خسائر مادية كبيرة وارتفاع عدد القتلى بصفوف الحوثيين

مصادر يمنية: أخبار انتصارات المتمردين على مواقع التواصل وهمية

خسائر مادية كبيرة وارتفاع عدد القتلى بصفوف الحوثيين
TT

خسائر مادية كبيرة وارتفاع عدد القتلى بصفوف الحوثيين

خسائر مادية كبيرة وارتفاع عدد القتلى بصفوف الحوثيين

شن طيران التحالف اليوم (الأربعاء) خمس غارات جوية على مواقع يسيطر عليها المتمردون الحوثيون في محافظة مأرب شرق اليمن.
وقالت مصادر إن التحالف شن خمس غارات جوية على مواقع للحوثيين في مديرية صرواح غرب مأرب.
وأشارت المصادر إلى أن الغارات كبدت الحوثيين خسائر مادية كبيرة، كما أسفرت عن مقتل وإصابة العديد منهم.
وأكدت المصادر، أن القبائل استمرت بقصف مواقع الحوثيين في صرواح بالمدافع من مقر المنطقة العسكرية الثالثة الواقعة تحت سيطرة القبائل، ما أسفر عن أضرار بالغة في العتاد العسكري للحوثيين. وأضافت أن "الحوثيين لم يحرزوا أي تقدم في الجبهات القتالية" وأن أخبار الانتصارات التي يتناقلونها عبر وسائلهم الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت هي "أخبار وهمية يحاولون من خلالها تغطية الخسائر التي يتكبدونها من رجال المقاومة الشعبية".
كما أفادت مصادر صحافية يمنية اليوم بسقوط قتلى وجرحى من الحوثيين، جراء غارات شنتها طائرات تحالف "عاصفة الحزم" في مدينة الحديدة غرب اليمن.
وقالت المصادر إن قتلى وجرحى سقطوا في صفوف جماعة أنصار الله الحوثية بعد ثلاث غارات شنها طيران التحالف على مصنع الثلج القديم بمديرية الزاهر بمحافظة الحديدة.
وفي عدن، قال سكان ان نيران الدبابات والقناصة التابعين لقوات جماعة الحوثي قتلت 12 مدنيا على الاقل خلال الليل في عدن وانهم يتقدمون صوب قلب المدينة، بينما ألقى طيران التحالف أسلحة من الجو لمقاتلين يحاربون الحوثيين في مدينة تعز.
واستمر القتال حتى الساعات الاولى من صباح اليوم في حي خور مكسر في عدن الذي يعتبر الحصن الرئيسي أمام تقدم المتمردين الحوثيين.
وقال سكان ومسؤولون في عدن ان الحوثيين قصفوا مباني حكومية وأحياء سكنية يسيطر عليها مسلحون معارضون لهم، وان عشرات الأسر فرت.



قدرات الحوثيين العسكرية أمام اختبار الصمود تحت ضربات ترمب

جنود أميركيون يجهزون إحدى الطائرات بالأسلحة لاستهداف مواقع الجماعة الحوثية (سنتكوم)
جنود أميركيون يجهزون إحدى الطائرات بالأسلحة لاستهداف مواقع الجماعة الحوثية (سنتكوم)
TT

قدرات الحوثيين العسكرية أمام اختبار الصمود تحت ضربات ترمب

جنود أميركيون يجهزون إحدى الطائرات بالأسلحة لاستهداف مواقع الجماعة الحوثية (سنتكوم)
جنود أميركيون يجهزون إحدى الطائرات بالأسلحة لاستهداف مواقع الجماعة الحوثية (سنتكوم)

تعتقد أوساط أمنية يمنية أن «الصورة الذهنية» التي سعت الجماعة الحوثية إلى ترسيخها عن نفسها، بأنها عصية على الاختراقات الاستخباراتية، ومنيعة ضد كشف أسرارها، سقطت خلال الأسابيع الخمسة الماضية، أمام دقة الضربات الأميركية على المستودعات والمخابئ المحصنة، وصولاً إلى قادة ومشرفين لا تزال الجماعة تتكتم على مصيرهم.

ويتوقع الخبير العسكري اليمني جميل المعمري، أن استمرار الضربات الأميركية مدة عام كفيل بإنهاء القدرات الحوثية تماماً، وتسهيل هزيمتها عسكرياً، وإنهاء نفوذها، إلا أن تحركاً برياً يمكن أن يكون كفيلاً بإنجاز هذه المهمة خلال أشهر معدودة، وفق تقديره.

ويقول المعمري لـ«الشرق الأوسط» إن اختفاء القيادات الحوثية العليا حالياً يعقِّد من إمكانية استهدافها والوصول إلى مخابئها، مع اتخاذها إجراءات احترازية وأمنية مشددة، بينما ستجبرها المعارك الميدانية على الخروج والكشف عن مخابئها أو تنقلاتها، مما يسهل استهدافها.

من جهته، يوضح الخبير الأمني اليمني وليد الأثوري، أن العالم بات مفتوحاً أمام إمكانية جمع ورصد وتحليل الأهداف بطرق متقدمة، وأن ما يجري من استهداف الطيران الأميركي للأهداف الحوثية ما هو إلا نتائج طبيعية لعمليات الرصد المبكرة، سواء كانت بشرية أو تقنية.

عنصران حوثيان يقفان على آثار إحدى الغارات الأميركية في صنعاء (أ.ف.ب)

وطبقاً لحديث الأثوري لـ«الشرق الأوسط»، فإن العالم الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي باتت تسهم في الحصول على معلومات استخباراتية مباشرة، دون الحاجة إلى عمليات اختراق تقليدية، ما دام هناك بنك أهداف متنوع يتم التعامل معه وفق خطة عسكرية.​

مواجهة مفتوحة

حسب المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية؛ يكشف الخطاب الأميركي الجديد حول الضربات على الحوثيين عن تحول واضح نحو موقف أكثر عدوانية وأقل تسامحاً، مقارنة بالإدارات السابقة، ويتجلى ذلك في التأكيد على أن الحملة «لا هوادة فيها»، حتى تتوقف الهجمات الحوثية على الملاحة البحرية، وتعهد ترمب باستخدام «قوة قاتلة ساحقة» لتحقيق هذا الهدف.

وتعرَّض المركز في دراسة حديثة له إلى وصف ترمب جهود الإدارة السابقة ضد الحوثيين بالـ«ضعيفة بشكل مثير للشفقة»، والتصريحات الرسمية بأن الضربات تستهدف قادة حوثيين رئيسيين وبنية تحتية تُستخدم في الهجمات البحرية.

أتباع الجماعة الحوثية يتوعدون ترمب بالهزيمة في تجمع أسبوعي وسط العاصمة صنعاء (أ.ف.ب)

ويصل محمد فريد (معدُّ الدراسة) إلى وجود تحول استراتيجي مهم، بعد الحذر الذي انتهجته إدارة بايدن، مقارنة بالموقف الاستباقي الأكثر حزماً لإدارة ترمب، ومنح القيادة المركزية الأميركية صلاحيات أوسع لشن ضربات هجومية سريعة وحاسمة، وهو تحول عن نهج الإدارة السابقة التي تطلَّبت موافقة البيت الأبيض على مثل هذه العمليات.

ويذهب إلى ترجيح احتمال استمرار العملية العسكرية الأميركية في اليمن فترة طويلة، مع ازدياد احتمالية الدخول في مواجهة مباشرة مع إيران، وما في ذلك من تصعيد للصراع.