الدبيبة يواصل تمسكه بالسلطة... وباشاغا يحشد شرق ليبيا لحكومته

وسط دعوات أميركية للتهدئة وخفض التوتر

ستيفاني ويليامز خلال لقائها خالد المشري في طرابلس مساء أول من أمس (حساب ويليامز على تويتر)
ستيفاني ويليامز خلال لقائها خالد المشري في طرابلس مساء أول من أمس (حساب ويليامز على تويتر)
TT

الدبيبة يواصل تمسكه بالسلطة... وباشاغا يحشد شرق ليبيا لحكومته

ستيفاني ويليامز خلال لقائها خالد المشري في طرابلس مساء أول من أمس (حساب ويليامز على تويتر)
ستيفاني ويليامز خلال لقائها خالد المشري في طرابلس مساء أول من أمس (حساب ويليامز على تويتر)

بينما تستعد ليبيا للاحتفال بمرور 11 عاما على الإطاحة بنظام حكم العقيد الراحل معمر القذافي، تواصل أمس الانقسام السياسي في البلاد، بعدما تعهد عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، بإحباط ما وصفها بـ«المؤامرة»، فيما انتقل غريمه ومنافسه فتحي باشاغا، المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة، إلى شرق البلاد في إطار المشاورات التي يجريها قبل الإعلان عنها.
وأكد الدبيبة خلال اجتماعه، مساء أول من أمس، مع عدد من قادة الميليشيات المسلحة الموالية لحكومته أمام مقرها في العاصمة طرابلس، تمسكه بعدم السماح بتنفيذ «المؤامرة»، في إشارة إلى مساعي تنصيب الحكومة الجديدة بدل حكومته.
وشكل الدبيبة لجنة مكونة من عشرة أشخاص، بمن فيهم وزراء العدل والتعليم العالي والثقافة لصياغة «قانون الانتخابات البرلمانية» في مدة لا تتجاوز 3 أسابيع، على أن تعتمده الحكومة، وتنتخب على أساسه البرلمان المقبل للبلاد.
في المقابل، وصل باشاغا إلى مدينة القبة للقاء عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، بعد زيارة مماثلة مساء أول من أمس إلى مدينة بنغازي (شرق)، وذلك في إطار المشاورات التي يجريها قبل إعلان تشكيل حكومته، حيث اجتمع مع المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني.
وقالت مصادر مقربة من حفتر إن أحد التعهدات، التي قطعها باشاغا له لتمرير الحكومة، اختيار شخصية عسكرية من «الجيش الوطني» لمنصب وزير الدفاع. وكان باشاغا قد أكد أنه «جاء ليحتوي كل ليبيا تحت سقف الدولة دون إقصاء أو تهميش، أو انتقام أو مغالبة». وقال مكتبه في بيان إنه استغل لقاءه مع أبرز قيادات مصراتة سواء المؤيدة للحكومة الحالية، أو المترددة والمتخوفة والمعارضة للخريطة السياسية التي أطلقها مجلسا النواب والدولة «لتبديد مخاوف الأكثرية وطمأنة الجميع». كما تعهد باشاغا بعدم وقوع أي صدام مع حكومة الدبيبة، وقال إنه سيتم تبادل السلطة بشكل «سلس وآمن» عندما يحين موعد ذلك.
بدوره قال خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة، إن اجتماعه مساء أول من أمس مع ستيفاني ويليامز، المستشارة الأممية في العاصمة طرابلس، أكد على ضرورة استمرار التشاور والتوافق بين جميع الأطراف، والتأسيس للمصالحة الوطنية الشاملة بهدف الوصول للانتخابات وإنهاء المراحل الانتقالية، وتحقيق الاستقرار الدائم بالبلاد.
وقالت ويليامز إنها أكدت خلال الاجتماع على ضرورة استمرار المشاورات، والتوافق بين جميع الفاعلين السياسيين للحفاظ على الهدوء والاستقرار، والتأسيس لمصالحة وطنية شاملة، قصد الوصول إلى الانتخابات الوطنية.
وكانت ويليامز قد أكدت لدى اجتماعها مع رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، ونائبه عبد الله اللافي على أهمية الحفاظ على الهدوء، مشيرة إلى أنها أخذت علما بما وصفته بروح التوافق، التي أبداها مجلسا النواب والدولة في التطورات السياسية الأخيرة. موضحة أنها ناقشت خلال الاجتماع جهود المجلس الرئاسي لتفعيل ملف المصالحة الوطنية، ولا سيما تشكيل لجان محددة، وقرب الانتهاء من صياغة التشريعات اللازمة لعرضها على مجلس النواب، إضافة إلى استمرار دعم الأمم المتحدة لهذا المشروع الوطني الحيوي.
في سياق ذلك، تظاهر محتجون أمام مقر البعثة الأممية في العاصمة طرابلس، أمس، للمطالبة بدعم إجراء الانتخابات في موعدها حسب بنود خريطة طريق جنيف، ورفعوا شعارات تدعو لحل مجلسي النواب والدولة.
من جهته، حث السفير الأميركي، ريتشارد نورلاند، «جميع القادة الليبيين على التهدئة وخفض التوتر، الذي يمكن أن يؤدي إلى العنف، وعدم إغفال إرادة غالبية الشعب الليبي، الذي يرغب في اختيار قيادته من خلال انتخابات حرة ونزيهة».
ولفت نورلاند لدى اجتماعه، مساء أول من أمس، مع أعضاء تكتل فزان النيابي في تونس إلى اعتزام المؤسسات الليبية اتخاذ قرارات بشأن المستقبل القريب لقيادة البلاد، مشيرا إلى أن اللقاء ناقش أيضا مقترحات مهمة لإصلاح القوانين الانتخابية بما يضمن نجاحها، حيث اطلع المجتمعون على رؤيتهم لدور فزان في مستقبل ليبيا، وضرورة أن تجري ليبيا الانتخابات في أقرب وقت ممكن لضمان احترام إرادة 2.8 مليون ليبي. موضحا أنه تم الاتفاق على أن إجراء الانتخابات في الوقت المناسب «يمثل أفضل طريق نحو ليبيا آمنة وموحدة ومزدهرة».
في غضون ذلك، تستعد حكومة الدبيبة للاحتفال بالذكرى الـ11 لـ«ثورة السابع عشر من فبراير» التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي، عام 2011، بدعم من حلف شمال الأطلنطي (الناتو).
وأعلنت وزارة الداخلية عن قيام اللواء بشير الأمين، وكيلها لشؤون المديريات، بجولة تفقدية داخل ميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس، للاطلاع على الاستعدادات والتجهيزات الجارية للاحتفال بهذه المناسبة.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.