وفد تركي رفيع في إسرائيل تحضيراً لزيارة هرتسوغ إلى أنقرة

TT

وفد تركي رفيع في إسرائيل تحضيراً لزيارة هرتسوغ إلى أنقرة

قالت وزارة الخارجية التركية، أمس الثلاثاء، إن وفدا من كبار المسؤولين الأتراك سيسافر إلى إسرائيل، في إطار الاستعدادات للزيارة المزمعة للرئيس الإسرائيلي، إسحق هرتسوغ، لأنقرة، إذ يعمل المتنافسان الإقليميان على إصلاح العلاقات بعد سنوات من العداء.
وأضافت وزارة الخارجية، أن الوفد سيرأسه إبراهيم كالين، كبير مستشاري الرئيس طيب أردوغان للسياسة الخارجية، وسادات أونال، نائب وزير الخارجية التركي، خلال الزيارة التي تستمر يومي 16 و17 فبراير (شباط). وقالت الوزارة، بحسب (رويترز)، إن الوفد التركي سيجتمع أيضا مع قيادات السلطة الفلسطينية.
وتبادلت إسرائيل وتركيا طرد السفراء في عام 2018 وظلت العلاقات متوترة بين الجانبين، لكن أنقرة بدأت في عام 2020 جهودا حثيثة لإصلاح العلاقات المتوترة مع العديد من دول المنطقة. وتدين أنقرة، التي تدعم حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وسياسته في التعامل مع الفلسطينيين. ودعت إسرائيل تركيا للتخلي عن دعمها لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، التي تحكم غزة.
وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، إن أنقرة لن تتراجع عن دعمها للفلسطينيين من أجل التقارب. وقالت الرئاسة الإسرائيلية ووزارة الخارجية، إن كالين وأونال، سيزوران إسرائيل للتنسيق لزيارة هرتسوغ المقررة لأنقرة، وسيعقدان محادثات مع المسؤولين في أعقاب المناقشات التي جرت في تركيا في ديسمبر (كانون الأول). وقالت وزارة الخارجية التركية، إنه من المتوقع أن يجتمع الوفد مع مسؤولين فلسطينيين، منهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقالت وسائل إعلام تركية، أمس، إن هرتسوغ سيزور تركيا يومي التاسع والعاشر من مارس (آذار).
وهناك خلاف بين البلدين أيضا حول السياسات المتبعة في شرق البحر الأبيض المتوسط، وتحديدا حول موارد الطاقة في المنطقة. وظلت العلاقات التجارية بين تركيا وإسرائيل قائمة، رغم تبادل الجانبين الإهانات والاتهامات في كثير من الأحيان.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.