الأوضاع الصحية والإنسانية تتدهور في الجنوب

الطيران يحقق أهدافه في عدن.. والمقاومة تتقدم في أبين

سيدة يمنية تمشي صحبة طفلها قرب مقر إقامة القيادي الحوثي عبد الله يحيى الحكيم  بعد أن قصفته قوات التحالف في صنعاء أمس (أ.ف.ب)
سيدة يمنية تمشي صحبة طفلها قرب مقر إقامة القيادي الحوثي عبد الله يحيى الحكيم بعد أن قصفته قوات التحالف في صنعاء أمس (أ.ف.ب)
TT

الأوضاع الصحية والإنسانية تتدهور في الجنوب

سيدة يمنية تمشي صحبة طفلها قرب مقر إقامة القيادي الحوثي عبد الله يحيى الحكيم  بعد أن قصفته قوات التحالف في صنعاء أمس (أ.ف.ب)
سيدة يمنية تمشي صحبة طفلها قرب مقر إقامة القيادي الحوثي عبد الله يحيى الحكيم بعد أن قصفته قوات التحالف في صنعاء أمس (أ.ف.ب)

ناشد الدكتور أكرم عبد الله سعد، مدير هيئة مستشفى الرازي المنظمات والجمعيات الخيرية والإنسانية على إغاثة مستشفى الرازي المعروف زمنًا بكونه مُسْتَشْفَى حيويا لا يقتصر دوره على الحالات المرضية الوافدة إليه من المدينة ومناطق جعار وإنما معروف عنه باعتباره منشأة صحية وطنية يعالج آلاف الحالات الواصلة إليه من محافظات مجاورة، وقال مدير المستشفى لـ«الشرق الأوسط» إن «المستشفى يعاني نقصا حادا في الأدوية والمحاليل والأجهزة والمستلزمات الطبية والطاقة والوقود وغيرها من الأشياء الضرورية لتشغيل المستشفى وفي ظرفية حرجة كهذه التي يعيشها اليوم»، ولفت إلى أن المستشفى يستقبل أعدادا من القتلى والجرحى الواصلين إليه وبشكل يومي من جبهات زنجبار شقرة والكود والشيخ عبد الله وغيرها، وفي وقت يعيش فيه المستشفى نقصا شديدا في الأدوية والمستلزمات والمحاليل وحتى أسطوانات الأكسجين المادة الضرورية للعمليات الجراحية والإسعافات، فضلا عن الأطباء الذين ليس بمقدورهم المواظبة في العمل نتيجة لأزمة الوقود وما ترتب عنها من أزمات أثرت بدورها على طبيعة الخدمة الإنسانية التي يقدمها مستشفى المدينة، واعتبر دعم المستشفى بالضروريات العاجلة بمثابة القضية الملحة للسكان الذين وعلى شدة معاناتهم اليومية تبقى الخدمة الصحية على رأس الأولويات المطلوبة لهم وبصفة عاجلة وسريعة.
وفي محافظة الضالع، شمال عدن، حاولت قوات صالح والحوثي استعادة مواضعها التي فقدتها، أول من أمس الاثنين، إثر معركة ضارية أعقبت غارات طيران التحالف وأدت إلى مقتل خمسة وجرح نحو خمسة وعشرين بين صفوف المقاومة معظمهم من المدنيين، فيما تكبدت ميليشيات صالح والحوثي خسائر كبيرة في الأرواح والأسلحة، وقال مصدر في المقاومة الشعبية في الضالع لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات صالح والحوثي قامت عند العاشرة، من مساء أول من أمس، بشن هجوم معاكس هدف لاستعادة المواضع السابقة التي كان يسيطر عليها، إلا أن هذا الهجوم الذي استخدمت فيه مدفعية الدبابات والهاون وكذا الأسلحة المتوسطة وبشكل كثيف عبثي تم صده من المقاومة في مدينة الضالع والتي أجبرت هذه القوات المهاجمة على الانسحاب إلى مواضعها في معسكري عبود والجرباء الكائنين شرق وشمال مدينة الضالع».
وتستمر المواجهات المسلحة في جنوب اليمن الذي يحاول الحوثيون والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح إخضاع محافظاته بالقوة المسلحة، وشن طيران التحالف، قبل ظهر أمس، في محافظة عدن غاراته على قوات وتعزيزات قادمة إلى جبل حديد الذي يتوسط مدن خور مكسر والمعلا وكريتر، وقال مصدر في المقاومة الشعبية لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الغارات الجوية تركزت في جبل حديد المتاخم للميناءين الجوي والبحري اللذين كانا هدفا استراتيجيا لقوات صالح والحوثي المتمركزة ومنذ وقت مبكر في مثلث المطار المدني وجزيرة العمال وجبل حديد»، ولفت المصدر إلى أن ضرب الطيران لهذه المواقع الثلاثة ليس بجديد، فقد سبق وأن تم ضربها من الطيران والبوارج الحربية المرابطة في المياه الإقليمية ولمرات عدة، وإلى أن ضربة أمس تأتي امتدادا لضربات سابقة تم توجيهها لدبابات وعتاد وتجمعات القوات الموالية لصالح والحوثي والتي ركزت جل هدفها في السيطرة على المنفذين البحري والجوي، وهو ما يفسر استمرار الضربات وكذا المواجهات المستعرة في هذه الجيوب الباقية المتمثلة بوجود ميليشيات مدعومة بالسلاح الثقيل وفي مساحات ضيقة لا تتعدى جيوب صغيرة حول الميناء والمطار، فضلا عن طريق الشريط الساحلي شرق خور مكسر والذي أفادت آخر المعلومات عن مقتل نحو ثلاثين شخصا خلال مواجهات أمس وأول من أمس في محيط مستشفى الجمهورية، إذ قال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إنهم «شاهدوا الكثير من جثث القتلى وهي ملقية في مكانها بجوار المستشفى ومبنى فرع وزارتي الثقافة والإعلام وكذا الأحياء السكنية القريبة من طريق الكورنيش وجميعها شهدت مواجهات شرسة بين شباب المقاومة وميليشيات صالح والحوثي التي لجأت، أول من أمس، إلى مستشفى الجمهورية ومن داخله بدأت تخوض معركتها الأخيرة مع شباب المقاومة في عدن».وفي محافظة أبين شرق عدن، قالت المقاومة الشعبية إنها نظمت عمليات عسكرية نوعية خلال الأيام الثلاثة المنصرمة وذلك عقب تمكنها من تنظيم مكوناتها والبدء في عمليات عسكرية ضد قوات وميليشيات صالح والحوثي، وقال مصدر في المقاومة لـ«الشرق الأوسط» إن «المقاومة في زنجبار تمكنت من تدمير دبابة من اللواء 111 مساء أول من أمس الاثنين، إذ أجبرت المقاومة الميليشيات على وقف زحفها صوب معسكر القوات الخاصة المتمركزة به هذه المقاومة الشعبية». وفي مديرية لودر شرق أبين تمكنت المقاومة من إحراق عربة مشاة قتالية «بي إم بي» أسفل نقيل ثرة في لودر، وكذا قطع طريق الإمداد في منطقة أمعين الواقعة على الطريق الرئيس الرابط بين محافظتي البيضاء وأبين والذي يمثل ممرا مهما ومحوريا لنقل أي تعزيزات وقوات قادمة من صنعاء عبر ذمار والبيضاء إلى محافظتي أبين وعدن، إذ قدر لهذه المقاومة تدمير طقم عسكري في ذات الطريق العام وإعاقة حركة الإمدادات المتدفقة عبره. وعلى الصعيد الإنساني والخدمي والإغاثي قال محمود علي عاطف الكلدي مدير عام مديرية جعار لـ«الشرق الأوسط» إن «مدينة جعار تعاني وضعا خدميا وإنسانيا صعبا ويستلزمه جهد وإمكانية كبيرة كي تعود هذه الخدمات الضرورية والأساسية إلى سكان المدينة ومناطق المديرية عامة، ولفت لأن مدينة جعار استقبلت نحو 5 آلاف ومائتي نازح إليها، كما ومعاناتها زادت بنفاد السلع والمواد الأساسية يوما عن يوم، هذا إلى جانب معاناة السكان من انقطاع تيار الكهرباء ومنذ تسعة وعشرين يوما، ناهيك بعدم استلام موظفي الدولة وكذا القطاع الخاص لمرتباتهم الشهرية وهو ما ضاعف الأمر على آلاف الأسر المعتمدة كليا على المرتبات والإعانات.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».