بعد إطلاق سراحه... الطفل فواز قطيفان يروي قصة اختطافه وتعذيبه (فيديو)

الطفل فواز قطيفان بعد إطلاق سراحه (وسائل إعلام سورية)
الطفل فواز قطيفان بعد إطلاق سراحه (وسائل إعلام سورية)
TT

بعد إطلاق سراحه... الطفل فواز قطيفان يروي قصة اختطافه وتعذيبه (فيديو)

الطفل فواز قطيفان بعد إطلاق سراحه (وسائل إعلام سورية)
الطفل فواز قطيفان بعد إطلاق سراحه (وسائل إعلام سورية)

روى الطفل السوري فواز قطيفان، اليوم (الأحد)، بعد يوم من تحريره، تفاصيل خطفه وطرق التعذيب التي تعرض لها من أجل الضغط على أهله لدفع الفدية المطلوبة للخاطفين.
ووصل مساء أمس (السبت)، الطفل فواز قطيفان إلى عائلته في بلدة إبطع بريف درعا الشمالي بعد الإفراج عنه من مسلحين اختطفوه منذ أكثر من ثلاثة أشهر، مقابل فدية مالية.
ونشر الفنان السوري عبد الحكيم قطيفان ونشطاء مواقع التواصل أمس (السبت)، مقاطع فيديو للحظة وصول الطفل المحرر واستقبال أهله له.
https://www.facebook.com/abdlhakee1m/videos/679309676403651/
وقالت مصادر في محافظة درعا لوكالة الأنباء الألمانية: «أفرج الخاطفون عن الطفل فواز قطيفان ووضعوه أمام صيدلية في مدينة نوى بريف درعا الغربي وهو بصحة جيدة، بعد قبض الفدية التي طُلبت بقيمة 500 مليون ليرة سورية (ما يعادل 140 ألف دولار)».
وقال الطفل في تصريحات لوسائل إعلام سورية: «أول مرة ضربوني حتى أهلي يشوفوني وأنا قاعد عم أتعذب ويجو ياخدوني بسرعة وكانوا يضربوني ع الخفيف وأنا ساوي حالي عم أبكي».
وأضاف: «في المرة الثانية أحضروا حبل ورفعوني ع السقيفة وكان فيها رجل فوق، وبعد ما سحبوني لفوق بلشوا (بدأوا) يضربوني بحزام جلد ووضعو كرتونة ولزقوها ع جسمي ووضعو ع الحزام اسفنج حتى لا أشعر بألم وبدأوا يضربوني ع الخفيف وأنا أصرخ لأهلي تعو خدوني».
وأشار الطفل إلى أن أحد الخاطفين أخذه إلى بيته وأنهم «كانوا يقدمون لي الطعام ويغطونني ولم أشعر بالبرد». وأكد: «لم أعرف أي أحد منهم».
وبثت وزارة الداخلية السورية، أمس، عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي صورة للعميد ضرار الدندل، قائد شرطة محافظة درعا، وهو يحمل الطفل فواز بعد تحريره.
https://www.facebook.com/syrianmoi/videos/2020887298086554/
وكشفت مصادر لوكالة الأنباء الألمانية أن «عائلة الطفل فواز وأقاربه قاموا بجمع الفدية المطلوبة وتسليمها للخاطفين». ورفضت المصادر الكشف عن كيفية إيصال الفدية ومن الذي تسلمها.
كانت عصابة قد أقدمت في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي على خطف الطفل فواز محمد قطيفان في أثناء ذهابه إلى مدرسته في بلدة إبطع بريف درعا الأوسط، ليتواصل لاحقاً الخاطفون مع ذوي الطفل للمطالبة بفدية مالية تقدر بـ500 مليون ليرة سورية.
ورغم كل المحاولات التي قام بها ذوو الطفل بالتفاوض مع الخاطــفين، فإنهم لم يستجيبوا، ما دفع ذوي الطفل للسعي لجمع المبلغ ودفعه للخاطـفين.
وأطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وسماً حمل عنوان (#أنقذوا_الطفل_فواز_قطيفان) تضامناً مع قضية الطفل على أمل المساعدة في إعادته إلى ذويه.
وتنتشر في عموم المناطق السورية عمليات الخطف لدفع فدية مالية ولكن المبلغ المالي الذي طُلب من عائلة قطيفان هو الأكبر في سوريا.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.