ماونت: لا فوز يمحو من ذاكرتي خسارة {يورو 2020}

لاعب وسط تشيلسي يصف بهجة الفوز في النهائيات وأحزان الفشل فيها

ماونت وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا (الشرق الأوسط)
ماونت وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا (الشرق الأوسط)
TT

ماونت: لا فوز يمحو من ذاكرتي خسارة {يورو 2020}

ماونت وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا (الشرق الأوسط)
ماونت وفرحة الفوز بدوري أبطال أوروبا (الشرق الأوسط)

لا يحب نجم خط وسط تشيلسي ماسون ماونت أن ينسى الخسارة، ويعرف أن خسارة المباراة النهائية بالتحديد تكون مؤلمة للغاية لأي لاعب، وبالتالي كان ماونت قد قرر ألا يتخلص من ميدالية المركز الثاني في حال خسارة فريقه أمام بالميراس البرازيلي في المباراة النهائية لكأس العالم للأندية، لكن تشيلسي حقق الفوز بهدفين مقابل هدف وحيد، وفاز باللقب للمرة الأولى في تاريخه. ورغم تعرض ماونت للإصابة ليغادر الملعب في الدقيقة 31، فإن فرحته بفوز فريقه باللقب أنسته الإصابة.
وعندما سُئل ماونت عن المكان الذي يحتفظ فيه بأغلى الميداليات، رد قائلاً: «من الواضح أن ميداليات الفوز توضع في المقدمة على رف الموقد. أنا أنظر إلى ميداليات المركز الثاني لكي أتذكر ما حدث، وأتذكر كم كنت غاضباً وحزيناً بعد الخسارة. أعرف أن كثيراً من اللاعبين يرمون ميداليات المركز الثاني جانباً، لكني أحب الاحتفاظ بها. عندما تنظر إلى ميداليات الفوز أيضاً فإنك تتذكر ذلك الشعور الذي انتابك عند الفوز. أنا أحتفظ بكل شيء».
وكانت المباراة النهائية لكأس العالم للأندية بأبوظبي هي النهائي السادس في مسيرة ماونت القصيرة. وكان اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً قد وصل إلى القمة عندما قاد تشيلسي للفوز على مانشستر سيتي في نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، لكنه سرعان ما عانى بشدة عندما فازت إيطاليا على إنجلترا في نهائي كأس الأمم الأوروبية 2020. يتنهد ماونت ويقول: «هذه هي كرة القدم، فدائماً ما تكون هناك إنجازات وإخفاقات. لقد لعبت عدداً لا بأس به من المباريات النهائية وأعرف جيداً الشعور الذي ينتاب اللاعبين في تلك المباريات. وأقولها بصدق إن الفوز بدوري أبطال أوروبا ومونديال الأندية لن يمحي من ذاكرتي خسارة يورو 2020 أمام إيطاليا».
لكن ماذا سيقول ماونت للاعب يشارك في مباراة نهائية للمرة الأولى؟ يقول ماونت: «أطالبه بأن يستمتع بها بقدر ما يستطيع. فعندما تستمتع بشيء ما تتذكر الكثير عنه. وما زالت أشياء كثيرة عالقة في الأذهان من نهائي دوري أبطال أوروبا. الشيء الوحيد الذي لا أتذكره جيداً هو عندما سجلنا الهدف، فقد حدث ذلك بسرعة كبيرة». وبعد مرور تسعة أشهر على تلك المباراة، لا يزال ماونت يكافح لتصور ما حدث بعد تمريرته التي وضعت كاي هافرتز في مواجهة المرمى ليسجل هدف الفوز لتشيسلي على حساب مانشستر سيتي. يقول ماونت: «لقد كان الأمر ضبابياً. أتذكر أنني بقيت أصرخ لفترة طويلة لدرجة أنني أصبت بصداع وفقدت صوتي».
لقد كانت لحظة مؤثرة للغاية بالنسبة لماونت، الذي كان متوتراً قبل المباراة. يقول اللاعب الإنجليزي الشاب: «لا أعتقد أنني نمت جيداً في الليلة السابقة للمباراة. وكان يوم المباراة هو اليوم الوحيد الذي شعرت فيه بالقلق قبل أي مباراة. لقد كنت متوتراً للغاية، ولم أتناول الطعام بشكل جيد، لكن بمجرد وصولنا إلى الملعب كنت متحمساً للغاية». لقد قدم ماونت أداء رائعاً في تلك الليلة ضد مانشستر سيتي. وقد عمل المدير الفني للبلوز، توماس توخيل، على تخفيف حدة التوتر من خلال بعض التعقليات المرحة أثناء تناول وجبة الإفطار، بالإضافة إلى أن غرفة خلع ملابس تشيلسي كانت تضم عدداً كبيراً من اللاعبين أصحاب الخبرات الكبيرة التي ساعدت اللاعبين الصغار في السن على التخلص من التوتر. وقد لعب المدافع البرازيلي تياغو سيلفا، البالغ من العمر 37 عاماً، دوراً مؤثراً في ذلك.
يقول ماونت: «لغته الإنجليزية ليست جيدة جداً، لكنه يمتلك حضوراً كبيراً ويطالب اللاعبين بأن يلعبوا بكل قوة ويبذلوا قصارى جهدهم داخل المستطيل الأخضر. إنه أحد أفضل اللاعبين في التدريبات كل يوم». ويضيف ماونت: «لقد بدأ في تعلم مزيد من اللغة الإنجليزية. وأثناء تناول الطعام يجلس بجانبي هو وجورجينيو وماركوس بيتينيلي وعدد قليل من اللاعبين الإنجليز الآخرين. لقد وصل إلى نهاية تعلم اللغة الإنجليزية، لذا ربما يفعل ذلك لتعلم مزيد عن العامية الإنجليزية».
كان ماونت يجلس مسترخياً أثناء إقامته في فندق الفريق، وابتسم عندما رأى أحد مشجعي بالميراس جالساً بجانب المسبح. دخل تشيلسي المباراة النهائية لكأس العالم للأندية وهو لم يفُز بهذه البطولة من قبل، وكان يعرف جيداً أن بالميراس سيكون نداً قوياً، وهو الأمر الذي تحقق بامتداد المباراة للوقت الإضافي بعد التعادل بهدف لكل فريق، قبل أن يحسم البلوز المباراة بهدف من ركلة جزاء عن طريق كاي هافيرتز في الدقيقة 117. يقول ماونت: «إنها مباراة قوية للغاية. إننا نعلم جميعاً قوة المنافسة في البرازيل. وقد رأينا عدد المشجعين الذين حضروا لمساندتهم بينما كانوا على متن الحافلة في طريقهم إلى المطار».
لم يقدم تشيلسي أداء مقنعاً أمام الهلال السعودي يوم الأربعاء الماضي، وهو الأمر الذي يتفق معه ماونت تماماً. وكان ماونت قد تعرض لعدد من الإصابات الطفيفة، وابتعد عن الملاعب لبضعة أسابيع بعدما خلع ضرس عقله في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. يقول ماونت: «قد لا يعتقد البعض أن ألم الأسنان قد يمنع اللاعب من ممارسة كرة القدم، لكن الحقيقة أنها جعلتني أعاني بشدة. لقد بدأ الأمر قبل مباراة نيوكاسل خارج ملعبنا، عندما استيقظت في ذلك اليوم وأنا أشعر بألم لا يمكن تحمله. كنت أقود سيارتي عائداً إلى لندن وكانت هذه أسوأ رحلة قمت بها على الإطلاق. كنت أريد أن أقتلع أسناني بالكامل بنفسي، لكن لم تكن هذه هي أفضل فكرة».
ولم يكن الابتعاد عن الملاعب سهلاً على الإطلاق بالنسبة لماونت، الذي لعب 69 مباراة مع تشيلسي ومنتخب إنجلترا الموسم الماضي، على الرغم من أنه يعترف بأن هناك بعض الفوائد للحصول على استراحة لفترة قصيرة. يقول ماونت: «في بعض الأحيان يتعين عليك أن تعترف لنفسك وتذهب إلى المدير الفني وتقول له إنك لست على ما يرام من أجل المشاركة في المباريات. لكن هل سيستجيب لذلك فعلاً؟ ربما لا، وبالتالي فأنا أترك الأمر إلى الأطباء».
في الحقيقة، لم تكن هذه التصريحات بمثابة مفاجأة من جانب ماونت، حيث سبق أن صرح المدير الفني السابق لتشيلسي، فرنك لامبارد، بأن ماونت كان يشعر بغضب شديد عندما كان يستبعده من تشكيلة الفريق. وقد واجه توخيل شيئاً مشابهاً عندما استبعد لاعب خط وسط المنتخب الإنجليزي من التشكيلة الأساسية أمام مانشستر سيتي الشهر الماضي. يقول ماونت: «الغياب عن مباراة مهمة يكون شيئاً مؤلماً. لكنني لست من نوعية اللاعبين الذين يذهبون مباشرة إلى المدير الفني ويسألونه عن سبب عدم المشاركة في التشكيلة الأساسية. أنا شخص يحب أن يظهر خلال التدريبات أنه مستعد». وعندما سُئل ماونت عن صديق طفولته ديكلان رايس الذي أصبح لاعب خط وسط يجيد إحراز الأهداف مع وستهام هذا الموسم، رد قائلاً: «هل أصبح كذلك بالفعل؟ وكم عدد الأهداف التي أحرزها».
وأشار ماونت إلى أنه سيكون أكثر سعادة لو كان السؤال عن الكيفية التي يعمل بها رايس بكل قوة من أجل أن يصبح لاعب خط وسط يجيد إحراز الأهداف. وعندما سئل ماونت عما إذا كان قد دخل في منافسة مع رايس فيما يتعلق بمن يحرز أكبر عدد من الأهداف هذا الموسم، رد قائلاً: «إذا أحرزت أهدافاً أقل منه هذا الموسم فسوف أشعر بالإحباط وخيبة الأمل. ويتعين عليك أن تعود إلى الأرقام لتعرف أنه سجل هدفين، أما أنا فقد سجلت سبعة أهداف». ويمكن أن يكون ماونت ورايس زميلين في فريق واحد مرة أخرى إذا أعاد تشيلسي رايس إلى صفوفه هذا الصيف.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».