واشنطن لتعزيز «حقوق الإنسان» و«المساءلة» في إسرائيل والضفة وغزة

مبادرة لدعم المجتمع المدني تصل إلى نحو مليون دولار

واشنطن لتعزيز «حقوق الإنسان» و«المساءلة» في إسرائيل والضفة وغزة
TT

واشنطن لتعزيز «حقوق الإنسان» و«المساءلة» في إسرائيل والضفة وغزة

واشنطن لتعزيز «حقوق الإنسان» و«المساءلة» في إسرائيل والضفة وغزة

ضمن الجهود الأميركية لإيجاد الفرص المتكافئة للفلسطينيين والإسرائيليين من ناحية الأمن والازدهار، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، عبر مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، عن منافسة مفتوحة للمشاريع التي تعزز مبدأ المساءلة وحقوق الإنسان في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة.
وأوضحت في إعلانها الصادر، اليوم الثلاثاء، أن الوضع الأمني «المتغير» باستمرار في منطقة الشرق الأدنى، وشمال أفريقيا الأوسع، مع وضع ذلك في الاعتبار، فإنها تطرح هذه المنافسة التي تركز على تمكين المجتمع المدني المستقل، وذلك عبر جمع وثائق حقوق الإنسان وأرشفتها، والاحتفاظ بها لدعم العدالة والمساءلة، وجهود المناصرة التي يقودها المجتمع المدني، والتي قد تشمل توثيق القطاع القانوني أو الأمني، وكذلك الانتهاكات الأخرى في حقوق السكن والأرض والملكية.
كما اعتبر الإعلان، أن هذه المنافسة هي لفهم الواقع والعمليات المتاحة للوصول إلى أفضل نتيجة، وسوف تنعكس بالسعي وراء الحقيقة والمساءلة، وإحياء الذكرى، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للناجين من الفظائع، مشترطة على المتقدمين تقديم خطة طوارئ مفصلة وتقييم المخاطر من أجل إظهار الوعي بالموقف والاستعداد لحالات الطوارئ، مبينة أن السقف الأعلى لهذه المبادرة يصل نحو مليون دولار، ويستمر العمل عليها مدة 3 أعوام.
وأفادت بأن المشاريع التي ستقدم إليها، يجب أن تعمل على إثبات قدرتها على تنفيذ البرامج في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة، كما شجعت المتقدمين على إرسال الدروس المستفادة من البرمجة السابقة، التي توضح كيف عمل المنفذ بشكل آمن واستجاب للتحديات، والتعلم من كل من النجاحات والفشل، مضيفة: «يجب أن تهدف جميع البرامج إلى إحداث تأثير يؤدي إلى الإصلاحات، ويجب أن تتمتع بإمكانية الاستدامة بما يتجاوز موارد إدارة الحقوق الرقمية».
ورغم النهج المغاير لإدارة الرئيس جو بايدن في التعامل مع الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، إلا أن العديد من المراقبين في الولايات المتحدة، يعتقدون أن هناك المزيد من الإجراءات التي يجب اتخاذها للمضي قدماً نحو تحقيق السلام بين الطرفين، والعمل على تحقيق هدف الدولتين.
وفي مقالة رأي لجيمس الزغبي رئيس منظمة «عرب أميركا»، قال إن إدارة الرئيس بايدن فشلت في الوفاء بالعديد من تعهداتها الانتخابية للفلسطينيين، فقد تحدث الرئيس عن «القيمة والقيمة المتساوية» للإسرائيليين والفلسطينيين، وأدان المستوطنات الإسرائيلية، وربط المساعدة السياسية والاقتصادية الأميركية لإسرائيل بسياساتها في الأراضي المحتلة، لكن بايدن فشل في إدراج أي لغة من هذا النوع في سياسته التنفيذية، معتبراً أن غياب ذلك هو السبب في عجز إدارة بايدن عن تحقيق أهدافها.
وانتقد الزغبي في مقالته المنشورة على مجلة «ذا ناشون»، إداريي بايدن في تقديم المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين، التي بلغت 360 مليون دولار، معتبراً أنه «مبلغ تافه»، مقارنة بالمساعدة السنوية التي تقدمها إسرائيل، والتي تبلغ 3.8 مليار دولار، بالإضافة إلى تعزيز نظام الدفاع «القبة الحديدية». كما تطرق الاجتماع إلى مناقشة تطوير البنية التحتية والوصول إلى الأسواق الأميركية، واللوائح الأميركية والتجارة الحرة والقضايا المالية والطاقة المتجددة والمبادرات البيئية، وربط الشركات الفلسطينية والأميركية، ومعالجة العقبات التي تعترض التنمية الاقتصادية الفلسطينية، وتعهد إدارة الرئيس بايدن بالعمل على تحقيق الازدهار واستتباب الأمن في الأراضي الفلسطينية.
يذكر أنه بعد خمسة أعوام من المقاطعة بين الفلسطينيين والأميركيين، التقى الطرفان نهاية العام الماضي، واتفقا على عدد من القضايا الحاسمة لدفع الازدهار الاقتصادي للشعب الفلسطيني، بما يؤدي إلى «دور حاسم في دفع هدف إدارة بايدن السياسي الشامل»، المتمثل بحل الدولتين، تنشأ فيه دولة فلسطينية قابلة للحياة، وتعيش جنباً إلى جنب بسلام وأمن مع إسرائيل.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحيل «طالبان» لمحكمة العدل الدولية بسبب التمييز ضد النساء

الولايات المتحدة​ ريتشارد بينيت المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان (الأمم المتحدة)

الأمم المتحدة تحيل «طالبان» لمحكمة العدل الدولية بسبب التمييز ضد النساء

ألقى ريتشارد بينيت، المقرر الخاص للأمم المتحدة، باللوم على المجتمع الدولي، بسبب الاستجابة غير الموحدة تجاه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في أفغانستان.

عمر فاروق (إسلام آباد )
شؤون إقليمية احتجاجات في إسطنبول على اعتقال رئيس بلدية أسنيورت المعارض أحمد أوزار (أ.ب)

صدام جديد بين تركيا والاتحاد الأوروبي... وأوزال يطالب إردوغان بانتخابات فورية

وقع صدام جديد بين تركيا والاتحاد الأوروبي، على خلفية التقرير السنوي لتقدمها في مفاوضات الانضمام، في وقت تتصاعد فيه أزمة اعتقال رئيس بلدية أسنيورت بإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا أفغانيات يجلسن في الجزء الخلفي من سيارة أجرة محلية على طول طريق في قندهار (أ.ف.ب)

«طالبان» تمنع الأفغانيات من «سماع أصوات بعضهن بعضاً»

حظرت حركة «طالبان» على النساء سماع أصوات بعضهن بعضاً في أحدث محاولاتها لتشديد سيطرتها الدينية على أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (كابل)
آسيا صورة من معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس للتعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات (أ.ف.ب)

معرض صور في باريس يلقي نظرة على حال الأفغانيات

يتيح معرض الصور الفوتوغرافية «نو وومنز لاند» في باريس التعرُّف إلى العالم الخاص للنساء الأفغانيات، ومعاينة يأسهن وما ندر من أفراحهنّ.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا مظاهرة لأنصار أوجلان وأعضاء حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: تصاعد نقاش حل المشكلة الكردية وبهشلي يلمح للإفراج عن أوجلان

يتصاعد النقاش في تركيا بشكل كبير حول عملية جديدة لحل المشكلة الكردية بينما تتفاعل فضيحة «عصابة الأطفال حديثي الولادة».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

بن مبارك: الحرب الاقتصادية الحوثية أشد أثراً من الصراع العسكري

رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
TT

بن مبارك: الحرب الاقتصادية الحوثية أشد أثراً من الصراع العسكري

رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)
رئيس الحكومة اليمنية خلال كلمة له أمام ممثلي التكتل الحزبي الجديد (سبأ)

أكد رئيس مجلس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك تطلع حكومته للتفاعل الإيجابي مع التكتل السياسي الحزبي الجديد للقوى اليمنية الذي أُشهر من العاصمة المؤقتة عدن، وقال إن الحرب الحوثية الاقتصادية باتت أشد أثراً على معيشة اليمنيين من الصراع العسكري.

وكانت الأحزاب والقوى اليمنية قد أشهرت، الثلاثاء، تكتلاً حزبياً واسعاً في عدن هدفه العريض استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي والحفاظ على الجمهورية وفق دولة اتحادية.

بن مبارك تعهد بالاستمرار في مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في حكومته (سبأ)

وقال بن مبارك: «ننظر لهذا التكتل على أنه صوت جديد، ورؤية متجددة، وأداة للتغيير البناء وجهد بارز في السياق الوطني يضاف للجهود التي تسعى لرص الصفوف وتهيئة السبل لإنقاذ اليمن من براثن ميليشيا الحوثي».

وأضاف أن حكومته «تتطلع وبانفتاح كامل للتفاعل إيجابياً» مع هذا التكتل الحزبي وبما يقود لتوحيد الجهود لاستكمال استعادة الدولة وهزيمة الانقلاب وتحقيق السلام.

وشدد رئيس الوزراء اليمني على ضرورة تكاتف الجهود في إطار رؤية وطنية شاملة تهدف إلى تحقيق الاستقرار، وتعزيز السيادة، وبناء يمن اتحادي موحد وقوي، وقال: «ندرك جميعاً التحديات، ونعلم أن الطريق لن يكون سهلاً، ولكن بإيماننا العميق بقضيتنا وبإرادة أبناء شعبنا، يمكننا أن نصنع الفارق».

حرب الاقتصاد

استعرض رئيس الحكومة اليمنية الحرب الاقتصادية الحوثية وقال إن آثارها التدميرية «تتجاوز الآثار الناتجة عن الصراع العسكري»، مشيراً إلى أنها أضرت بحياة المواطنين وسبل عيشهم، واستنزفت موارد البلاد، وتسببت بارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وانهيار الخدمات الأساسية.

ورأى بن مبارك أن ذلك «يتطلب توحيد الصفوف ودعم مؤسسات الدولة، لمواجهة هذه الحرب الاقتصادية وحماية الاقتصاد الوطني والتخفيف عن المواطنين الذين يتحملون أعباء كبيرة».

جانب من حفل إشهار التكتل الجديد للقوى والأحزاب اليمنية (سبأ)

وقال: «الحرب الاقتصادية المستمرة التي تشنها ميليشيات الحوثي، إلى جانب استهدافها المنشآت النفطية، أثرت بشكل كبير على استقرار الاقتصاد اليمني وأسهمت في التدهور السريع لسعر صرف العملة الوطنية، وتقويض قدرة الحكومة على الحفاظ على استقرار العملة، ونتيجة لذلك، واجه الريال اليمني انخفاضاً كبيراً في قيمته، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الملايين في جميع أنحاء البلاد».

وأكد بن مبارك أن إعادة تصدير النفط ورفد الخزينة العامة بالعملة الصعبة حق من حقوق الشعب يجب العمل على انتزاعه وعدم السماح للحوثيين باستمرار عرقلة الاستفادة من هذا المورد الذي يعد العصب الرئيسي للاقتصاد الوطني.

وأوضح أن حكومته تمضي «بكل جدية وتصميم» لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والمساءلة في جميع مؤسسات الدولة، وإرساء ثقافة النزاهة واحترام القانون، وأنها ستقوم باتخاذ خطوات عملية لتقوية الأجهزة الرقابية وتفعيل آليات المحاسبة.

تكتل واسع

كانت القوى اليمنية قد أشهرت من عدن «التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية» عقب سلسلة لقاءات تشاورية، توصلت إلى إعلان التكتل الجديد الذي يضم نحو 22 حزباً ومكوناً سياسياً وإقرار لائحته التنظيمية.

وتم التوافق على أن تكون رئاسة التكتل في دورته الأولى لحزب «المؤتمر الشعبي»، حيث سمى الحزب أحمد عبيد بن دغر رئيساً للمجلس الأعلى للتكتل في هذه الدورة.

وبحسب بيان الإشهار، يلتزم التكتل بالدستور والقوانين النافذة، والمرجعيات المتفق عليها وطنياً وإقليمياً ودولياً، والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة، والعدالة والمواطنة المتساوية، إضافة إلى التوافق والشراكة والشفافية والتسامح.

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك مع رئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر (سبأ)

كما يضع التكتل برنامجاً سياسياً لتحقيق عدد من الأهداف؛ بينها استعادة الدولة وتوحيد القوى الوطنية لمواجهة التمرد وإنهاء الانقلاب وحل القضية الجنوبية بوصفها قضية رئيسية ومفتاحاً لمعالجة القضايا الوطنية، ووضع إطار خاص لها في الحل السياسي النهائي، والتوافق على رؤية مشتركة لعملية السلام.

ويؤكد برنامج عمل التكتل على دعم سلطات الدولة لتوحيد قرارها وبسط نفوذها على التراب الوطني كافة، ومساندة الحكومة في برنامجها الاقتصادي لتقديم الخدمات ورفع المعاناة عن كاهل المواطنين، وعودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من العاصمة المؤقتة عدن.

وأكد بيان الإشهار أن هذا التكتل باعثه الأساسي هو تعزيز الاصطفاف الوطني من أجل إنهاء انقلاب الحوثيين واستعادة الدولة، وأنه ليس موجهاً ضد أحد من شركاء العمل السياسي.