المشري يدافع عن تنصيب باشاغا رئيساً للحكومة الليبية الجديدة

طرابلس ثكنة عسكرية... وميليشيات موالية للدبيبة تستعرض قوتها

اجتماع رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد الدبيبة في طرابلس مع المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز
اجتماع رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد الدبيبة في طرابلس مع المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز
TT

المشري يدافع عن تنصيب باشاغا رئيساً للحكومة الليبية الجديدة

اجتماع رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد الدبيبة في طرابلس مع المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز
اجتماع رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الحميد الدبيبة في طرابلس مع المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز

تحولت العاصمة الليبية طرابلس إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، بعدما احتشد مسلحون موالون لرئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، رفضاً لقرار مجلس النواب تنصيب غريمه فتحي باشاغا، وزير الداخلية في حكومة الوفاق السابقة، لرئاسة حكومة الاستقرار الجديدة في البلاد، وسط فوضى مؤسسية.
وسعت المبعوثة الأممية الخاصة ستيفانى ويليامز إلى الوساطة، حيث اجتمعت أمس مع الدبيبة بمقر حكومته في طرابلس. وأكد الدبيبة لويليامز ضرورة عقد الانتخابات واستفتاء الدستور هذا العام، مشيرا إلى أنه ناقش مع سياسيين وضع خطة بالخصوص، وفقاً لخارطة الطريق التي أقرها ملتقى الحوار السياسي الليبي الذي رعته البعثة الأممية العام الماضي في مدينة جنيف السويسرية. كما شدد على مسؤولية كل الأطراف، لتهيئة الظروف المناسبة لذلك خلال العام الجاري.
وأشاد الدبيبة أمس بما وصفه بالتفاعل الشعبي الواسع الداعم للانتخابات والرافض للتمديد، واعتبر أن قطار الانتخابات انطلق ولن يتوقف إلا بسلطة شرعية منتخبة.
وخاطب مؤيديه عبر موقع تويتر قائلا «استمروا في رفع الصوت عاليا لا للتمديد، نعم للانتخابات».
وشكر أهالي منطقة رقدالين والمنظمين لملتقى المصالحة الوطنية على حسن الاستقبال والتنظيم، سمعت صوتهم بوضوح، نعم للمصالحة نعم للانتخابات لا للتمديد.
ورددت وسائل إعلام محلية معلومات عن وصول وفد برئاسة علي الدبيبة عضو لجنة الحوار إلى تركيا للقاء المسؤولين الأتراك ومحاولة إقناع عدد من مدراء الشركات التركية بالضغط على حكومتهم لتعطيل مسار الحكومة الجديدة مقابل المزيد من العقود في ليبيا.
من جهتها، قالت ويليامز إنها بحثت مع الدبيبة، آخر التطورات والتصويت الذي أجراه مجلس النواب لاعتماد تعديل دستوري وتعيين رئيس وزراء جديد.
وأوضحت في بيان لها أمس أنهما استعرضا العملية الجارية، لافتة إلى أنها أكدت مجددا أهمية أن تعمل جميع الأطراف الفاعلة والمؤسسات ضمن الإطار السياسي وأن تحافظ، قبل كل شيء، على الهدوء على الأرض من أجل وحدة ليبيا واستقرارها. وقالت إن الأمم المتحدة تظل ملتزمة بإعلاء صوت 2.8 مليون ليبي تسجلوا للتصويت.
كما أكدت في اجتماعها مع من وصفته برئيس الوزراء المكلف فتحي باشاغا، ضرورة المضي قدماً بطريقة شفافة وتوافقية من دون أي إقصاء، مشيرة إلى أنها شددت على الحفاظ على الاستقرار في طرابلس وفي جميع أنحاء البلاد، وأنه يتوجب مواصلة التركيز على إجراء انتخابات وطنية حرة ونزيهة وشاملة في أقرب وقت ممكن.
في المقابل، اجتمع باشاغا مع رئيس أركان القوات الموالية لحكومة الوحدة محمد الحداد، كما اجتمع مساء أول من أمس مع قادة ميليشيات مسلحة من مدينة مصراتة غربي البلاد، لهدف الحصول على تأييد للحكومة الجديدة.
وقالت مصادر مقربة من باشاغا إن حكومته ستؤدي اليمين القانونية في جلسة لمجلس النواب بمشاركة مجلس الدولة وفق المدة الممنوحة له لتشكيل الحكومة في غضون أسبوعين، مشيرة إلى أنه يعكف حاليا على تشكيل فريقه الحكومي عبر مشاورات مع كل القوى السياسية لإخراج حكومة تتمتع بتوافقات واسعة.
بدوره، دافع رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري عن تعيين باشاغا، وقال في بيان متلفز مساء أول من أمس إنه يستند إلى توافق مع مجلس النواب والنص المصاحب للتصويت بمنح الثقة في مارس (آذار) الماضي لحكومة الدبيبة، على أن تنتهي مدتها في 24 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
واتهم المشري حكومة الدبيبة بشن ما وصفه بحملة موجهة ضد مجلسي النواب والدولة، مؤكدا أنه لن يسمح بصدام وعنف بسبب ملف السلطة التنفيذية.
وعاد الهدوء في وقت مبكر من صباح أول من أمس إلى ميدان الشهداء بوسط طرابلس بعد استعراض للقوة نفذته ميليشيات مسلحة موالية للدبيبة وفدت للمدينة من مصراتة وصبراتة والزاوية.
ووسط استنفار أمني وعسكري، احتشدت مجموعات مسلحة في طرابلس قادمة من مصراتة الواقعة على بعد حوالي 200 كيلومتر شرقها، ووصل رتل يضم أكثر من 200 سيارة وآلية عسكرية، وفقاً للقطات مصورة بثتها وسائل إعلام محلية في وقت متأخر من مساء أول من أمس.
وظهرت قوافل عسكرية لمسلحين وهي تجول وسط طرابلس قادمة من صبراتة التي زارها الدبيبة أول من أمس، بينما أعلن تجمع لتشكيلات مسلحة موالية للدبيبة رفضها لإجراءات البرلمان ودعمها لحكومته وسط إطلاق نار في الهواء. ورفضت قوة حماية الزاوية وغرب طرابلس التابعة للمنطقة العسكرية الغربية في بيان لها ما وصفته بتعدي مجلس النواب على المسار الدستوري، وطالبت ببقاء حكومة الوحدة.
كما صدرت مواقف مماثلة من عدد من أهالي تاجوراء ومجلس حكماء ومهجري بنغازي ومكونات وقبائل فزان.
في المقابل، أيد المجلس الأعلى لأعيان وحكماء الزنتان، الخطوات التي اتخذها مجلس النواب بوضع خارطة طريق، وتشكيل حكومة تكون من أولوياتها التحضير للانتخابات.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.