باريس تحذّر موسكو من الاعتراف بالمناطق الانفصالية في أوكرانيا

وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان (د.ب.أ)
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان (د.ب.أ)
TT

باريس تحذّر موسكو من الاعتراف بالمناطق الانفصالية في أوكرانيا

وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان (د.ب.أ)
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان (د.ب.أ)

حذر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، اليوم الثلاثاء، من أن اعتراف روسيا بالمناطق الانفصالية في شرق أوكرانيا سيكون «عدوانا غير مسلح»، وذلك بعد دعوة من النواب الروس في هذا الصدد.
وقال لودريان امام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية: «سيكون ذلك وضعا مستحيلا، شكلا من عدوان غير مسلح وتفكيكا غير مسلح لوحدة أراضي أوكرانيا. سيكون ذلك مساسا بسيادة أوكرانيا»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
ووجه النواب الروس، الثلاثاء، دعوة إلى الرئيس فلاديمير بوتين للاعتراف باستقلال المناطق الانفصالية الأوكرانية المدعومة من موسكو والتي تشهد مواجهة مع الجيش الأوكراني في شرق البلاد منذ ثماني سنوات.
وأكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أنه لا يوجد حاليا قرار رسمي بهذا الشأن، لكن طلب النواب «يعكس رأي السكان الروس» في منطقة دونباس.
والاعتراف بالمنطقتين سيشكل نهاية عملية السلام في شرق أوكرانيا واتفاقات مينسك الموقعة بفضل وساطة فرنسية وألمانية والتي تنص على عودة هذه المناطق على المدى البعيد إلى سيادة كييف.
وقال الإليزيه، اليوم، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب من نظيره الروسي عدم الاعتراف باستقلال جمهوريتَي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين. وأضافت الرئاسة الفرنسية أن «الرئيس الروسي قال إنها مبادرة برلمانية لم يوافق عليها (...). سنطلب منه عدم المضي قدما في طلب مجلس الدوما».
ومن جهة أخرى، قال لودريان: «لم نعتبر أن الوضع الحالي يقتضي تغيير موقع سفارتنا»، فيما اتخذت الولايات المتحدة هذا الخيار ونقلت سفارتها إلى لفيف في غرب أوكرانيا.
وفي بروكسل دان الاتحاد الأوروبي دعوة النواب الروس للاعتراف باستقلال مناطق الانفصاليين. وكتب مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل على «تويتر» إن «الاتحاد الأوروبي يدين بشدة قرار مجلس الدوما تقديم مناشدة للرئيس بوتين للاعتراف بإقليمي دونيتسك ولوغانسك التابعين لأوكرانيا والخارجين عن سيطرة الحكومة بوصفهما كيانين مستقلين».



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.