في الوقت الذي حاول القادة الإسرائيليون اقتصار زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، على إبراز العلاقات الثنائية وتجاهل تصريحاتها عن حل الدولتين، حاول الفلسطينيون الذين التقوها في رام الله، إبراز موضوع حل الدولتين وضرورة ترجمة هذا التأييد إلى لغة الفعل، وطالبوها بخطوات عملية للاعتراف بفلسطين دولة.
من جهتها، شاركت بيلوسي، أمس الخميس، في مؤتمر برام الله، للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، هدفه دعم مشاريع فلسطينية تجارية وصناعية بقيمة 250 مليون دولار. وقالت بيلوسي خلال المؤتمر، إن «الولايات المتحدة ملتزمة بالترويج للأمن والسلام للفلسطينيين والإسرائيليين ودعم حل الدولتين»، مردفة: «ما من أحد بأمان من دون أن نكون جميعنا بأمان». ويشتمل البرنامج الأميركي على تمويل برامج الحوار الإسرائيلي الفلسطيني، وتطوير الأعمال الفلسطينية على مدى 5 سنوات، الذي أقره مجلس النواب الأميركي في ديسمبر (كانون الثاني) عام 2020. وقد أطلق على المشروع اسم «سمارت»، وخصص لدعم الشركات الفلسطينية الصغيرة والمتوسطة.
وكانت رئيسة مجلس النواب الأميركي قد وصلت إلى إسرائيل، أول من أمس الأربعاء، ضمن وفد للكونغرس، حيث أكدت دعم الولايات المتحدة «الصلب» لأمن إسرائيل. وقالت خلال كلمة ألقتها في الكنيست «نحن معا في الحرب على الإرهاب الذي تمثله إيران، سواء في المنطقة أو من خلال نشاطها النووي... قرب إسرائيل من إيران مثار قلق لنا جميعا». وعبّرت بيلوسي عن أملها في أن يوافق مجلس الشيوخ «قريبا جدا» على التمويل الإضافي الذي أقره مجلس النواب في سبتمبر الماضي لمنظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ، والتي تستخدمها إسرائيل لاعتراض الصواريخ المحلية الصنع التي تُطلق من قطاع غزة.
وقبل أن تتوجه إلى رام الله، حضرت بيلوسي، التقى بها رئيس الوزراء، نفتالي بينيت، صباح أمس، في مكتبه في الغربية. وقد أشاد بنيت بالعلاقة الدافئة التي تربط إسرائيل بالولايات المتحدة، وعلى أهمية دعم كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري لإسرائيل. وتم خلال اللقاء البحث في التحديات الاستراتيجية الرئيسية التي تواجه دولة إسرائيل، وعلى رأسها ملف النووي الإيراني.
وقال ناطق بلسان بنيت، إنه شكر بيلوسي على تأييدها التمويل الأمريكي لمنظومة القبة الحديدية، مشددا على أهمية استكمال هذه العملية في أسرع وقت ممكن. مضيفا: «نانسي، أشكرك على مبادرتك للقيام بهذه الزيارة. لقد سمعت كثيرا من الكلمات الطيبة من كل الأشخاص الذين التقوا بك. ودعيني أشكرك شخصيا على دعمك المتواصل لإسرائيل. لقد دعمت إسرائيل ودعم والدك الراحل، اليهود، إبان أروع اللحظات التي شهدناها على مدار تاريخنا، خلال المحرقة النازية، حينما لم يكن دعم اليهود يعتبر من الأمور البدهية. فشكرا لك على كل شيء».
حضر اللقاء، كل من السفير الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة، مايك هرتسوغ، والسفير الأمريكي إلى إسرائيل، توم نايدس. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، قد التقى أيضا بيلوسي، وأكد أن التحدي الأمني الأكثر أهمية للعالم هو العدوان الإقليمي الذي تقوم به إيران وتطويرها أسلحة نووية. وحول القضية الفلسطينيةـ كرر وزير الدفاع التزام إسرائيل بتوطيد العلاقات مع السلطة الفلسطينية، بالتوازي مع توسيع اتفاقات إبراهيم. موضحًا مع ذلك أن تحقيق السلام لن يتم إلا في حال بقاء إسرائيل الأقوى في المنطقة.
بيلوسي تفتتح مؤتمراً لدعم الشركات الفلسطينية بـ250 مليون دولار
بيلوسي تفتتح مؤتمراً لدعم الشركات الفلسطينية بـ250 مليون دولار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة