باشاغا يبدأ المشاورات لتشكيل الحكومة

رئيس الحكومة الليبية المكلف «فتحي باشاغا» (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة الليبية المكلف «فتحي باشاغا» (أ.ف.ب)
TT

باشاغا يبدأ المشاورات لتشكيل الحكومة

رئيس الحكومة الليبية المكلف «فتحي باشاغا» (أ.ف.ب)
رئيس الحكومة الليبية المكلف «فتحي باشاغا» (أ.ف.ب)

أكد رئيس الحكومة الليبية المكلف فتحي باشاغا، شروعه في إجراء مشاورات مع جميع الأطراف من أجل تسمية حكومته.
وقال باشاغا في كلمة متلفزة بثت في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين: «لدينا تشاورات يومية مع مجلسي النواب والدولة، والمجلس الرئاسي، ومؤسسات المجتمع المدني، ومشاوراتنا مستمرة مع المثقفين والأكاديميين والشباب الذين أعتمد عليهم بشكل أساسي في تشكيل الحكومة المقبلة، التي ستترجم المعنى الحقيقي للمشاركة السياسية الفاعلة من جميع الأطراف شرقاً وغرباً وجنوباً، مع ضمان معيار الكفاءة والقدرة».
وأفاد باشاغا بتلقيه اتصالات تهنئة عديدة من دول شقيقة وصديقة أبدت دعمها للحكومة وحرصها على السيادة الليبية.
https://www.facebook.com/Fathi.A.Bashaga/videos/362367115447757
وأكد باشاغا مضيه في تشكيل الحكومة، منوهاً إلى أن تشكيلها وتقديمها لمجلس النواب سيتم في الزمن المحدد (أسبوعان من تاريخ تكليفه بالحكومة يوم الخميس الماضي)، ومبدياً أمله في أن تنال الثقة.
وتابع باشاغا قائلاً: «أطمئن الليبيين بأن عملية التسليم والتسلم ستتم وفق الآليات القانونية والدستورية، وبالطرق السلمية. ولن تكون هناك عوائق بإذن الله، خاصة أن السيد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة شخصية مدنية محترمة، وينادي دوماً بالابتعاد عن الحروب، ونحن على يقين بأنه يؤمن بالديمقراطية والتداول السلمي على السلطة».
كما شدد باشاغا على ضرورة إجراء الانتخابات في مواعيدها المحددة، مجدداً تعهده والتزامه بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأضاف باشاغا ضمن كلمته: «اليوم أدركنا أننا مخطئون باعتقاد كل منا أنه قد يلغي الآخر، وأن أحداً منا يمتلك الحقيقة دون غيره. قيمتنا في تنوعنا، وقوتنا في توحدنا، ومصيرنا ومستقبلنا واحد، وليس لنا سوى العيش مجتمعين. وفي هذه الأيام شهدنا توافقاً تاريخياً بين مجلسي النواب والدولة، وتم تتويج هذه الجهود بقرار شجاع يتمثل في: تعديلات دستورية تحدد الآليات والآجال بشأن العملية الانتخابية، وتشكيل حكومة بقرار وطني ليبي وطريقة ديمقراطية».
وتشهد ليبيا منذ تكليف باشاغا بتشكيل الحكومة يوم الخميس الماضي حالة من التخبط السياسي والتحشيد الأمني والتصريحات «الموافقة والرافضة» لقيام مجلس النواب بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية، وتكليف باشاغا بتشكيل حكومة جديدة.
وقد رفض الدبيبة هذا الأمر، معلناً تمسكه بالسلطة لحين التسليم لجهة منتخبة، في حين اعتبره رئيس مجلس الدولة «غير نهائي»، مؤجلاً البت في الأمر لحين عقد جلسة رسمية لمجلس الدولة، لم يعلن عن تاريخ انعقادها بعد.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.