قيادي في تيار المستقبل لـ («الشرق الأوسط»): مذكرات رستم غزالة باتت خارج سوريا

رجالات الأسد يتهاوون في عملية مبرمجة

صورة لرستم غزالة التقطت في ديسمبر 2011 أثناء حديثه للإعلام  بعد زيارته لمركز أمني استهدف بعملية انتحارية في دمشق (أ.ف.ب)
صورة لرستم غزالة التقطت في ديسمبر 2011 أثناء حديثه للإعلام بعد زيارته لمركز أمني استهدف بعملية انتحارية في دمشق (أ.ف.ب)
TT

قيادي في تيار المستقبل لـ («الشرق الأوسط»): مذكرات رستم غزالة باتت خارج سوريا

صورة لرستم غزالة التقطت في ديسمبر 2011 أثناء حديثه للإعلام  بعد زيارته لمركز أمني استهدف بعملية انتحارية في دمشق (أ.ف.ب)
صورة لرستم غزالة التقطت في ديسمبر 2011 أثناء حديثه للإعلام بعد زيارته لمركز أمني استهدف بعملية انتحارية في دمشق (أ.ف.ب)

كشف رئيس تيار المستقبل ورئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري، من واشنطن، عن أن رئيس شعبة الأمن السياسي في سوريا اللواء رستم غزالة اتصل بالتيار قبل مقتله وأراد أن يظهر على التلفزيون، «ويعلن عن أمر ما لا نعرف ما هو، وبعد ذلك مباشرة تم ضربه». وأوضح الحريري في جلسة حوار عُقدت في ويلسون سنتر في العاصمة الأميركية، أنّه «قبل يوم واحد من تعرضه للضرب، اتصل غزالة بشخص أعرفه وأعطيناه رقم تلفزيون (المستقبل)، فقد أراد أن يطل عبره، وأن يقول شيئا، ولكن الفرصة لم تتح له، كما حصل مع غازي كنعان الذي انتحر بخمس رصاصات».
ويندرج ما أعلنه الحريري في سياق الأخبار التي يتداولها ناشطون عن قرار النظام السوري تصفية كل الأشخاص الذي وردت أسماؤهم في إطار التحقيق الدولي في مقتل رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، خاصة وأن اسم غزالة ظهر أكثر من مرة في الشهادات المستمرة لمقربين من الحريري في المحكمة الدولية في لاهاي.
وأوضح مصدر سوري معارض لـ«الشرق الأوسط»، أن غزالة قد يكون تعرض للضرب، لأجل تبرير دخوله المستشفى، حيث تم حقنه بالفيروس القاتل. وأشار المصدر إلى أن المعلومات التي توفرت للمعارضين تؤشر إلى أن الاستخبارات السورية تراقب تحركات كل من تواصل مع غزالة خلال فترة وجوده في المستشفى، خوفا مما قد يكون أسر به قبيل وفاته، ومن بين هؤلاء شخصيات لبنانية وأطباء انتقلوا إلى دمشق من أجل معالجته.
وغزالة الذي أكد مقربون من النظام وفاته الأسبوع الماضي، حلقة في سلسلة طويلة من رجالات الأسد الذين تمت تصفيتهم منذ اغتيال الحريري في فبراير (شباط) 2005، وكان أولهم وأبرزهم، رئيس شعبة المخابرات السورية في لبنان ووزير الداخلية في سوريا غازي كنعان الذي أعلن عن خبر «انتحاره» في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام 2005. وكان كنعان من بين عدة مسؤولي أمن سوريين استجوبوا في إطار التحقيق الدولي في مقتل الحريري.
وقبيل وفاة كنعان، صرح الأسد بأن أي مسؤول سوري يثبت تورطه باغتيال رفيق الحريري سيحاكم بتهمة الخيانة. وآخر مقابلة مع كنعان كانت في اتصال هاتفي مع إذاعة «صوت لبنان»، أعرب فيها عن حزنه من المسؤولين اللبنانيين وخيبة أمله منهم، وختم المقابلة بقوله «هذا آخر تصريح ممكن أن أعطيه»، وطلب من مقدمة البرنامج أن تعطي تصريحه لثلاث محطات تلفزيونية لبنانية.
وأكد رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني السوري هيثم المالح، أن «كنعان قُتل داخل مكتبه تماما، كما أنّه تمت تصفية غزالة وغيرهما ممن لديهم معلومات عن جريمة اغتيال الحريري».
واعتبر المالح في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «إقدام النظام على تصفية المحيطين به إضافة إلى التطورات الميدانية، كلّها مؤشرات توحي بأن النظام بدأ يتهاوى». وقال: «نبهنا قيادات داخل سوريا إلى وجوب توخي الحذر في هذه المرحلة لأن سقوط النظام أصبح وشيكا، وآخر ما نريده أن يهرب الأسد».
ومن رجالات الأسد الذين تمت تصفيتهم أيضا بعد مقتل الحريري، المستشار الأمني للرئيس السوري الحالي و«ذراعه اليمنى» العميد محمد سليمان، الذي اغتيل بمدينة طرطوس السورية في أغسطس (آب) 2008 بواسطة قناص أطلق عليه النار من البحر. مع العلم أن سليمان كان من بين المسؤولين السوريين الذين طلب ديتليف ميليس، الرئيس السابق للجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري التحقيق معهم.
وفي يوليو (تموز) 2012 تم تفجير مبنى الأمن القومي السوري وسط دمشق، مما أدى إلى مقتل وزير الدفاع داود راجحة ونائبه آصف شوكت، صهر الأسد وأحد رجالاته السابقين في لبنان ورئيس مكتب الأمن القومي هشام بختيار ورئيس خلية إدارة الأزمة حسن تركماني.
وتوالت عمليات التصفيات لتطال في شهر أكتوبر من العام 2013، مدير فرع الاستخبارات العسكرية في سوريا جامع جامع والذي كان يتردد اسمه بجريمة اغتيال الحريري. وقد أفيد بوقتها بمقتله عبر شحنة ناسفة استهدفت موكبه في حي الجورة في دير الزور.
وقال القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش, أن «غزالة بدأ يشعر بالخطر في الأشهر الأخيرة التي سبقت موته حين أيقن أنّه بات خارج اللعبة وجاهز للتصفية، بعدما ورد اسمه خلال جلسات محاكمة قتلة الرئيس الحريري. وبالتالي هو إما أراد أن يتحدث لينقذ نفسه أو ليكون شاهد زور آخر». وكشف علوش عن أن «مذكرات غزالة باتت خارج سوريا وهي قد تكون مفيدة متى كُشف عنها».
ويبدو أن التصفيات لا تقتصر فقط على المسؤولين السوريين المقربين من الأسد، إذ طالت القائد العسكري السابق لحزب الله عماد مغنية والذي أفيد عن مقتله عام 2008 في انفجار بالعاصمة السورية دمشق، واتهمت سوريا وحزب الله حينها إسرائيل باغتياله. وأفاد تحقيق نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أخيرا، استنادا إلى التحقيقات في اغتيال الحريري، بأن أبرز المتهمين الخمسة في القضية، قد يكون طلب موافقة مغنية لتنفيذ التفجير الذي قتل فيه الحريري.
ويبقى اللواء بهجت سليمان، المسؤول الأمني البارز في النظام السوري، الضابط الأخير الذي لا يزال حيًا من بين الضباط السوريين الأربعة الذي حضروا الاجتماع الأخير الذي جمع الأسد بالحريري قبل اغتياله، باعتبار أنّه تمت تصفية كل من كنعان وجامع وغزالة.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».