مدريد تدعم القاهرة لمقعد مجلس الأمن غداة زيارة الرئيس المصري إلى إسبانيا

رينزي يدعو لقمة أوروبية حول قضايا المتوسط

مدريد تدعم القاهرة لمقعد مجلس الأمن  غداة زيارة الرئيس المصري إلى إسبانيا
TT

مدريد تدعم القاهرة لمقعد مجلس الأمن غداة زيارة الرئيس المصري إلى إسبانيا

مدريد تدعم القاهرة لمقعد مجلس الأمن  غداة زيارة الرئيس المصري إلى إسبانيا

بينما يتوجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم، في زيارة هي الأولى له إلى إسبانيا، أعلنت مدريد أنها تدعم المساعي المصرية للحصول على العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي في دورته القادمة عبر اتصالات بالدول الصديقة، في حين أكد رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي خلال اتصال هاتفي مع السيسي أمس دعوة بلاده لعقد قمة غير عادية للمجلس الأوروبي لبحث كافة قضايا المتوسط، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب في تلك المنطقة الحيوية.
ويأتي ذلك بالتزامن مع لقاء ثلاثي جمع بين وزراء خارجية مصر والأردن والولايات المتحدة في نيويورك جرى خلاله التباحث حول أوضاع المنطقة في ظل المتغيرات الإقليمية الأخيرة.
وتأتي زيارة السيسي إلى إسبانيا تلبية لدعوة ملكها فيليبي السادس في شهر فبراير (شباط) الماضي. وستشهد الزيارة، التي تبدأ رسميا غدا (الخميس)، مباحثات ثنائية بين العاهل الإسباني والرئيس المصري، إلى جانب توقيع عدة اتفاقات في مختلف المجالات خلال لقاء الرئيس مع رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، ولقاء عدد من رجال الأعمال ورؤساء أبرز الشركات.
وأشار السفير المصري لدى إسبانيا أحمد إسماعيل عبد المعطي، أمس، إلى أن مدريد تبدي اهتماما لافتا بزيارة الرئيس المصري، منوها بإقامة الملك فيلبي مأدبة عشاء مساء اليوم للسيسي دلالة على ذلك، رغم انشغال إسبانيا بالاستعدادات لعدد من الانتخابات خلال العام الحالي، أولها في نهاية مايو (أيار) المقبل. وقال إن إسبانيا تهتم بتوسيع تعاونها التجاري والاستثماري والصناعي مع مصر التي تتمتع بسوق واسعة، وبموقعها الاستراتيجي الذي يؤهلها لأن تكون بوابة للصادرات الإسبانية للمنطقتين العربية والأفريقية، كما سيزداد هذا الموقع أهمية بعد الانتهاء من مشروع تنمية محور قناة السويس.
وأضاف عبد المعطي، أن هذه المباحثات تستهدف تدعيم العلاقات الثنائية بين مصر وإسبانيا في مختلف المجالات، خاصة في ما يتعلق بزيادة التبادل التجاري والاستثمارات وحجم السياحة الإسبانية في مصر، وتنشيط العلاقات الثقافية، إلى جانب استعراض عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وأبرزها مكافحة الإرهاب والهجرة غير المشروعة.
كما أوضح السفير في تصريحات أمس أن الحكومة الإسبانية قررت دعم مساعي مصر للحصول على العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي في دورته القادمة، وذلك باتصالاتها المستمرة مع الدول والدوائر المؤثرة القريبة منها في منطقة أميركا اللاتينية وآسيا والاتحاد الأوروبي.
وتابع: «الدعم الإسباني ينبع من تقدير مدريد للدور المصري في دعم الاستقرار في الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب الدولي، إلى جانب العلاقات التاريخية والاستراتيجية والاقتصادية التي تربط بين البلدين».
من جهة أخرى، أكد رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي خلال اتصال هاتفي مع الرئيس السيسي، أمس، حرصه على تسوية الأوضاع في منطقة المتوسط، والجهود الدولية التي تقوم بها إيطاليا في إطار تأمين المتوسط، ولا سيما في ما يتعلق بضرورة تسوية الأزمة الليبية.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بأن رينزي نوّه خلال الاتصال بدعوة بلاده لعقد قمة غير عادية للمجلس الأوروبي لبحث كافة قضايا المتوسط، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب في تلك المنطقة الحيوية. وذكر رينزي أن المجتمع الدولي أضحى أكثر إدراكًا للخطر الذي تمثله الأزمة الليبية؛ ليس فقط على مصر وإيطاليا، وإنما على العالم أجمع.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن رئيس الوزراء الإيطالي استمع خلال الاتصال لتقييم الرئيس المصري للموقف، حيث أكد على أهمية استعادة الدول التي تعاني من ويلات الإرهاب لكامل هيبتها وسيطرتها على أراضيها لتتمكن من الحفاظ على مقدراتها وحماية شعوبها من أخطار التطرف والإرهاب.
ونوّه السيسي بأهمية عقد القمة الأوروبية المشار إليها، مؤكدًا أنه يتعين مواجهة الإرهاب بشكل شامل لا يعتمد فقط على المواجهات العسكرية والجوانب الأمنية، وإنما يمتد ليشمل الجوانب التنموية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي، فضلاً عن الأبعاد الثقافية والفكرية.
وأكد الرئيس المصري على أهمية تعزيز التعاون المشترك بين مصر وإيطاليا والاتحاد الأوروبي في الجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب، بما يحقق الأمن والاستقرار لشعوب منطقة المتوسط.
وفي ما يتعلق بتسوية الأزمة الليبية، أكد الرئيس على أهمية دعم مؤسسات الدولة الليبية المتمثلة في الحكومة والبرلمان المنتخب والجيش الوطني الليبي، الذي يتعين تعزيز قدراته العسكرية، فضلاً عن ضرورة وقف إمدادات المال والسلاح للجماعات الإرهابية والمتطرفة العاملة على الأراضي الليبية.
على صعيد ذي صلة بالتحديات التي تواجه المنطقة، شهدت أروقة الأمم المتحدة أمس لقاء ثلاثيا جمع وزير الخارجية المصري سامح شكري مع نظيريه الأردني ناصر جودة، والأميركي جون كيري، وذلك على هامش مشاركتهم في أعمال مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وقال السفير بدر عبد العاطي، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، إن اللقاء بين وزراء الخارجية الثلاثة تناول التنسيق فيما بينهم حيال الموضوعات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها الأوضاع بصفة عامة في الشرق الأوسط في ظل ما تشهده من أحداث وتطورات مختلفة، بما في ذلك خطر الإرهاب واستشراء التنظيمات الإرهابية في المنطقة والجهود المبذولة في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي.
وذكر المتحدث أن شكري تشاور مع جودة وكيري حول مسار القضية الفلسطينية وسبل دفعها للإمام في إطار المرجعيات الدولية المتفق عليها ومبادرة السلام العربية، فضلا عن تناول تطورات الأوضاع في اليمن وسبل تنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير في هذا الشأن بما يضمن استعادة الشرعية.
وأضاف المتحدث أن الوزراء الثلاثة تناولوا أيضا تطورات الأزمة السورية وسبل دفع الحل السياسي للأمام في إطار تنفيذ مقررات مؤتمر جنيف1، فضلا عن التطورات الحالية في العراق. كما بحثوا أيضا التطورات السياسية والأمنية الحالية في ليبيا ودعم جهود المبعوث الأممي برناردينو ليون في دفع التوصل إلى حل سياسي يضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية ودعم جهود مكافحة الإرهاب، إضافة التشاور حول سبل مكافحة ظاهرة الإرهاب باعتبارها ظاهرة عالمية تتطلب تضافر الجهود الدولية لمحاربتها واجتثاثها من جذورها.
وأوضح السفير عبد العاطي، أن شكري التقى كيري أول من أمس في نيويورك في لقاء ثنائي، تناول العلاقات الثنائية وسبل تطويرها بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين، فضلا عن انعقاد مؤتمر عام 2015 لمراجعة معاهدة عدم الانتشار النووي في ضوء جدول أعمال المؤتمر والأهداف المبتغاة من انعقاده وسبل العمل على تنفيذها.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.