يثير عدم تسمية الرئيس الأميركي جو بايدن، سفيراً أميركياً جديداً لدى أوكرانيا، رغم مرور أكثر من عام على وصوله للبيت الأبيض، حيرة وتساؤلات الكثيرين، في ظل الضرورة القصوى لتعيين مبعوث أميركي لدى كييف وسط تصاعد التوتر بين الأخيرة وموسكو.
ولم يصدر تفسير رسمي سواء من جانب الإدارة الأميركية أو السلطات الأوكرانية لعدم تعيين سفير أميركي في هذا المنصب الذي ظل شاغراً منذ عام 2019، حين أطاح الرئيس السابق دونالد ترمب بالسفيرة الأميركية في كييف ماري يوفانوفيتش، وانتهى الأمر بخضوعه لتحقيق في الكونغرس بتهمة إساءة استخدام نفوذه في السياسة الخارجية.
وتدير السفارة الأميركية في كييف، حالياً، قائمة بالأعمال هي كريستينا كفين، التي تحظى بتقدير كبير في السلك الدبلوماسي وفي أوكرانيا، لكنها تفتقر بحكم تعريفها إلى مكانة المبعوث المعيّن من البيت الأبيض والمعتمد من مجلس الشيوخ.
ويقول خبراء متخصصون في السياسة الخارجية لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، إن وجود سفير متفرغ يمكن أن يساعد في تسهيل «العلاقات المحرجة» التي ظهرت بين إدارة بايدن وحكومة الرئيس فولوديمير زيلينسكي على الرغم من اعتماد أوكرانيا الشديد على واشنطن في دفاعها ضد روسيا.
وظهرت تقارير، قبل شهرين، تفيد بأن بايدن ينوي ترشيح الدبلوماسية بريدجيت برينك، السفيرة الأميركية الحالية في سلوفاكيا، وأن واشنطن أرسلت اسمها إلى الحكومة الأوكرانية الشهر الماضي للمراجعة العرفية والموافقة عليها من الحكومة المضيفة، في تقليد دبلوماسي متعارف عليه.
وعزز من صحة معلومات هذه التقارير، تصريح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال زيارته لكييف في 19 يناير (كانون الثاني)، حين توقع أن يكون هناك ترشيح «قريباً جداً».
ولم يردّ ممثلو وزارة الخارجية الأوكرانية وسفارتها في واشنطن العاصمة على طلبات للتعليق حول أسباب تأخر كييف في الموافقة على اسم السفيرة الأميركية، بينما ذكرت قناة «112 أوكرانيا» التلفزيونية أن وزير خارجية البلاد، دميترو كوليبا، أكد أن حكومته تدرس ترشيحها.
من جانبه، قال إريك روبين، رئيس رابطة الخدمة الخارجية الأميركية، وهي مجموعة نقابية ومهنية تمثل الدبلوماسيين الأميركيين، إن تسمية سفير أميركي سيساعد العاصمتين على تنسيق وجهتي نظريهما ورسائلهما العامة.
وأضاف روبين، الذي عمل في السفارة الأميركية في كييف خلال فترة التسعينات، أن عدم وجود سفير أميركي في أوكرانيا فحسب، بل حتى مرشح ليكون سفيراً لأوكرانيا في وقت الأزمات «أمر مقلق ومؤسف»، موضحاً أنه «يمكن اعتبار عدم إرسال سفير إلى بلد ما بمثابة إشارة إلى أننا لا نهتم».
من جانبها، لم تُفصح أوكرانيا حول أسباب عدم موافقتها، حتى الآن، على برينك، التي تعمل بالسلك الدبلوماسي منذ أكثر من عقدين من الزمان، وأرسلت إلى جمهوريتين سوفياتيتين سابقتين: أوزباكستان وجورجيا.
اللغز الكبير في أزمة أوكرانيا... أين سفير الولايات المتحدة؟
اللغز الكبير في أزمة أوكرانيا... أين سفير الولايات المتحدة؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة