دراسة تكشف الآثار الجانبية للعقاقير المخفضة للكوليسترول

دراسة تكشف الآثار الجانبية للعقاقير المخفضة للكوليسترول
TT

دراسة تكشف الآثار الجانبية للعقاقير المخفضة للكوليسترول

دراسة تكشف الآثار الجانبية للعقاقير المخفضة للكوليسترول

كشفت أكبر دراسة من نوعها أن الآثار الجانبية للعقاقير المخفضة للكوليسترول (الستاتين) مبالغ فيها وأقل شيوعا بكثير مما كان يعتقد؛ إذ يعتقد الباحثون في بولندا أن ما لا يقل عن 6 % من مستخدمي الستاتين سيطورون بالفعل "عدم تحمل الستاتين"، وذلك حسبما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وحسب الصحيفة، أوضح البروفيسور ماسيج باناخ أخصائي أمراض القلب بجامعة لودز الطبية أن نتائج فريقه (بناء على مراجعة 170 دراسة حالية تضم 4 ملايين شخص) تُظهر أن العقاقير المخفضة للكوليسترول "يمكن استخدامها بأمان لدى معظم المرضى". مؤكدا "مهم للغاية لخفض مستويات الكوليسترول لديهم والوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة".
وفي هذا الاطار، تعمل الستاتينات عن طريق الحد من إنتاج "الكوليسترول الضار" (كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة -LDL) والذي يمكن أن يصلب الشرايين ويضيقها ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وقد أثبتت الدراسات مرارا وتكرارا أن الدواء ينقذ الأرواح. فيما يعتقد الأطباء أن عشرات الآلاف من الأشخاص يموتون كل عام بسبب تجنبهم تناول هذه الأقراص المنقذة للحياة. وغالبا بسبب الآثار الجانبية.
وقد قام الباحثون بمراجعة 176 دراسة حول معدل عدم تحمل الستاتين بما فيهم 4.1 مليون مريض. وكان متوسط ​​عمر المشاركين 60 عاما ونسبة الإناث 40 %، وبعد متابعة المرضى لمدة عام ونصف العام وجد الباحثون أن 9.1 ٪ من المرضى أظهروا علامات عدم تحمل الستاتين عندما يضطر الناس إلى التوقف عن تناول الدواء بسبب آثاره الجانبية. ولكن استخدام معايير مختلفة لقياس عدم تحمل العقاقير المخفضة للكوليسترول أظهر أن المشكلة كانت أقل شيوعا.
من جانبهم، يقول الباحثون إنه من "المهم للغاية" أن يعرف الأطباء المجموعات المعرضة لخطر العقاقير المخفضة للكوليسترول حتى يمكن التفكير في علاجات أخرى مثل جرعة أقل أو عقاقير أخرى.
وبحسب البروفيسور باناخ "يجب على الأطباء أيضا تقييم ما إذا كانت الآثار الجانبية المتصورة لدى المرضى يمكن أن تكون نتيجة لتصوراتهم أن العقاقير المخفضة للكوليسترول ضارة". قائلا إن تأثير nocebo أو drucebo يمكن أن يكون مسؤولا عن أكثر من 50% من جميع الأعراض بدلا من الدواء نفسه".
وخلص باناخ الى ان "هذه النتائج تظهر بوضوح أن المرضى لا يحتاجون إلى الخوف من العلاج بالستاتين لأنه يمكن تحمله جيدا بنسبة تصل إلى 93 %، وهو ما يشبه أو حتى أفضل من أدوية القلب الأخرى بما في ذلك أدوية خفض ضغط الدم وتجلط أو انسداد الأوعية الدموية. علاوة على ذلك، يحتاج المرضى إلى معرفة أن العقاقير المخفضة للكوليسترول قد تطيل حياتهم، وفي الحالات التي تظهر فيها الآثار الجانبية، لدينا معرفة كافية لإدارة هذه الآثار بشكل فعال".


مقالات ذات صلة

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

كيف تحوّل روتينك اليومي إلى مصدر «للفرح والرضا»؟

كشف مسح جديد أن واحداً من كل أربعة أميركيين يمر بنوبات من الملل مع روتينه (رويترز)
كشف مسح جديد أن واحداً من كل أربعة أميركيين يمر بنوبات من الملل مع روتينه (رويترز)
TT

كيف تحوّل روتينك اليومي إلى مصدر «للفرح والرضا»؟

كشف مسح جديد أن واحداً من كل أربعة أميركيين يمر بنوبات من الملل مع روتينه (رويترز)
كشف مسح جديد أن واحداً من كل أربعة أميركيين يمر بنوبات من الملل مع روتينه (رويترز)

يعتقد البعض أنه عليه الذهاب في إجازة باهظة، أو على الأقل الانتظار حتى انتهاء أسبوع العمل، للشعور بالسعادة والرضا الحقيقيين في الحياة. في الواقع، يمكنك أن تجد الفرح في روتينك اليومي، كما تقول المؤلفة وخبيرة اتخاذ القرارات السلوكية كاسي هولمز، بحسب تقرير لشبكة «سي إن بي سي».

وفقاً لمسح حديث أجري على ألفين من سكان الولايات المتحدة، يمر واحد من كل أربعة أميركيين بنوبات من الملل مع روتينه. لمكافحة ذلك، تقول هولمز لنفسها عبارة بسيطة في اللحظات التي تدرك فيها أنها غير مهتمة: «احسب الوقت المتبقي».

على سبيل المثال، كانت هولمز تأخذ ابنتها في مواعيد لشرب الشاي منذ أن كانت في الرابعة من عمرها. بعد خمس سنوات، يمكن أن تبدو جلسات التسكع وكأنها مهمة روتينية.

قالت هولمز: «الآن أصبحت في التاسعة من عمرها، لذلك ذهبنا في الكثير من المواعيد في الماضي... لكن بعد ذلك، فكرت، (حسناً، كم عدد المواعيد المتبقية لنا)؟».

بدلاً من الانزعاج من النزهات المتكررة، بدأت في حساب عدد الفرص المتبقية لها للاستمتاع قبل أن تكبر ابنتها وتنتهي أوقات الترابط هذه.

أوضحت هولمز، التي تبحث في الوقت والسعادة «في غضون عامين فقط، سترغب في الذهاب إلى المقهى مع أصدقائها بدلاً مني. لذا سيصبح الأمر أقل تكراراً. ثم ستذهب إلى الكلية... ستنتقل للعيش في مدينة أخرى».

ساعدها حساب الوقت المتبقي لها في العثور على «الفرح والرضا» في المهام الروتينية.

«الوقت هو المورد الأكثر قيمة»

إلى جانب مساعدتك في العثور على السعادة، قالت هولمز إن التمرين السريع يدفعها إلى إيلاء اهتمام أكبر لكيفية قضاء وقتها. لم تعد تستخف بالنزهات مع ابنتها -بدلاً من ذلك، تسعى إلى خلق المحادثات والتواصل الفعال، وهو أمر أكثر أهمية.

من الأهمية بمكان ما أن تفعل الشيء نفسه إذا كنت تريد تجنب الشعور بالندم في المستقبل، وفقاً لعالم النفس مايكل جيرفيس.

وشرح جيرفيس لـ«سي إن بي سي»: «الوقت هو المورد الأكثر قيمة لدينا... في روتين الحياة اليومي، من السهل أن تخرج عن التوافق مع ما هو الأكثر أهمية بالنسبة لك. لكن العيش مع إدراكنا لفنائنا يغير بشكل أساسي ما نقدره وكيف نختار استخدام وقتنا».

وأضاف: «إن تبنّي حقيقة أننا لن نعيش إلى الأبد يجعل قيمنا في بؤرة التركيز الحادة. بمجرد إدراكك أن الوقت هو أغلى السلع على الإطلاق، فلن يكون هناك انقطاع بين الخيارات التي تريد اتخاذها وتلك التي تتخذها بالفعل».