أكد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أن «لبنان الغارق اليوم في هوة الفساد الأخلاقي والفشل السياسي والانهيار المالي والاقتصادي، يتذكر المبادرات الإنقاذية التي قام بها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي نهض بلبنان، وببيروت بشكل خاص، من تحت الأنقاض».
وقال دريان بعد زيارة ضريح رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري عشية ذكرى اغتياله: «في الظروف البالغة الصعوبة التي نعيشها اليوم، نستذكر الحريري، رجل الدولة صاحب الاهتمام الكبير بالإنسان والإعمار والبنيان». وأضاف: «نستذكر صدقه في الحوارات السياسية في وقت أصبح الكذب على الناس ليس مجرد رذيلة اجتماعية وأخلاقية فقط، بل صار ركناً من أركان سياسة دولة تقف اليوم على حافة الانهيار، إن لم تكن قد انهارت فعلاً».
وقال دريان: «اليوم يدخل لبنان الوطن مرة جديدة في التلاشي، وكأن القيمين على شؤونه لم يتعلموا من التجارب السابقة التي دفع اللبنانيون ثمنها غالياً جداً من أرواحهم وممتلكاتهم». وتساءل: «إلى متى تتواصل قافلة الشهداء وقد كاد لبنان نفسه أن يصبح شهيداً؟». وأضاف: «لا ينتهي شعب لا يتخلى عن إرادته، ولا يزول وطن يتمسك برسالته، رسالة المواطنة والعيش المشترك، في بلد يتميز بالتنوع والتعدد الحضاري».
في غضون ذلك، استذكر رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة الحريري «في خضم حملات التشويه والتجني على ما عمل عليه وضحى من أجله وحققه لإنقاذ لبنان واستعادة نهوضه الوطني والحضاري والإعماري والاقتصادي والإنساني، لينطلق لبنان الوطن من جديد ويستعيد دوره الطبيعي كنقطة جذب للعرب والعالم، وكمنارة للعلم والثقافة، ومقصداً حضارياً وثقافياً وتعليمياً وسياحياً واستثمارياً واستشفائياً وخدماتياً».
وقال السنيورة في بيان: «أدرك الرئيس رفيق الحريري أنه في مسيرة إعادة تكوين الدولة ووحدة مرجعيتها وبسط سلطتها الواحدة على كامل أراضيها ومرافقها أنه يسير في حقل ألغام محلية وإقليمية ودولية. لكنه، ورغم تلك المخاطر الداهمة التي كانت تعترضه، فقد استمر الرئيس الحريري في متابعة مسيرته الوطنية. لذلك كانت لحظة اغتياله في الرابع عشر من شباط، لحظة انطلاق مشروع تدمير الدولة في لبنان من خلال ازدواجية السلطة وخلخلة أعمدتها، والعمل المستمر على تخريب قواعد نظام لبنان الديمقراطي البرلماني».
وشدد السنيورة على أنه «في أعقاب الانهيارات التي أصبح لبنان في خضمها، لبنان أحوج ما يكون إلى عمل وطني إنقاذي عبر إعادة ضخ الحياة والعزيمة والإصرار في عروق ومنطلقات مشروع رفيق الحريري الوطني القائم على إعادة الاعتبار للدولة في دورها، وفي الحرص على بسط سلطتها الكاملة على جميع أراضيها ومرافقها، وفي التشديد على اعتماد مبادئ وسياسات الإصلاح والنهوض في شتى المجالات الوطنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإدارية، والارتكاز على قاعدة العيش المشترك الإسلامي المسيحي والتمسك بلبنان الرسالة التي شدد عليها قداسة البابا يوحنا بولس الثاني. كذلك أيضاً في التمسك باحترام الدستور وباستكمال تنفيذ اتفاق الطائف (وثيقة الوفاق الوطني) بكل توجهاته وأسسه وبنوده لاستعادة النهوض والعافية الوطنية والاقتصادية والمعيشية للبنان واللبنانيين».
دريان: الكذب أصبح ركناً من سياسة دولة منهارة
أكد أن لبنان الغارق في الفشل والانهيار يتذكر مبادرات رفيق الحريري الإنقاذية
دريان: الكذب أصبح ركناً من سياسة دولة منهارة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة