قلق إسرائيلي من هجوم إيراني بالطائرات المسيّرة

أعلنت إسقاط اثنتين فوق العراق كانتا متجهتين إلى تل أبيب وثالثة أطلقها «حزب الله» اللبناني

صورة وزعها الجيش الإسرائيلي لمسيّرة قال إنها تابعة لـ«حزب الله»
صورة وزعها الجيش الإسرائيلي لمسيّرة قال إنها تابعة لـ«حزب الله»
TT

قلق إسرائيلي من هجوم إيراني بالطائرات المسيّرة

صورة وزعها الجيش الإسرائيلي لمسيّرة قال إنها تابعة لـ«حزب الله»
صورة وزعها الجيش الإسرائيلي لمسيّرة قال إنها تابعة لـ«حزب الله»

أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، أمس (الخميس)، أنه أسقط طائرة مسيّرة لـ«حزب الله»، كانت تحت رصد وحدات الرقابة الجوية «طوال الحدث». وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من الكشف الإسرائيلي عن إحباط هجوم بطائرتين مسيّرتين تم إطلاقهما من إيران عبر العراق، «وسط مخاوف من أنهما كانتا موجهتين لانفجار انتحاري في إسرائيل».
وعبّرت مصادر في تل أبيب عن قلقها، وتحدثت عن خطر هجوم بالطائرات المسيّرة من أكثر من جبهة في آن، بمشاركة إيران وأذرعها في المنطقة، خصوصاً «حزب الله» اللبناني وحتى «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة.
وقالت هذه المصادر إن تل أبيب لم تُفاجأ بهذا التطور، فهي واعية لمثل هذا الخطر، وقد كانت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تستعد لاحتمال وقوع هجوم بطائرات مسيّرة من إيران على أهداف إسرائيلية، وسط تقديرات بأن «المحاولات الإيرانية لشن هجوم بواسطة طائرات مسيّرة على أهداف إسرائيلية، ستتواصل». ولكنها من دون شك قلقة من هذا التطور. وتبدي تحسّباً كبيراً من المسيّرات، ولا تستبعد احتمال أن تتعرّض لهجمات بطائرات كهذه من لبنان وسوريا والعراق، وحتى من اليمن أو من إيران مباشرةً.
وحسبما ذكرت هيئة البث الإسرائيلي الرسمية («كان 11»)، في نشرتها المسائية، أول من أمس، فإن مسؤولاً إسرائيلياً رفيع المستوى، قال لها إنه «من السهل جداً تنفيذ هجمات بالطائرات المسيّرة المفخخة ضد أهداف إسرائيلية. ونحن نرى فيه تهديداً جدياً. لكنّ أجهزتنا الأمنية أيضاً مستعدة لمجابهة هذا الخطر وطوّرت أدوات للتعامل معه بكل الوسائل الممكنة، بحيث يمكن تصفيته وتدميره وهو في المهد أو على الطريق ومنعه من تحقيق هدفه».
ولفتت القناة إلى التدريبات التي أجراها سلاح الجو الإسرائيلي، مؤخراً، لمحاكاة هجوم على أهداف «بعيدة المدى»، بما في ذلك في إيران، بحضور ضابط عسكري أميركي كمراقب. وقد تضمّنت التدريبات عدة سيناريوهات، منها إعادة التزوُّد بالوقود في الجوّ، ومهاجمة هدف بعيد المدى والتعامل مع صواريخ «أرض - جو».
من جهة أخرى، أفادت «القناة 7» التابعة للمستوطنين، نقلاً عن مصادر عسكرية في تل أبيب، بأن الجولة المقبلة من المواجهة العسكرية قد تكون أكثر خطورة على إسرائيل في ظل التحالف بين «حماس» و«حزب الله»، اللتين تمتلكان طائرات مسيّرة من صنع إيراني.
وكان الناطق بلسان الجش الإسرائيلي، قد أعلن، أمس، أنه أسقط طائرة مسيّرة لـ«حزب الله». وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من الكشف الإسرائيلي عن إحباط هجوم بطائرتين مسيّرتين تم إطلاقهما من إيران عبر العراق، «وسط مخاوف من أنهما كانتا موجهتين لانفجار انتحاري في إسرائيل». وقال مسؤول إسرائيلي، إن جيشه يأخذ بكل جدية تصريحات الأمين العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله، أول من أمس (الأربعاء)، بأن جماعته أصبحت تمتلك القدرة على تحويل الآلاف من صواريخها إلى صواريخ دقيقة، وباتت تنتج الطائرات المسيّرة.
وكان نصر الله قد قال في خطاب لأنصاره: «أقول للعدو، أصبحت لدينا قدرة على تحويل صواريخنا الموجودة عندنا بالآلاف إلى صواريخ دقيقة، وبدأنا بذلك، وحوّلنا عدداً كبيراً من صواريخنا إلى صواريخ دقيقة. نحن منذ مدة طويلة بدأنا بتصنيع المسيّرات في لبنان ولسنا بحاجة إلى نقل الصواريخ أو جلب المسيّرات من إيران». وأكد أن زيادة قدرات «حزب الله» المضادة للطائرات المسيّرة، أدت إلى انخفاض وتيرة تحليق الطائرات المسيّرة الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية.
يُذكر أن مجموعة من كبار الخبراء العسكريين والاستراتيجيين، وبينهم رئيس أركان الجيش السابق، غادي آيزنكوت، كرّسوا أبحاثاً معمّقة في معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، لهذا الموضوع، وخرجوا باستنتاج أن «التهديد الإيراني يقع على رأس التحديات الاستراتيجية التي تواجهها إسرائيل، ولكن ينبغي أن يثير القلق الإسرائيلي أيضاً الوضع في لبنان. ففي ظل الانهيار الاقتصادي هناك، ازدادت إمكانيات تدهور الوضع نحو التصعيد. ومواصلة (حزب الله) العمل على مشروع تطوير دقة الصواريخ، بشكل يجعلها تهديداً حقيقياً وخطيراً على إسرائيل».



حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
TT

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)
كسارة حجار أغلقها الحوثيون في إحدى مناطق سيطرتهم (فيسبوك)

فرضت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية إتاوات جديدة على مُلاك مناجم الحجارة وسائقي ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة في العاصمة المختطفة صنعاء ومدن أخرى؛ ما تَسَبَّبَ أخيراً في ارتفاع أسعارها، وإلحاق أضرار في قطاع البناء والتشييد، وزيادة الأعباء على السكان.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات حوثية تُدير شؤون هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لسيطرة الجماعة، فرضت زيادة سعرية مفاجئة على ناقلات الحصى تتراوح ما بين 300 و330 دولاراً (ما بين 160 ألفاً و175 ألف ريال) لكل ناقلة.

ووصل إجمالي السعر الذي يُضطر مُلاك مناجم الحجارة وسائقو الناقلات إلى دفعه للجماعة إلى نحو 700 دولار (375 ألف ريال)، بعد أن كان يقدر سعرها سابقاً بنحو 375 دولاراً (200 ألف ريال)، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ 530 ريالاً.

مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

وتذهب الزيادة المفروضة، وفقاً للمصادر، لمصلحة أحد المشرفين الحوثيين، الذي يُكنى بـ«الجمل»، ويواصل منذ أيام شن مزيد من الحملات التعسفية ضد مُلاك كسارات وسائقي ناقلات بصنعاء وضواحيها، لإرغامهم تحت الضغط والترهيب على الالتزام بتعليمات الجماعة، وتسديد ما تقره عليهم من إتاوات.

واشتكى مُلاك كسارات وسائقو ناقلات في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من حملات الابتزاز الحوثي لفرض الزيادة المفاجئة في أسعار بيع ونقل الخرسانة المستخدمة في البناء والتشييد، ما يزيد من أعبائهم ومعاناتهم.

وقال بعضهم إن الجماعة لم تكتفِ بذلك، لكنها فرضت إتاوات أخرى عليهم تحت أسماء متعددة منها تمويل تنظيم الفعاليات بما تسمى ذكرى قتلاها في الحرب، ورسوم نظافة وتنمية مجتمعية وأجور مشرفين في الجماعة بذريعة تنفيذ الرقابة والمتابعة والإشراف على السلامة البيئية.

وتحدث مالك كسارة، اشترط إخفاء اسمه، عن لجوئه وآخرين يعملون في ذلك القطاع، لتقديم عدة شكاوى لسلطة الانقلاب للمطالبة بوقف الإجراءات التعسفية المفروضة عليهم، لكن دون جدوى، وعدّ ذلك الاستهداف لهم ضمن مخطط حوثي تم الإعداد له مسبقاً.

الإتاوات الجديدة على الكسارة وناقلات الحصى تهدد بإلحاق أضرار جديدة بقطاع البناء (فيسبوك)

ويتهم مالك الكسارة، المشرف الحوثي (الجمل) بمواصلة ابتزازهم وتهديدهم بالتعسف والإغلاق، عبر إرسال عناصره برفقة سيارات محملة بالمسلحين لإجبارهم بالقوة على القبول بالتسعيرة الجديدة، كاشفاً عن تعرُّض عدد من سائقي الناقلات خلال الأيام الماضية للاختطاف، وإغلاق نحو 6 كسارات لإنتاج الحصى في صنعاء وضواحيها.

ويطالب مُلاك الكسارات الجهات الحقوقية المحلية والدولية بالتدخل لوقف التعسف الحوثي المفروض على العاملين بذلك القطاع الحيوي والذي يهدد بالقضاء على ما تبقى من قطاع البناء والتشييد الذي يحتضن عشرات الآلاف من العمال اليمنيين.

وسبق للجماعة الحوثية، أواخر العام قبل الفائت، فتح مكاتب جديدة تتبع هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الخاضعة لها، في أغلبية مناطق سيطرتها بغية التضييق على مُلاك الكسارات وسائقي ناقلات الحصى، ونهب أموالهم.

وأغلقت الجماعة الحوثية عبر حملة استهداف سابقة نحو 40 كسارة في محافظات صنعاء وعمران وحجة وإب والحديدة وذمار، بحجة مخالفة قانون المناجم، رغم أنها كانت تعمل منذ عقود وفق القوانين واللوائح المنظِّمة لهذا القطاع.

إتاوات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على ناقلات الحصى المستخدم في الخرسانة المسلحة (فيسبوك)

وسبق أن فرضت الجماعة في ديسمبر (كانون الأول) من العام قبل الماضي، على مُلاك المناجم في صنعاء وبقية المناطق رسوماً تقدر بـ 17 دولاراً (8900 ريال) على المتر الواحد المستخرج من الحصى، والذي كان يباع سابقاً بـ5 دولارات ونصف الدولار (2900 ريال) فقط.

وتفيد المعلومات بإقدامها، أخيراً، على مضاعفة الرسوم المفروضة على سائقي ناقلات الحصى، إذ ارتفعت قيمة الرسوم على الناقلة بحجم 16 متراً، من 181 دولاراً (64 ألف ريال)، إلى 240 دولاراً (128 ألف ريال)، في حين ارتفع سعر الحمولة ليصل إلى 750 دولاراً، (400 ألف ريال).