بارزاني يلتقي قريبا قيادة حزب طالباني لبحث تشكيل حكومة كردستان

الاتحاد الوطني يطالب بحقه «التاريخي»

مسعود بارزاني، رئيس الإقليم
مسعود بارزاني، رئيس الإقليم
TT

بارزاني يلتقي قريبا قيادة حزب طالباني لبحث تشكيل حكومة كردستان

مسعود بارزاني، رئيس الإقليم
مسعود بارزاني، رئيس الإقليم

ينتظر أن يشهد الأسبوع الحالي جولة جديدة من المفاوضات حول تشكيل حكومة جديدة في إقليم كردستان تحت ضغوط كبيرة من قبل المواطنين ومنظمات المجتمع المدني للإسراع بتشكيل الحكومة التي أدى تأخير الإعلان عنها إلى العديد من الأزمات، لا سيما على صعيد تسيير الأمور الإدارية والمالية المتعلقة بالمواطنين. مصادر كردية بينت أن مسعود بارزاني، رئيس الإقليم، سيجتمع هذا الأسبوع مع قادة الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني لبحث أوضاع الإقليم ومسألة تشكيل الحكومة. وكان بارزاني العائد توا من جولة خارجية قد «اطلع عن كثب»، حسب بيان نشر على موقع رئاسة الإقليم، على حالة الرئيس طالباني الذي يعالج في ألمانيا من جلطة دماغية ألمت به أواخر عام 2012.
وحول التأخير في إعلان التشكيلة الحكومية الجديدة، أكد بلال سليمان عضو المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في الإقليم، أن جماعته حسمت أمرها وقررت المشاركة في حكومة ذات قاعدة عريضة تشارك فيها جميع القوى والأحزاب الفائزة في الانتخابات النيابية التي جرت في 21 سبتمبر (أيلول) الماضي في الإقليم. وبين سليمان في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن المشكلة الأساسية للحزب الديمقراطي الكردستاني، صاحب الأغلبية النيابية الذي تقع على عاتقه مسؤولية تشكيل الحكومة، تكمن في «إيجاد توافق» بين الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير التي يتزعمها نوشيروان مصطفى وجاءت في المرتبة الثانية في الانتخابات الأخيرة مزيحة الاتحاد إلى المركز الثالث. وكشف سليمان عن أن جماعته هي الأخرى «رفضت مقترح أن يكون هناك ثلاثة نواب لرئيس الحكومة مثلما رفضته حركة التغيير».
من جهة أخرى، نفت النائبة عن قائمة الاتحاد الوطني الكردستاني في برلمان الإقليم، كشه دارا حفيد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن يكون حزبها هو السبب في تأخير إعلان التشكيلة الحكومية الثامنة، رافضة أيضا أن يعامل حزبها من حيث نصيبه من حقائب ومناصب التشكيلة الحكومية المقبلة، وفقا عدد مقاعده البرلمانية، مشددة على أن لحزبها «باعا طويلة في النضال في صفوف الحركة التحررية الكردية، وقدم الكثير من التضحيات في سبيل العملية السياسية».
وطالبت النائبة الحزب الديمقراطي الكردستاني بالاستماع إلى كل المطالب المقدمة إليه من كل القوى المشاركة «وبالأخص الاتحاد الوطني الكردستاني ومراعاة هذه المطالب والاستعجال في تشكيل الحكومة». كما نفت النائبة أن يكون لتأخر الإعلان عن التشكيلة الحكومية علاقة بالوضع الداخلي للاتحاد الوطني ولا بمقرح تعيين نائبين أو ثلاثة لرئيس مجلس الوزراء.. «بل إن هذه المسألة لها علاقة بالمشاركة الجماعية لكل الأحزاب والتيارات، وبالأخص من كانت في جبهة المعارضة ولم تشارك في التشكيلتين الحكوميتين السابقتين في عامي 2009 و2011». وقالت إن «من يتهم الاتحاد الوطني بأنه وراء التأخير، يجافي الحقيقة، لأن جميع الأحزاب والمكونات المشاركة في العملية السياسية تتحمل المسؤولية».
وحذرت النائبة عن الاتحاد الوطني من أن «وجود أكثر من نائب لرئيس مجلس الوزراء لن ينتج عنه إلا حكومة ضعيفة ذات مشكلات كبيرة لن تستطيع حلها بسهولة»، مضيفة أن مثل هذه الحكومة «ستكون حكومة أزمات».



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.