيين، أن «الأردن يخوض حرباً غير معلنة» بالنيابة عن دول الجوار، وأن تغير نمط عمليات التهريب من الأراضي السورية دفع إلى تطبيق قواعد اشتباك أكثر صرامة، وأن الاتصالات مع الجانب السوري لم تثمر لفترات طويلة، ما دفع أيضاً لتغيير هذه القواعد.
وبشأن طبيعة عصابات التهريب، أو انتماءاتها ومصادر المخدرات، قال الحياري، إن هناك «تعاوناً لمخافر سورية» مع المهربين في بعض الحالات، وهي مؤكدة لدى الجانب الأردني وموثقة بالصور والفيديوهات. وأضاف أن «هناك جماعات ميليشيوية على الحدود. هذا مصّور لدينا، واستخدامهم للطائرات المسيرة»، مشيراً إلى تعذر تحديد منشأ كميات المخدرات، سواء أكانت من الداخل السوري فقط أم أبعد من ذلك.
وأحبط الجيش الأردني، وفقاً لإيجاز صحافي للحياري، منذ بداية العام الحالي، دخول أكثر من 17 ألف كفّ حشيش و16 مليون حبة مخدّر من الحدود الشمالية والشمالية الشرقية مع سوريا. وشدد الحياري على التزام الأردن بإحباط وصول المخدرات للمملكة ولدول الخليج العربي.
وفيما نوّه إلى أن جماعات التهريب منظمة، وفقاً لدلالات واضحة، فقد بيّن أن لديهم فرقاً للمراقبة وللتنفيذ وللإرهاب، وقال: «نحن لهم بالمرصاد».
ورداً على تساؤلات صحافية، قال الحياري، إن القوات المسلحة الأردنية تسلم جثث المهربين عبر قنوات أمنية، فيما أكد العقيد الركن زيد الدباس أن القوات المسلحة الأردنية «تتعامل بشكل رسمي مع القوات النظامية السورية»، وأي معلومات متعلقة بالتهريب يتم تبادلها معهم.
وكشف عن رصد نحو 160 شبكة تهريب تعمل في الجنوب السوري، وقال: «استطعنا أن نعرف أين تتم عمليات تصنيع المخدرات، وكيف تتم في الداخل، وأين يتم تخزينها».
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله، قد زار المنطقة العسكرية الشرقية على الحدود الأردنية السورية، الاثنين الماضي، للاطلاع على الإجراءات العملياتية والخططية لمكافحة تهريب المخدرات. ونقلت «رويترز» عنه أنه حيّا، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، الجنود الذين يخدمون في المنطقة، وأعرب عن ثقته في قيامهم بدورهم في التصدي لمحاولات التسلل والتهريب. وحيّا أرواح من قتلوا وهم يؤدون واجبهم.
وبحسب بيان للقصر الملكي، أحبطت القوات المسلحة الأردنية منذ مطلع 2022 تهريب 16 مليون حبة مخدرة و17348 كف حشيش عبر الحدود، فيما قُتل 29 مهرباً بعد تطبيق قواعد اشتباك مشددة.
واستخدم أيضاً المعبر الحدودي الأردني الرئيسي مع سوريا، وهو طريق إقليمي رئيسي تمر من خلاله حركة تجارة بمليارات الدولارات لدول المنطقة، في تهريب المخدرات التي يتم إخفاؤها في شاحنات في طريقها إلى سوق الخليج.
ومعظم المخدرات من الأمفيتامين المعروف باسم الكبتاغون. وأصبحت سوريا التي عصفت بها الحرب موطن الإنتاج الرئيسي بالمنطقة لتجارة بمليارات الدولارات باتجاه الأردن والعراق وأوروبا. ويقول خبراء من الأمم المتحدة ودبلوماسيون غربيين إن تجارة المخدرات غير المشروعة تُستخدم في تمويل قوات غير نظامية موالية للحكومة، تولدت من رحم الصراع في سوريا.
وقال مسؤولون أردنيون كبار إنهم أثاروا مخاوفهم مع السلطات السورية وروسيا، الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد. وأعلنت السلطات السورية في الأشهر الأخيرة عن عدة عمليات تم فيها ضبط كميات كبيرة من العقاقير المتجهة إلى أسواق الخليج، وتقول إنها تتخذ إجراءات صارمة لمنع إنتاج الكبتاغون.


مقالات ذات صلة

القبض على توماس مهاجم آرسنال السابق بتهمة الاتجار في المخدرات

رياضة عالمية جاي إيمانويل توماس (الشرق الأوسط)

القبض على توماس مهاجم آرسنال السابق بتهمة الاتجار في المخدرات

وجهت اتهامات إلى جاي إيمانويل توماس مهاجم آرسنال وإبسويتش تاون السابق، بعد أن ألقت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في أسكوتلندا القبض عليه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك عدم حصول الأطفال على قسط كافٍ من النوم يؤثر سلباً على صحتهم في المستقبل (رويترز)

قلة نوم الأطفال قد تدفعهم لتعاطي المخدرات في المستقبل

ربطت دراسة جديدة بين عدم حصول الأطفال على قسط كافٍ من النوم ليلاً وميلهم لشرب الكحول وتعاطي المواد المخدرة في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أميركا اللاتينية عناصر من الشرطة المكسيكية (أرشيفية - رويترز)

المكسيك: مقتل 9 في اشتباكات عقب اعتقال زعيم عصابة لتهريب المخدرات

قال مكتب المدعي العام لولاية سينالوا المكسيكية إن 9 أشخاص لقوا حتفهم في اشتباكات بين عصابات مخدرات متنافسة عقب إلقاء الشرطة القبض على أحد أباطرة المخدرات.

«الشرق الأوسط» (مكسيكو سيتي )
شؤون إقليمية ميناء أسدود (موقع الميناء)

القبض على عصابة تهريب في ميناء أسدود تحرج نتنياهو

القبض على عصابة إسرائيلية فلسطينية تهرّب أسلحة ميناء أسدود، القريب من قطاع غزة، تحرج نتنياهو الذي يدعي أن التهريب يتم عبر محور فيلادلفيا.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
أوروبا تجار المخدرات يتعرضون لعمليات دهم بانتظام في إسبانيا التي تعد إحدى نقاط الدخول الرئيسية إلى أوروبا للكوكايين (رويترز)

بـ25 مليون يورو...إسبانيا تضبط كميات ضخمة من المخدرات في إيبيزا

ضبطت الشرطة في جزيرة إيبيزا الإسبانية المعروفة بحياتها الليلية الصاخبة، أكثر من مليون قرص «إكستاسي» وعشرات الكيلوغرامات من المخدرات من أنواع مختلفة.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

اليمن يدعو إلى دعمه دولياً لوقف تهديد الحوثيين للملاحة

وزير الخارجية اليمني (يمين) مع مسؤول أممي في نيويورك (سبأ)
وزير الخارجية اليمني (يمين) مع مسؤول أممي في نيويورك (سبأ)
TT

اليمن يدعو إلى دعمه دولياً لوقف تهديد الحوثيين للملاحة

وزير الخارجية اليمني (يمين) مع مسؤول أممي في نيويورك (سبأ)
وزير الخارجية اليمني (يمين) مع مسؤول أممي في نيويورك (سبأ)

جددت الحكومة اليمنية دعوة المجتمع الدولي إلى دعمها عسكرياً واقتصادياً وسياسياً؛ لضمان تأمين الملاحة في جنوب البحر الأحمر وباب المندب، ووقف تهديدات الحوثيين، بوصف ذلك الخيار الأمثل.

التصريحات اليمنية جاءت على لسان وزير الخارجية، شائع الزنداني، خلال مشاركته في «جلسة الطاولة المستديرة حول الأبعاد السياسية والعسكرية للحوثيين في اليمن بصفتهم تهديداً للأمن الإقليمي»، التي انعقدت على هامش الاجتماعات السنوية للأمم المتحدة في نيويورك.

«جلسة الطاولة المستديرة» في نيويورك حول «أبعاد خطر الحوثيين على الملاحة»... (سبأ)

وأكد الزنداني على «ضرورة إعادة النظر في طريقة التعاطي مع تهديدات الحوثيين الإرهابية للممرات المائية الدولية، من خلال تمكين الحكومة اليمنية ودعمها سياسياً واقتصادياً وعسكرياً؛ لبناء وتعزيز قدرات مؤسسات الدولة المختصة؛ لضمان أمن الممرات الدولية بشكل مستدام، ولتكون شريكاً فاعلاً في الحفاظ على الأمن الإقليمي».

وشدد وزير الخارجية اليمني على «ضرورة مراجعة الأسباب التي أدت إلى الإخفاق في حل القضية اليمنية، وتقييم الوضع الراهن»، مسلطاً الضوء على «تبعات الهجمات في البحر الأحمر وباب المندب على آفاق الحل السياسي في اليمن، فضلاً عن آثارها المدمرة للبيئة البحرية، وتبعاتها الاقتصادية الخطيرة على اليمن ودول المنطقة».

وحذر الوزير الزنداني من «مخاطر التراخي أو الترحيل في معالجة القضية اليمنية في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية، واستمرار تدفق الأسلحة والأموال إلى الحوثيين»، مجدداً التأكيد على «أهمية تنفيذ القرارات الأممية الخاصة باليمن؛ وعلى رأسها القرار (2216)، كنهج مناسب لمعالجة الأزمة» في بلاده.

وتحدث في الفعالية النقاشية كل من: الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الخليج لويجي دي مايو، والمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، ووزير الدولة بوزارة الخارجية الألمانية توبياس ليندنر، ومسؤولون دوليون آخرون.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني التقى في نيويورك المبعوث الأممي غروندبرغ (سبأ)

إلى ذلك، أفاد الإعلام الرسمي اليمني بأن الوزير الزنداني التقى على هامش أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون مكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف.

وأوردت وكالة «سبأ» أنه جرت خلال اللقاء مناقشة التعاون الثنائي، وفرص دعم جهود اليمن في مكافحة الإرهاب، والاستفادة من الخبرات الأممية في هذا المجال، خصوصاً في بناء القدرات وتقييم الاحتياجات.

وأشار الزنداني إلى «أهمية تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمكافحة التهديدات الإرهابية في المنطقة»، والحاجة إلى دعم حكومة بلاده في «مراجعة وتنفيذ الاستراتيجية الوطنية، وبناء القدرات، وتعزيز الإطار القانوني والمؤسسي لجهاز مكافحة الإرهاب».