بيلوسي تفتتح مؤتمراً لدعم الشركات الفلسطينية بـ250 مليون دولار

رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي في مؤتمر صحفي في الكنيست أول من أمس (أ.ب)
رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي في مؤتمر صحفي في الكنيست أول من أمس (أ.ب)
TT

بيلوسي تفتتح مؤتمراً لدعم الشركات الفلسطينية بـ250 مليون دولار

رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي في مؤتمر صحفي في الكنيست أول من أمس (أ.ب)
رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي في مؤتمر صحفي في الكنيست أول من أمس (أ.ب)

في الوقت الذي حاول القادة الإسرائيليون اقتصار زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، على إبراز العلاقات الثنائية وتجاهل تصريحاتها عن حل الدولتين، حاول الفلسطينيون الذين التقوها في رام الله، إبراز موضوع حل الدولتين وضرورة ترجمة هذا التأييد إلى لغة الفعل، وطالبوها بخطوات عملية للاعتراف بفلسطين دولة.
من جهتها، شاركت بيلوسي، أمس الخميس، في مؤتمر برام الله، للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، هدفه دعم مشاريع فلسطينية تجارية وصناعية بقيمة 250 مليون دولار. وقالت بيلوسي خلال المؤتمر، إن «الولايات المتحدة ملتزمة بالترويج للأمن والسلام للفلسطينيين والإسرائيليين ودعم حل الدولتين»، مردفة: «ما من أحد بأمان من دون أن نكون جميعنا بأمان». ويشتمل البرنامج الأميركي على تمويل برامج الحوار الإسرائيلي الفلسطيني، وتطوير الأعمال الفلسطينية على مدى 5 سنوات، الذي أقره مجلس النواب الأميركي في ديسمبر (كانون الثاني) عام 2020. وقد أطلق على المشروع اسم «سمارت»، وخصص لدعم الشركات الفلسطينية الصغيرة والمتوسطة.
وكانت رئيسة مجلس النواب الأميركي قد وصلت إلى إسرائيل، أول من أمس الأربعاء، ضمن وفد للكونغرس، حيث أكدت دعم الولايات المتحدة «الصلب» لأمن إسرائيل. وقالت خلال كلمة ألقتها في الكنيست «نحن معا في الحرب على الإرهاب الذي تمثله إيران، سواء في المنطقة أو من خلال نشاطها النووي... قرب إسرائيل من إيران مثار قلق لنا جميعا». وعبّرت بيلوسي عن أملها في أن يوافق مجلس الشيوخ «قريبا جدا» على التمويل الإضافي الذي أقره مجلس النواب في سبتمبر الماضي لمنظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ، والتي تستخدمها إسرائيل لاعتراض الصواريخ المحلية الصنع التي تُطلق من قطاع غزة.
وقبل أن تتوجه إلى رام الله، حضرت بيلوسي، التقى بها رئيس الوزراء، نفتالي بينيت، صباح أمس، في مكتبه في الغربية. وقد أشاد بنيت بالعلاقة الدافئة التي تربط إسرائيل بالولايات المتحدة، وعلى أهمية دعم كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري لإسرائيل. وتم خلال اللقاء البحث في التحديات الاستراتيجية الرئيسية التي تواجه دولة إسرائيل، وعلى رأسها ملف النووي الإيراني.
وقال ناطق بلسان بنيت، إنه شكر بيلوسي على تأييدها التمويل الأمريكي لمنظومة القبة الحديدية، مشددا على أهمية استكمال هذه العملية في أسرع وقت ممكن. مضيفا: «نانسي، أشكرك على مبادرتك للقيام بهذه الزيارة. لقد سمعت كثيرا من الكلمات الطيبة من كل الأشخاص الذين التقوا بك. ودعيني أشكرك شخصيا على دعمك المتواصل لإسرائيل. لقد دعمت إسرائيل ودعم والدك الراحل، اليهود، إبان أروع اللحظات التي شهدناها على مدار تاريخنا، خلال المحرقة النازية، حينما لم يكن دعم اليهود يعتبر من الأمور البدهية. فشكرا لك على كل شيء».
حضر اللقاء، كل من السفير الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة، مايك هرتسوغ، والسفير الأمريكي إلى إسرائيل، توم نايدس. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، قد التقى أيضا بيلوسي، وأكد أن التحدي الأمني الأكثر أهمية للعالم هو العدوان الإقليمي الذي تقوم به إيران وتطويرها أسلحة نووية. وحول القضية الفلسطينيةـ كرر وزير الدفاع التزام إسرائيل بتوطيد العلاقات مع السلطة الفلسطينية، بالتوازي مع توسيع اتفاقات إبراهيم. موضحًا مع ذلك أن تحقيق السلام لن يتم إلا في حال بقاء إسرائيل الأقوى في المنطقة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.