قذائف الحوثيين وألغامهم تواصل حصد أرواح المدنيين في اليمن

TT
20

قذائف الحوثيين وألغامهم تواصل حصد أرواح المدنيين في اليمن

في ظل التصعيد اليومي للميليشيات الحوثية، تواصل قذائف الجماعة وألغامها حصد أرواح اليمنيين المدنيين في أكثر من محافظة، لا سيما في محافظات مأرب وتعز والحديدة، على الرغم من الجهود التي تبذلها فرق نزع الألغام والنداءات الدولية لتجنب استهداف الأعيان المدنية.
وفي هذا السياق، أفادت المصادر الرسمية بأن 4 مدنيين من أسرة واحدة بينهم طفلان أصيبوا أمس (الاثنين) بشظايا قذيفة حوثية استهدفت منزلهم، في مديرية صالة شرقي مدينة تعز.
ونقلت وكالة «سبأ» الحكومية عن مصدر محلي قوله: «إن الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران استهدفت منزلاً في حي الأرجم بمديرية صالة، ما أدى إلى إصابة 4 مدنيين بينهم طفل عمره 10 أشهر، وآخر عمره 4 سنوات، من أسرة واحدة، وتم نقلهم للمستشفى لتلقى العلاج».
هذا الهجوم الحوثي جاء بعد ساعات من إصابة 3 أطفال وامرأة (مساء الأحد) بقذائف أخرى استهدفت مخيماً للنازحين في مديرية مقبنة، غربي مدينة تعز.
وأوضحت المصادر المحلية أن الميليشيات المدعومة من إيران استهدفت مخيماً للنازحين في منطقة العبدلة بمديرية مقبنة، وأسفر القصف عن إصابة 3 أطفال بإصابات خطيرة، وهم: بادي علي محمد سعيد (14 عاماً)، وأحمد علي محمد سعيد (8 أعوام)، وعلي محمد علي قائد (15 عاماً)، ووالدة اثنين منهما وتدعى غفورة الفتيني (35 عاماً)، وأنه تم إسعافهم لتلقي العلاج.
إلى ذلك، أفادت مصادر ميدانية بأن الميليشيات قصفت قرية سكنية في محافظة حجة (شمال غرب) بصاروخ باليستي، وذكرت أن القصف أدى إلى تدمير منازل عدة، ومقتل وجرح 4 أشخاص على الأقل من المدنيين.
وبموازاة هذه الجرائم المتمثلة في القصف الحوثي على القرى السكنية، لا يزال آلاف المدنيين يواجهون يومياً مخاطر الألغام التي زرعتها الميليشيات في شبوة والحديدة وتعز ومأرب والجوف؛ حيث لا يكاد يمر أسبوع دون تسجيل ضحايا جدد جراء انفجار هذه الألغام، على الرغم من الجهود المستمرة للفرق الهندسية لنزعها وتدميرها.
وكانت الفرق الهندسية التابعة للبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام، بالشراكة مع المشروع السعودي لنزع الألغام (مسام)، أعلنت الأحد كمية جديدة من الألغام والمتفجرات التي زرعتها ميليشيا الحوثي الانقلابية، في مديريتي حريب جنوبي مأرب، وعين غربي شبوة.
ونقلت المصادر الرسمية عن مدير البرنامج الوطني اليمني لنزع الألغام، العميد ركن أمين العقيلي، قوله إنه «تم إتلاف 850 لغماً، تنوعت بين ألغام مضادة للآليات ومضادة للأفراد وعبوات ناسفة، في رملة مجبجب بمديرية عين، تم نزعها وجمعها من قبل الفرق الهندسية التابعة للبرنامج الوطني والمشروع السعودي (مسام) من مناطق متفرقة لوثتها ميليشيا الحوثي الانقلابية بمديريتي حريب».
ولفت العقيلي إلى أن «هناك العديد من المناطق الواسعة لا تزال ملوثة بالألغام، من قرى وطرقات ومصالح عامة»، مؤكداً استمرار الفرق الهندسية في العمل بوتيرة عالية؛ مشيراً إلى عمليات تدمير لكميات من الألغام سيتم تنفيذها خلال الأيام المقبلة.
ودعا العميد العقيلي المواطنين في المناطق الملوثة بالألغام، إلى أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن الأجسام المشبوهة، وإبلاغ الفرق الهندسية التابعة للبرنامج الوطني والمشروع السعودي (مسام) ليتم التعامل معها ونزعها.
من جهته، قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية، معمر الإرياني، إن كميات الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيات الحوثية قبل دحرها من المناطق المحررة مؤخراً في محافظتي شبوة ومأرب، تكشف همجيتها ودمويتها وإجرامها في حق اليمنيين.
وأوضح الإرياني أن الميليشيات قامت بإشراف خبراء «حزب الله» اللبناني و«الحرس الثوري» الإيراني، بتمويه الألغام والعبوات الناسفة على شكل أحجار المباني والصخور، ووضعها في الطرق العامة، دون تفريق بين هدف عسكري ومدني، أو بين رجل وامرأة وكهل وطفل، وإنسان وحيوان.
‏وأشار الوزير اليمني إلى أن عمليات زراعة الألغام التي نفذتها ميليشيا الحوثي منذ انقلابها هي الأوسع منذ الحرب العالمية الثانية، وواحدة من أخطر الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ارتكبتها بحق حاضر ومستقبل اليمنيين، وراح ضحيتها أكثر من 7000 مدني، بين قتيل ومصاب، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وقال الإرياني في تصريحات رسمية، إن استخدام الميليشيات الحوثية المفرط للألغام والعبوات الناسفة، وزراعتها بشكل عشوائي بين منازل المواطنين والمدارس والمساجد والأسواق ومناطق الرعي والزراعة ومصادر المياه والطرق، يشكل خطراً مستداماً يهدد حياة ملايين المدنيين، ويصيب الحياة العامة بالشلل، ويعطل مصالح الناس ويفاقم معاناتهم الإنسانية.
‏وطالب وزير الإعلام اليمني «المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والمبعوثَين الأممي والأميركي، بإدانة الفظائع التي ترتكبها ميليشيا الحوثي ويذهب ضحيتها المدنيون الأبرياء، والعمل على تصنيفها منظمة إرهابية، وملاحقة ومحاكمة المسؤولين عنها من قيادات الميليشيا، باعتبارها جرائم حرب، وجرائم مرتكبة ضد الإنسانية».
يشار إلى أن البرنامج السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام)، قد أعلن في وقت سابق أنه تمكن خلال الأسبوع الثاني من فبراير (شباط) 2022، من انتزاع 1812 لغماً زرعتها ميليشيا الحوثي الانقلابية في مختلف مناطق اليمن، منها 116 لغماً مضاداً للأفراد، و1398 لغماً مضاداً للدبابات، و224 ذخيرة غير متفجرة، و74 عبوة ناسفة.
وبلغ عدد الألغام المنزوعة منذ بداية مشروع «مسام» حتى الآن 320 ألفاً، و558 لغماً وعبوة ناسفة، زرعتها ميليشيا الحوثي بعشوائية في الأرجاء اليمنية، لحصد مزيد من الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ خلال أحدث إحاطاته أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط»: غروندبرغ ملتزم بالوساطة... والتسوية اليمنية

في أعقاب فرض عقوبات على قيادات حوثية، أكد مكتب المبعوث الأممي التزامه بمواصلة جهوده في الوساطة، والدفع نحو تسوية سلمية وشاملة للنزاع في اليمن.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي الحوثيون يحكمون قبضتهم على مناطق شمال اليمن ويسخرون الموارد للتعبئة العسكرية (أ.ب)

عقوبات أميركية على قيادات حوثية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة أمس على سبعة من كبار القادة الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

علي ربيع (عدن)
المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي لقاء نسوي حوثي في صنعاء حول مهام الزينبيات في شهر رمضان (إعلام حوثي)

رمضان... موسم حوثي لتكثيف أعمال التعبئة والتطييف

تستعد الجماعة الحوثية لموسم تعبئة وتطييف في شهر رمضان بفعاليات وأنشطة تلزم فيها الموظفين العموميين بالمشاركة وتستغل المساعدات الغذائية بمساهمة من سفارة إيران.

وضاح الجليل (عدن)

كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
TT
20

كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)

غداة التهديد الحوثي الأخير بعودة الهجمات الحوثية المزعومة ضد إسرائيل، تصاعدت التساؤلات اليمنية عن الطريقة التي ستتخذها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد الجماعة المدعومة من إيران.

ويرى سياسيون يمنيون أن الولايات المتحدة سترد بطريقة أشد ردعاً على هجمات الحوثيين، إذا ما نفَّذت الجماعة تهديدها بالعودة إلى قصف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن؛ حيث تزعم أنها في موقف الدفاع عن الفلسطينيين في غزة.

ويبدو أن زعيم الجماعة المدعومة من إيران، عبد الملك الحوثي، يسعى لاختبار ردة الإدارة الأميركية الجديدة؛ إذ هدد، مساء الجمعة، بأن جماعته ستعود لمهاجمة السفن بعد 4 أيام، إذا لم تسمح إسرائيل بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ضمن ما نصّت عليه المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

وكانت إسرائيل وحركة «حماس» توصلتا، بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى بدأ سريانه مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي. ومنذ ذلك الحين، توقف الحوثيون عن هجماتهم ضد السفن وباتجاه إسرائيل، مع تهديدهم بالعودة إليها في حال فشل الاتفاق.

وتقول الحكومة اليمنية إن هجمات الحوثيين البحرية، وباتجاه إسرائيل، تأتي تنفيذاً لتوجيهات إيرانية، وإنها لم تساعد الفلسطينيين في شيء، أكثر من استدعائها لعسكرة البحر الأحمر وإتاحة الفرصة لإسرائيل لتدمير البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)

ومع توقُّع أن تكون إدارة ترمب أكثر حزماً من سابقتها في التعاطي مع التهديدات الحوثية، كان قد أعاد تصنيف الجماعة «منظمة إرهابية أجنبية» ضمن أولى قراراته، إذ بدأ سريان القرار قبل أيام بالتوازي مع إدراج 7 من كبار قادة الجماعة على لائحة العقوبات التي تفرضها وزارة الخزانة.

السيناريوهات المتوقعة

مع تهديد زعيم الجماعة الحوثية بالعودة إلى مهاجمة السفن، يتوقع سياسيون يمنيون أن ردة الفعل الأميركية ستكون أقوى. وقد تصل إلى الدعم العسكري للقوات اليمنية على الأرض. وهذا يعني نهاية المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة بناء على خريطة الطريق التي كانت توسطت فيها السعودية وعمان في نهاية 2023، وتعذر تنفيذها بسبب التصعيد الحوثي البحري والإقليمي.

ويتوقع البراء شيبان، وهو زميل في المعهد الملكي البريطاني لدراسات الدفاع، أن واشنطن سترد هذه المرة، وقد تكون بوتيرة ضربات أعلى، كما ستشدد الرقابة على كل الأفراد والكيانات الذين لا يزالون يقومون بأي تعاملات مالية أو لوجستية مع الحوثيين، بما في ذلك دخول النفط الذي يُعتبَر أحد أبرز الموارد الذي استخدمته الجماعة خلال الفترة الماضية.

صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)
صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)

وفي حال حدوث ذلك، يرى شيبان أن ذلك قد يدفع الحوثيين إلى التصعيد العسكري، وهو ما سيكون له تبعات على خريطة الطريق والمشاورات الذي كانت قد دشنتها الرياض مع الحوثيين منذ عام 2022.

من جهته، يتوقع المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، رداً أميركياً على أكثر من مسار، ومن ذلك أن يكون هناك رد عسكري جوي وبحري على الأهداف الحوثية، إلى جانب استهداف البنية التحتية للجماعة، مثل الموانئ والمنشآت العسكرية.

ويضيف: «ربما قد نرى المزيد من العقوبات الاقتصادية على الحوثيين، مثل تجميد الأصول وتحديد التجارة، بهدف تقليل قدرتهم على الحصول على الأسلحة والموارد. إلى جانب اللجوء إلى البحث عن شريك عسكري في اليمن، بهدف دعمه عسكرياً وتعزيز قدرته على مواجهة الجماعة».

ويخلص الطاهر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى القول إن «رد واشنطن سيكون معتمداً على سياق الحادثة ونتائجها، بالإضافة إلى التطورات السياسية والاستراتيجية في المنطقة».

وفي سياق التوقعات نفسها، لا يستبعد الباحث السياسي والأكاديمي اليمني فارس البيل أن يقود أي هجوم حوثي ضد السفن الإدارة الأميركية إلى خلق تحالف جديد يضم إسرائيل لتوجيه ضربات أكثر فاعلية ضد الجماعة وقادتها، وربما بالتزامن مع استهداف القدرات النووية لطهران.

مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)

ويجزم البيل في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن أميركا تبدو الآن أكثر تصميماً على توجيه ضربات قوية ضد الحوثي في حال أعاد هجماته.

وفي اتجاه آخر، يرى الباحث السياسي اليمني رماح الجبري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية تبحث عن أي قصف إسرائيلي أو غربي لمناطق سيطرتها؛ كون ذلك يحقق لها أهدافاً كثيرة. من بينها التصوير لأتباعها أن أي تحرك عسكري يمني أو حرب اقتصادية ضدها انتقام إسرائيلي، وأن الصف الوطني الذي يقوده مجلس القيادة الرئاسي يخدم مصالح تل أبيب.

ويبدو أن الجماعة (بحسب الجبري) تريد أن تستعجل اختبارها لرد الإدارة الأميركية الجديدة، مستغلةً الظروف الحالية التي تتجاذب تنفيذ بقية خطوات اتفاق الهدنة في غزة بين حركة حماس وإسرائيل، دون أن تكترث للرد الأميركي المتوقَّع؛ كونها لا تأبه لأي أضرار يتعرض لها السكان في مناطق سيطرتها.

وعيد أميركي

في أحدث التصريحات الأميركية بشأن الموقف من الجماعة الحوثية، كانت القائمة المؤقتة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة دوروثي شيا، توعدت الحوثيين، خلال إيجاز في مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن.

وقالت إنه تماشياً مع الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترمب بشأن إعادة إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، تتخذ الولايات المتحدة خطوات ملموسة للقضاء على قدرات الحوثيين.

وأضافت أن بلادها ستتخذ خطوات لوقف الدعم الإيراني لأنشطة الحوثيين الإرهابية، وذلك بموجب المذكرة الرئاسية الخاصة بالأمن القومي التي أصدرها الرئيس ترمب، وأعاد من خلالها فرض القدر الأقصى من الضغط على إيران.

ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)
ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)

وتوعدت السفيرة شيا باتخاذ إجراءات ضد الحوثيين، في حال استأنفوا هجماتهم المتهورة في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة وضد إسرائيل.

وقالت إن كل دولة عضو في مجلس الأمن تتحمل مسؤولية الوفاء بالتزاماتها بموجب القرارات الصادرة عن المجلس، بما في ذلك القرارات التي تتعلق بالحظر المفروض على إمداد الحوثيين بالأسلحة والمواد والتدريبات ذات الصلة أو بالمساعدات المالية.

ودعت القائمة المؤقتة بأعمال المندوب الأميركي في الأمم المتحدة إلى التحرك باتجاه تعزيز آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش الخاصة باليمن، وحضت الدول الأعضاء على القيام بدورها وزيادة التمويل للتخطيط طويل الأمد الخاص بالآلية وتوظيفها للأفراد وبنيتها التحتية الحيوية والضرورية لتعزيز القدرة على تفتيش جميع الحاويات غير المكشوفة، وبنسبة مائة في المائة.

ووصفت الحوثيين بأنهم يواصلون سعيهم إلى أخذ مضيق باب المندب والتجارة الدولية كرهينة، ولم يبدوا أي رغبة أو قدرة على التمييز بين أهدافهم، وشددت بالقول: «حري بنا ألا نقبل بأي شكل من الأشكال مزاعمهم بشأن أي أساس مشروع لهجماتهم».

الهجمات والضربات السابقة

يُشار إلى أن الجماعة الحوثية تبنَّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة في البحرين الأحمر والعربي، منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023. وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة واحتجاز طاقمها لأكثر من عام ومقتل 4 بحارة.

وتلقت الجماعة نحو ألف غارة نفذتها واشنطن بمشاركة بريطانيا في بعض المرات للحد من قدراتها، في حين شنت إسرائيل 5 موجات انتقامية جوية على موانئ الحديدة ومطار صنعاء، ومحطات كهرباء، رداً على إطلاق الجماعة نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل خلال 14 شهراً.

السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)
السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)

وباستثناء إسرائيلي واحد قُتِل جراء انفجار مسيرة حوثية في شقة بتل أبيب في يونيو (حزيران) الماضي، لم تكن لهذه الهجمات أي تأثير قتالي باستثناء بعض الإصابات، والتسبُّب في الضغط على الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

غير أن الضرر الأكبر لهذه الهجمات الحوثية كان على الصعيد الاقتصادي مع تجنُّب كبرى شركات الملاحة المرور عبر باب المندب وسلوكها مساراً أطول عبر طريق الرجاء الصالح، وهو ما أدى إلى تراجع حركة السفن في البحر الأحمر إلى أكثر من 50 في المائة، وأصبحت مصر أكبر الخاسرين لفقدها نحو 7 مليارات دولار من عائدات قنوات السويس.

ومع عدم نجاح هذه الضربات الغربية والإسرائيلية في الحد من قدرات الجماعة الحوثية على شن الهجمات، كان الموقف الرسمي لمجلس القيادة الرئاسي اليمني والحكومة التابعة له معارضة هذه الضربات، لجهة أنها غير فاعلة في إنهاء التهديد الحوثي، وأن البديل الأنجع دعم القوات اليمنية الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها ومؤسسات الدولة المختطفة، باعتبار ذلك هو الحل العملي.