الأردن يمضي قدماً في الإصلاحات الاقتصادية

مدعوماً من «النقد الدولي»

قال وزير المالية الأردني إن بلاده ستسرع زخم الإصلاحات الهيكلية المدعومة من صندوق النقد (رويترز)
قال وزير المالية الأردني إن بلاده ستسرع زخم الإصلاحات الهيكلية المدعومة من صندوق النقد (رويترز)
TT
20

الأردن يمضي قدماً في الإصلاحات الاقتصادية

قال وزير المالية الأردني إن بلاده ستسرع زخم الإصلاحات الهيكلية المدعومة من صندوق النقد (رويترز)
قال وزير المالية الأردني إن بلاده ستسرع زخم الإصلاحات الهيكلية المدعومة من صندوق النقد (رويترز)

قال وزير المالية الأردني محمد العسعس، إن الأردن سيسرع زخم الإصلاحات الهيكلية المدعومة من صندوق النقد الدولي في 2022، للمساعدة في تسريع التعافي الوليد في الاقتصاد الذي تضرر بشدة من جائحة فيروس كورونا والاضطرابات في المنطقة.
وقال العسعس، مساء الاثنين، للنواب قبل جلسة للبرلمان أقرت موازنة 2022 البالغة 10.6 مليار دينار (15 مليار دولار)، إن الأردن لن يستطيع تحمل أي تأخير في الإصلاحات. وأضاف في كلمة قبل التصويت على الموازنة: «عملية الإصلاح ومعالجة التشوهات والاختلالات أصبحت أكثر إلحاحاً، بل وإلزاماً مما كانت عليه من قبل».
وقال صندوق النقد الدولي في يناير (كانون الثاني) الماضي، بعد أن أكملت المملكة مراجعة ثالثة لبرنامج طموح مدته أربع سنوات بقيمة 1.5 مليار دولار، إن التقدم الذي أحرزته على صعيد الإصلاحات يساعد في الحفاظ على استقرار الاقتصاد الكلي مع دعم التعافي الناشئ.
وقال العسعس، إن العودة إلى نمو بنسبة اثنين في المائة العام الماضي بعد انكماش حاد بنسبة 1.5 في المائة في 2020، الناجم عن تداعيات الجائحة، الذي كان الأسوأ منذ عقود، يُظهر «بوادر الانتعاش الاقتصادي». ومن المتوقع أن يصل النمو إلى 2.7 في المائة في 2022، مما يشير إلى نهاية للركود والعودة إلى مستويات ما قبل الوباء.
وقال العسعس، الذي نال إشادة من صندوق النقد الدولي عما قال الصندوق إنها إصلاحات مالية سليمة أغلقت الثغرات الضريبية، ووسعت القاعدة الضريبية، وحققت أكبر زيادات في الإيرادات منذ سنوات، إن العجز في الموازنة العامة انخفض 453 مليون دينار، ليبلغ 5.4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في 2021 مقابل سبعة في المائة في العام السابق.
وقال صندوق النقد إن من المقرر أن ينخفض العجز إلى 3.1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في موازنة 2022.
وانتقد عدد كبير من النواب، خلال جلسة استمرت ستة أيام، الحكومة، لإخفاقها في خفض الدين العام الذي بلغ 29 مليار دينار، أو ما يقرب من 91 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. ودعوا إلى توفير المزيد من الوظائف الحكومية لامتصاص البطالة التي سجلت مستويات قياسية بلغت نحو 24 في المائة.
وألقى العسعس باللوم في ارتفاع الدين العام على عمليات اقتراض كثيرة خلال العقد الماضي لتغطية ارتفاع التكاليف الأمنية، في وقت شهد اضطرابات في المنطقة إلى جانب إغلاق الحدود مع سوريا والعراق، التي تفاقمت مع تدفق كبير للاجئين.
وقال العسعس، إن خدمة الدين ستنخفض في 2022 لأول مرة منذ سنوات، مع إتاحة تمويل أرخص حل محل الاقتراض التجاري مع قروض ميسرة من مانحين رئيسيين. وقال العسعس إن تحسن النظرة المستقبلية للأردن ساعده في الحفاظ على تصنيفات سيادية مستقرة في وقت جرى فيه خفض تصنيفات أسواق ناشئة أخرى.



«يجب أن نتحرك»... أوروبا ترد على رسوم ترمب بإجراءات مضادة على سلع أميركية

رئيسة المفوضية الأوروبية لاين تتحدث في البرلمان الأوروبي (د.ب.أ)
رئيسة المفوضية الأوروبية لاين تتحدث في البرلمان الأوروبي (د.ب.أ)
TT
20

«يجب أن نتحرك»... أوروبا ترد على رسوم ترمب بإجراءات مضادة على سلع أميركية

رئيسة المفوضية الأوروبية لاين تتحدث في البرلمان الأوروبي (د.ب.أ)
رئيسة المفوضية الأوروبية لاين تتحدث في البرلمان الأوروبي (د.ب.أ)

رد الاتحاد الأوروبي سريعاً على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب والألمنيوم، والتي دخلت حيز التنفيذ يوم الأربعاء، وذلك بعد إجراءات عقابية مضادة، قال إنها ضرورية لحماية المستهلكين والشركات.

وأكد البيت الأبيض الرسوم الجمركية - التي ستؤثر على كندا وأستراليا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى - في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، لكنه قال إن ترمب لم يعد يخطط لرفع الرسوم الجمركية على المعادن من كندا إلى 50 في المائة.

وكان رد الاتحاد الأوروبي سريعاً، قائلاً إنه سيفرض رسوماً جمركية مضادة على سلع أميركية بقيمة 26 مليار يورو (28.33 مليار دولار)، بدءاً من أبريل (نيسان).

وصرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين للصحافيين يوم الأربعاء بأن الاتحاد الأوروبي «يجب أن يتحرك لحماية الشركات والمستهلكين... نأسف بشدة لهذا الإجراء (الذي اتخذته الولايات المتحدة)». وأضافت: «الرسوم الجمركية هي ضرائب، وهي ضارة بالأعمال التجارية وأسوأ للمستهلكين، فهي تُعطّل سلاسل التوريد، وتُثير حالة من عدم اليقين في الاقتصاد، وتُهدد الوظائف، وترفع الأسعار، ولا أحد يحتاج إلى ذلك، ولا أي من الطرفين يحتاج إليه».

وأوضحت دير لاين أن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي «هي الأكبر في العالم»، وأن هذه العلاقة جلبت «الازدهار والأمن لملايين الناس»، بالإضافة إلى خلق فرص عمل على جانبي المحيط الأطلسي.

وسيشهد النهج المزدوج للاتحاد الأوروبي إعادة فرض الرسوم الجمركية المُعلّقة سابقاً على صادرات أميركية بقيمة 8 مليارات يورو، ومجموعة من التدابير المضادة الجديدة على سلع بقيمة 18 مليار يورو، في خطوة وصفتها فون دير لاين سابقاً بأنها «قوية ولكنها متناسبة».

وأضافت في بيان: «سنبقى دائماً منفتحين على التفاوض».

وأعلن الاتحاد الأوروبي أن الرسوم الجمركية ستؤثر على صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة بقيمة تصل إلى 26 مليار يورو (28.3 مليار دولار). وتُطبق هذه الرسوم على الفولاذ والألمنيوم الصناعيين، ومنتجاتهما الأخرى شبه المصنعة والنهائية، بالإضافة إلى مشتقاتهما التجارية، مثل قطع غيار الآلات وإبر الحياكة.

أحدث تطور في حرب تجارية محتدمة

يُمثل هذا الإجراء المتبادل أحدث تطور في حرب تجارية محتدمة، اتسمت بوعود جريئة بفرض رسوم جمركية - وما تلاه من تراجعات وتأخيرات - من قِبَل ترمب.

وامتدت التوترات التجارية إلى الأسواق في الأيام الأخيرة وسط مخاوف متزايدة من أن الرسوم الجمركية قد تدفع أكبر اقتصاد في العالم نحو الركود.

وعلى عكس المكسيك وكندا والصين، لم تتأثر المنتجات ذات المنشأ الأوروبي برسوم ترمب الجمركية حتى دخلت رسوم الصلب والألمنيوم حيز التنفيذ يوم الأربعاء.

تتصاعد التوترات بين واشنطن وبروكسل منذ تنصيب ترمب في يناير (كانون الثاني)، عندما أشار زعيم البيت الأبيض فوراً إلى نيته فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي.

وصرح ترمب في اجتماع لمجلس الوزراء في 26 فبراير (شباط): «لقد استغلونا حقاً»، مضيفاً: «إنهم لا يقبلون سياراتنا، ولا يقبلون، أساساً، منتجاتنا الزراعية. يتذرعون بشتّى الأسباب التي تمنعهم من ذلك. ونحن نقبل كل شيء منها».

يُعدّ العجز التجاري للولايات المتحدة مع عدد من شركائها التجاريين الرئيسيين، بما في ذلك كندا والاتحاد الأوروبي، من أكبر مصادر قلق ترمب.

وتُظهر بيانات المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي حقق فائضاً تجارياً قدره 155.8 مليار يورو (159.6 مليار دولار) مع الولايات المتحدة في السلع عام 2023، لكنه عانى عجزاً قدره 104 مليارات يورو في الخدمات. إجمالاً، بلغت قيمة تجارة السلع والخدمات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في عام 2023 ما قيمته 1.6 تريليون يورو (1.68 تريليون دولار)، وفقاً للاتحاد الأوروبي.

وتُشكل الآلات والمركبات الحصة الكبرى من صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة حسب مجموعة المنتجات، تليها المواد الكيميائية، والسلع المصنعة الأخرى، والمنتجات الطبية والصيدلانية.